أكد يوسف العمراني، المكلف بمهمة في الديوان الملكي، أن المغرب يعد من الدول القليلة في المنطقة التي حافظت على اختيارات واضحة، ولها أسس ومرجعيات قوية، "في ظل الضبابية التي تتخبط فيها العديد من دول، وما تمر به من أزمات سياسية"، مشيرا إلى أن "هذا ما ساهم في تقوية صورة المملكة في الخارج"، حسب تعبيره. وقال العمراني، في مداخلة له في ندوة "علامة المغرب"، التي نظمها كل من معهد أماديوس ومكتب المغرب للتصدير، إن "المغرب قرر الانفتاح على العالم منذ عدة سنوات"، مشيرا إلى أن تحديد المملكة لنموذجها ومشروعها المجتمعي، وحسمها في الخيار الديمقراطي، "كلها عوامل ساعدت على حفاظ المغرب على استقراره وجعله يؤسس لنموذجه المختلف عن بقية دول المنطقة". وأكد العمراني، الذي خبر تفاصيل العمل الدبلوماسي على الصعيد الدولي، أن "المغرب تمكن من تسويق صورته في الخارج عبر قراءته المتزنة والمتأنية للحقائق"، مضيفا أن "الاستقرار السياسي بات من العلامات المميزة للمملكة على الصعيد العالمي"، قبل أن يزيد قائلا: "رغم الانتقادات، إلا أننا ملتزمون بالتقدم نحو الأمام. والتحولات التي عرفها المغرب خلال سنوات هي التي جعلته يحظى بثقة على الصعيد الدولي". وحول "علامة المغرب"، شدد العمراني على أن التسويق لها "خيار إستراتيجي يحظى بمتابعة أعلى سلطة في البلد"، قبل أن يستعرض العلاقات الخارجية للمغرب، سواء من خلال العلاقة مع الدول الإفريقية التي تتمتع بأولوية لدى الملك محمد السادس، وأيضا العلاقات الإستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، ثم الانفتاح على دول أخرى كالصين، وروسيا. في المقابل أقر العمراني بأن عدم تحقيق اندماج مغاربي يعد مشكلا يجب حله، "لأن تحقيق الاندماج بين الدول المغاربية كفيل بخلق الثروة"، وفق تعبيره. كما اعتبر المسؤول المغربي أن تكوين الأئمة، سواء الأفارقة أو غيرهم من الأجانب، دليل على انخراط المملكة في ترسيخ الإسلام المعتدل، مشيرا في الوقت ذاته إلى انخراط المغرب في تحقيق السلم العالمي ومكافحة الإرهاب. وعن علاقته مع شركائه الخارجيين، كشف العمراني أن المغرب يتمتع "بمصداقية وثقة لدى شركائه"، معبرا عن قناعته بأن الثلاثي المكون من "الاستقرار، ودولة القانون التي بناها المغرب، والخيار الديمقراطي"، هو ما "يعزز ثقة شركائنا ويقوي صورة المغرب"، حسب تعبيره. يوسف العمراني أورد أيضا، في تصريح لهسبريس هذه المرّة، أن رجال الأعمال المغاربة بمقدورهم فرض أنفسهم في بلدان افريقيا الشرقية وكافة دول القارّة الناطقة باللغة الإنجليزية، على غرار ما تمكنوا من تحقيقه في دول جنوب الصحراء الكبرى الناطقة باللغة الفرنسية. وأوضح المكلف بمهمّة ضمن الديوان الملكيّ أن المجموعات الاقتصادية المغربية فطنت بأهمية التوجه نحو الأسواق الأنجلوسكسونيّة الافريقية، وخاصة دول افريقيا الشرقية، من أجل البحث فيها عن فرص الاستثمار، وعقد شراكات مربحة تنعكس إيجابا على التعاون الاقتصادي الثنائي. وقال العمراني إن "المستثمرين المغاربة فهموا، الآن، أهمية الفرص الواعدة في افريقيا الناطقة باللغة الإنجليزية، وقد ارتفعت وتيرة إقبال المغاربة على تعلم هذه اللغة العالمية، ما يساعدهم على الولوج إلى الأسواق الجديدة الواعدة". كما عبّر عن تفاؤله تجاه قدرة المجموعات الاقتصادية المغرب على فرض نفسها في هذه الأسواق، نتيجة الخبرة التي تمكنت من مراكمتها في الأسواق الافريقية الفرونكوفونيّة. يوسف العمراني، في ذات التصريح الذي أدلى به لهسبريس على هامش انعقاد أشغال "ملتقى علامة المغرب"شدد على أن الرؤية الواضحة التي حرص الملك محمد السادس على توفيرها للمستثمرين المغاربة، في مجموعة من الأسواق العالمية، جعلت المملكة تتوفر على الآليات الضرورية التي ستشكل دفعة قوية للنهوض بالاقتصاد الوطني، وهي التي ساهمت فيها، بشكل قوي، الاتفاقيات الاقتصاديات التي عقدها المغرب مع مجموعة من الدول؛ كروسيا والصين وأمريكا ودول افريقية عدّة، والتي تتيح لرجال الأعمال المغاربة الدخول إلى أسواق واعدة. وأضاف المتحدث لهسبريس: "افريقيا هي من أولويات المغرب التي ساهمت في نجاح مجموعة من المقاولات الوطنيّة، وتتوفر على آفاق نمو واعدة، وهناك اليوم نموذج مغربي مبني على أسس الشفافية والحكامة، وبطبيعة الحال يجب أن نعمل على تعزيز هذه المكتسبات، وتدعيم مكانة المغرب في كل أرجاء القارّة السمراء".