افتتحت صباح الإثنين ببوزنيقة, أشغال المناظرة الوطنية الأولى للشباب, التي تنظم تحت رعاية الملك محمد السادس.. ويشارك في هذه المناظرة, التي تنظم تحت شعار "جميعا... المستقبل يجمعنا" والتي حضر جلستها الافتتاحية عدد من أعضاء الحكومة ودبلوماسيون, نحو ألف شخص من بينهم 640 شابا وشابة. وبهذه المناسبة قال منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة إن هذه المناظرة "تعد تتويجا لعمل حكومي طويل انطلق منذ 2009 كالتزام مشترك لرسم سياسة حكومية في ميدان الشباب", مضيفا أن الهدف من هذه المناظرة "العمل على إثراء دينامية الإصلاحات التي شرع فيها المغرب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية", معبرا عن "رغبة الحكومة لجعل هذا الموعد كورش جديد لإنجاز مشروع للشباب المواطن المتمتع بكل الحقوق والملتزم بالواجبات". كما اعتبر بلخياط أن الإطار القانوني المتعلق بميدان الشباب "أصبح محدودا ومتجاوزا لمواكبة طموحات هذه الشريحة من المجتمع لمشروع المجتمع الديمقراطي الحداثي تحت قيادة الملك", مشددا على أنه "أصبح من اللازم إعادة التفكير بكل شجاعة في النظرة إلى الشباب".. وأوضح أن "الثورة الحقيقة للمغرب تكمن في شبابه المبدع والخلاق, وذلك على اعتبار أن هذه الشريحة من المجتمع بامكانها المساهمة بفعالية في الابتكار والتنمية البشرية والاقتصادية".
وقال وزير الشباب والرياضة: "في إطار التناغم مع إرادات الشباب تم الشروع منذ نونبر 2009 على رصد تطلعات هذه الفئة وإجراء دراسة حول انشغالاتها وتنظيم 16 منتدى جهويا حول مواضيع متنوعة تتعلق بالشغل والدين والقيم والسياسة والعلاقة مع الأجيال.. ومن خلال هذا الحوار الموسع مع الشباب اتضح أنه أضحى لزاما وضع استراتيجية وطنية للشباب للاستجابة للعرض الموجه لهذه الشريحة ووضعها في كل الاستراتيجيات القطاعية".. وأضاف: " على هذا الأساس تم إجراء مشاورات واسعة مع مختلف القطاعات لوضع ملامح لاستراتيجية مندمجة للشباب".
ومن جهتها قالت ماريلينا فيفاني، نائبة المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, إن "التحضير والإعداد لاستراتيجية مندمجة للشباب تعكس التزام المغرب للاستثمار في مستقبل هذه الشريحة خدمة للتنمية بالمملكة", مشيدة ب "الشراكة المثمرة التي تجمع المغرب مع منظمات الأممالمتحدة العاملة بالمملكة في مجال النهوض بميدان الشباب بصفة عامة".. وقد اعتبرت أيضا بأن العمل من أجل النهوض بالأوضاع الاجتماعية بالمغرب، وخاصة ميدان الشباب, يعتبر "نموذجا فريدا يتعين دعمه". وأبرزت فيفاني أن من ضمن أولويات بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "إيلاء أهمية للتنمية، وخاصة الارتقاء بأوضاع الشباب ومحاربة الهشاشة والفقر والفوارق الاجتماعية وتأمين تعليم ملائم لاحتياجات سوق الشغل", وأن دول المنطقة قد قطعت شوطا كبيرا في مجال التعليم خاصة تعليم الفتيات. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمناظرة الوطنية الأولى للشباب باستعراض نتائج الدراسة التي أنجزتها وزاراة الشباب والرياضة والتي همت "القيم التي يعطيها الشباب الأولوية" و"الأنشطة التي يمارسونها ونظرتهم للتعليم وللسياسة", وكذا "اهتماماتهم في مجال العمل".. وسيتم خلال هذا اللقاء, المنظم على مدى يومين, مناقشة العديد من المواضيع التي توجد في صلب انشغالات الشباب والحكومة معا, تتعلق ب"التربية والتشغيل" و"الصحة وحماية البيئة" و"الدعم الاجتماعي والاقتصادي للشباب ومحاربة الإقصاء" و"الثقافة والترفيه والسياحة" و"المواطنة والقيم" و"السياسة والدبلوماسية الموازية".