وجّه المغرب، اليوم، رسائل مبطنة للولايات المتحدةالأمريكية، في وقت تعرف العلاقات بين البلدين توتراً مستجداً بسبب "التوجه الأمريكي الغامض ضد مصالح المملكة"، إذ دعا العالم إلى "الخروج من منطق الهيمنة إلى العدالة، والقبول بتقاسم وإعادة توزيع الخبرات والثروات"، منتقدا واقع المنظومة العالمية في الوقت الراهن، والتي قال إنها تخضع لنموذج "لا يوجد فيه إلا الرابحون". موقف المغرب جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، الذي تحدث اليوم في افتتاح أشغال الدورة الثانية لجمعية الأممالمتحدة للبيئة بالعاصمة الكينية نيروبي، مؤكدا أن رؤية الرباط تتمثل في "عالم تسوده المساواة والعدالة، ويفتح الأمل أمام الأجيال القادمة"، و"ليس عالم يخضع لبراديغم لا يوجد فيه إلا الرابحون". على أن العام الماضي، يضيف مزوار، "شهد تحولا في وعي الإنسانية في ما يتعلق بالتعامل مع ظواهر الإقصاء والفقر والمناخ والبيئة". وأشار المتحدث، الذي يحضر بصفته أيضا رئيسا لمؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22"، الذي سينعقد بعد أشهر بمراكش، إلى أن متغيرات يشهدها العالم "تزداد استفحالا"، فيما شدد على أن المغرب بجانب المجموعة الدولية "واعون بالتحديات المشتركة للتغيرات المناخية وخطرها على مصير الكون، خاصة الدول الفقيرة والأكثر تهديدا"، فيما أحال على المصادقة بنيويورك الأمريكية في أبريل الماضي على الاتفاقية الأطراف المتعلقة بالاحتباس الحراري التابعة للأمم المتحدة. وترى الرباط أنّ الطاقات البديلة يمكنها "تقديم أجوبة على الأسئلةً المقلقة للوضع البيئي في العالم"، عبر تقوية القدرات والكفاءات "ونقل التكنولوجيا إلى الدول الفقيرة لإعطاء المصداقية لاتفاق باريس"، فيما ترى كذلك أن الدور القادم هو لصالح الدول الفقيرة والمهددة والأقل نموا في كل من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، "بتنفيذ مبادرات ملموسة تعود بالنفع". وكان التوتر الدبلوماسي بين الرباط وواشنطن باديا منذ فترة، بعد كشف الأمين العام للأمم المتحدة انحيازه إلى المواقف المعادية لمصالح المغرب، بوصفه بالبلد "المحتل" للصحراء، وما تلاه من اصطفاف أمريكي واضح إلى جانب بان كي مون، قبل أن تصدر الخارجية الأمريكية تقريرًا شديد اللهجة تجاه أوضاع حقوق الإنسان بالمملكة؛ ردت عليه الرباط بأنه "افتراء وكذب"، واضطرت معه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون إلى استدعاء السفير الأمريكي في الرباط، دوايت بوش، عارضة أمامه حالات تثبت "زيف ما ورد في التقرير"؛ فيما بعثت العاهل المغربي، محمد السادس، رسائل واضحة لواشنطن، في خطابه الشهير إبان القمة المغربية الخليجية التي احتضنتها الرياض في أبريل الماضي، إذ حذر من "تحالفات جديدة" و"محاولات لإشعال الفتنة وخلق فوضى جديدة".