فقدت الآلة الدعائية لتنظيم "داعش" الكثير من تأثيرها على الشباب العربي، ذلك ما أظهرته نتائج استطلاع الرأي للشباب العربي سنة 2016، التي كشفت أن الأغلبية الساحقة من الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ينبذون تنظيم "داعش" ويتوقعون إخفاقه في إقامة دولته المزعومة. وبحسب نتائج الاستطلاع المنجز من طرف مؤسسة "أصداء بيرسون- مارستيلر"، والذي شمل المغرب، فإن العقبة الأكبر التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي ظهور تنظيم "داعش"، حث أعرب 77 في المائة من المستجوبين عن قلقهم إزاء هذا التنظيم، معبرين، في الوقت ذاته، عن أن التهديد الإرهابي ليس وحده ما يجثم على صدور شباب المنطقة، وإنما هناك أيضا معضلة البطالة التي وضعوها في المرتبة الثانية خلف الإرهاب. وأبدى 76 في المائة من الشباب قناعتهم بأن التنظيم غير قادر على تأسيس دولة إسلامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما عبّر 15 في المائة فقط عن ترجيحهم لقدرته على ذلك. وعند سؤالهم عن إمكانية تأييدهم للتنظيم إن لم يستخدم العنف المفرط، عبّر 78 في المائة من المستجوبين عن استبعادهم ذلك وإن قلل من جرعة العنف التي يعتمدها. ومن النتائج المثيرة التي كشف عنها التقرير، كون البطالة تعد السبب الأول الذي يشجع الشباب على الانضمام إلى صفوف "داعش"، وجاء المغرب في خانة الدول التي عبّر شبابها عن كون البطالة تدفع إلى الارتماء في أحضان تنظيم أبي بكر البغدادي. واعتبر المستجوبون أن اعتقاد بعض الشباب بكون تفسير "داعش" للإسلام يبقى هو الأصح سببا ثانيا للانضمام إلى تنظيم الدولة، فيما رأوا أن السبب الثالث هو ارتفاع التوترات بين السنة والشيعة، خصوصا في الشرق الأوسط. الاستطلاع كشف أن الشباب العربي لا ينظر بعين الرضا للتوترات المذهبية، حيث عبر أغلب المستوجبين عن اعتقادهم بأن العلاقات بين السنة والشيعة قد تدهورت بشكل كبير، بينما قال 27 في المائة منهم إنها بقيت على حالها، في حين أورد 72 في المائة أن الانقسام بين السنة والشيعة له تأثير سلبي على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويقدم الاستطلاع نظرة الشباب العربي للدين وحضوره في بلدانهم، حيث أكد 52 في المائة من المستجوبين تأييدهم للفكرة التي تقول إن الدين يلعب دورا أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط، وترتفع هذه النسبة في دول الخليج، بينما تنخفض في المنطقة المغاربية.