أثارت صفحة على موقع "فيسبوك"، مرتبطة بحزب العدالة والتنمية، غضب الأمين العام عبد الاله بنكيران، الذي كلفه الملك بتشكيل ثاني حكومة يترأسها؛ ذلك أن الصفحة المذكورة تتوجه بالنقد اللاذع، يصل إلى درجة السب والقذف، في حق شخصيات سياسية من المرشح أن تحمل حقائق وزارية في الأغلبية الحكومية التي لم تتشكل ملامح صورتها بعد. الصفحة التي تحمل اسم "فرسان العدالة والتنمية"، ويتابعها قرابة 130 ألف معجب ومعجبة، هاجمت بشدة وزراء بحكومة بنكيران المنتهية ولايتها، خاصة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، إلى جانب تخصيصها تدوينات تهاجم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، والأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب. بنكيران محرج بنكيران وجد نفسه في موقف حرج وهو يتابع الصفحة المذكورة وهي تتهكم على وزراء وسياسيين، في وقت ما تزال فيه المشاورات تعيش فترة مخاض ميلاد الحكومة التي أعقبت انتخابات السابع من أكتوبر؛ حيث اضطر الزعيم الإسلامي للخروج بموقف صريح، حين لقائه أمس الجمعة بالبرلمانيين عن "المصباح" بالرباط، ينتقد "ما تروجه بعض الصفحات الفيسوكية التي تتم نسبتها لأعضاء أو متعاطفين مع الحزب دون أن تكون في الحقيقة كذلك"، وفق تعبيره. واستغرب بنكيران ممن "يقف خلف هذه الصفحة ومثيلاتها من المتعاطفين مع الحزب"، متسائلا: "كيف نفهم ما يقومون به وما ينشرونه، أليست لهم ثقة في الحزب وفي قيادته وفي أمانته العامة؟"، معتبرا أن كل ما يكتب في صفحات الفضاء الأزرق الافتراضي "يتم استغلاله أسوأ استغلال، ونحن ندفع ثمنه بصورة لا تتخيلونها، وبسببه تتعقد الأمور بطريقة كبيرة"، على حد قوله. الصفحة ترد عكس ما ردده بنكيران، كشف مدير الصفحة الفيسبوكية نفسها، في بلاغ منشور بها، أنها تمثل فعلا آراء المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية، وأن ما تنشره هو تعبير عن رأيهم، وأن علاقتها مع الحزب لا تتجاوز الدعم والتأييد والتعاطف. ورفضت الصفحة طلب بنكيران التوقف عن النشر بقولها: "ستستمر في ذلك، والصفحة هي من يتحمل المسؤولية وليس الحزب الذي له موقعه الرسمي وبلاغاته"، وفق تعبيرها. وفي هجومها على أخنوش، قالت الصفحة إنه "معين سفيرا للتحكم"، و"جرى تكليفه بوضع موطأ قدم في الحكومة عبر الابتزاز والنفخة"، مضيفة أن حزب التجمعيين يفرض شروطا على بنكيران للدخول في التشكيلة الحكومية القادمة، من بينها: "استبدال بنكيران واختيار رئيس حكومة آخر من حزبه، والكشف عن مالية حزب العدالة والتنمية، وتغيير بنكيران لطريقة خطابه بالابتعاد عن خطاب المعارضة". وترى الصفحة، التي قالت إنها "تمثل اراء المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية"، أن عزيز أخنوش "خط أحمر"، وأن "البيجيدي حزب يحارب التحكم ولن يقبل باستوزار التحكم"، مضيفة أن "بنكيران عليه أن يفاوض الأحزاب من موقع قوة لا من موقع ضعف كما حصل مع الأحرار في الولاية السابقة، حين اضطر بنكيران للتضحية بالعثماني لإرضاء مزوار"، بتعبيرها. ولم تفوت الصفحة الفرصة دون التعليق على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وطالبته ب"الرحيل"، مضيفة: "نطالب برحيل وزير الأوقاف احمد التوفيق لتخاذله وعدم وقوفه مع الشعب ضد من يزعزع عقيدتهم .. مقابل التضييق على أئمة المساجد (...) وتهميش حملة كتاب الله، وإقصاء الدعاة لي كايقولوا الحق، وعزل الأئمة".