جولة في صحف أوروبا الشرقية الصادرة اليوم

اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا بعدد من القضايا، أبرزها انسحاب انجلترا من الاتحاد الأوروبي وتداعياته الاقتصادية والسياسية، وتصاعد حدة التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وبرنامج الإصلاحات الاقتصادية باليونان وتوتر العلاقات بين تركيا وألمانيا، إضافة إلى مواضيع أخرى.
ففي بولونيا، كتبت صحيفة "فيبورشا" أن خروج انجلترا من المنظومة الأوروبية "لن يكون أمرا هينا على الاتحاد ،سياسيا واقتصاديا ،على اعتبار الوزن الكبير لإنجلترا على الساحة الدولية والإقليمية وارتباط اقتصادها الوثيق بكل دول الاتحاد الأوروبي" ،معتبرة أن تخلي انجلترا عن الاتحاد الأوروبي سيكون له "الوقع السيئ على القارة الأوروبية جمعاء ولن تنطفئ حدته بعد عقود من الزمن".
ورأت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي "سيخسر عضوا من الوزن الثقيل يصعب تعويضه" ،وهو الذي أعطى للاتحاد "وزنا خاصا في الساحة الدولية وساهم في إرساء أسس الاتحاد" ،مضيفة أن قرار لندن يبقى "سياديا" لكن على أعضاء الاتحاد الأوروبي فتح نقاش شامل حول الآليات الممكنة للحفاظ على الارتباط الاقتصادي والسياسي والمالي مع انجلترا، التي آثرت الانسحاب من المنظومة الأوروبية استحضارا لمصالحها الخاصة .
وأعربت الصحيفة عن تخوفها من أن يشكل انسحاب انجلترا "نموذجا لدول أخرى لفعل نفس الشيئ" ،في وقت تواجه القارة الأوروبية تحديات صعبة ،منها الأمنية المرتبطة بتدفقات المهاجرين والمواجهات العسكرية في أوكرانيا وأخرى اقتصادية وسياسية مع تطور شعبية الاحزاب اليمينية ، تستدعي مزيدا من الانسجام والتحالف .
ومن جهتها، رأت صحيفة "ناش دجينيك" أن "حالة الطلاق العصيبة" بين انجلترا والاتحاد الأوروبي المرتقبة بشكل عملي قريبا ،تعد "ضربة موجعة للقارة الأوروبية في ظرف دقيق يجتازه العالم كما أوروبا "،مضيفة أن قرار إنجلترا سيكون له "تداعيات معقدة على كل دول الاتحاد الأوروبي" ،خاصة التي تربطها علاقات من النوع الخاص مع انجلترا كبولونيا ،التي يتواجد مواطنوها بكثرة في هذا البلد الأوروبي.
وحسب الصحيفة ،كان على الاتحاد الأوروبي وانجلترا أن تأخذا الوقت الكافي قبل إعلان لندن قرار الانسحاب ،وعدم التسرع في فك الارتباط ،"اعتبارا للأواصر الكثيرة والمتشعبة التي تجمع انجلترا بالمنظومة الأوروبية "،مشددة على أنه "لا يمكن هدم ما بني في سنوات طويلة في لحظات قليلة مع تغليب المنطق السياسي على الواقع ".
ورأت الصحيفة أن الحكمة كانت تقتضي التريث لفترة معينة وتحديد أجندة وجدول زمني للانسحاب بالتدريج ،حتى لا يكون وقع الانسحاب على الطرفين معا كبيرا .
وفي روسيا، تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى معاهدة مونترو التي تنظم حركة السفن التجارية والحربية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل، مشيرة إلى محاولة الناتو الالتفاف عليها لتعزيز وجوده في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن أربع سفن حربية تابعة للحلف الأطلسي تعود لكل من بولندا وإسبانيا وألمانيا وتركيا وصلت إلى ميناء أوديسا قصد إجراء مناورات مشتركة مع القوات البحرية الأوكرانية، مؤكدة أنه بموجب معاهدة مونترو، لا تستطيع هذه السفن باستثناء السفينة التركية البقاء في البحر الأسود لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.
وحسب وسائل الإعلام الأوكرانية، تزامن وصول سفن الناتو إلى أوديسا مع زيارة العمل التي قام بها إلى المنطقة وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك، الذي تفقد مواقع القوات البحرية الأوكرانية ورتب لقاء لقائد القوات البحرية الأوكرانية بالملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في كييف، الذين رافقوه إلى اوديسا، أكد خلاله " أن العمل جار لإعادة بناء الأسطول الأوكراني بعد مغادرته سيفاستوب وتطويره".
وذكرت الصحيفة بأن قائد البحرية الأوكرانية كان قد أعلن قبل أيام أن بلاده تدرس مسألة شراء سفن حربية انتهت خدمتها في أساطيل الدول الغربية، مرجحة استنادا إلى عدد من الخبراء العسكريين الروسي نية أوكرانيا شراء ما بين 20 و30 سفينة من هذا النوع.
صحيفة (موسكوفسكي كومسموليتس) تطرقت من جانبها إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاربة تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن هذه الخطة لا تختلف كثيرا عن خطة الرئيس السابق باراك أوباما.
وذكرت الصحيفة استنادا إلى مصادر مطلعة أن الخطة التي ينوي ترامب اعتمادها لا تختلف كثيرا عن خطة أوباما، وخاصة في توجيه ضربات جوية إلى مواقع الإرهابيين ودعم القوى المحلية.
ولاحظت الصحيفة أن أنه تم إدخال بعض التعديلات على النهج الأمريكي السابق حيث تنوي وزارة الدفاع الأمريكية (البانتاغون) إرسال ألف عسكري أمريكي إضافي إلى سورية، في الوقت الذي تخوض فيه القوات الأمريكية حاليا حربا ضد تنظيم "داعش" في العراق.
وفي اليونان كتبت صحيفة (إيثنوس) أنه بعد عدم خروج اجتماع مجموعة الاورو ليوم الاثنين بأية قرارات ملموسة لفائدة إتمام برنامج التقويم الثاني للاصلاحات الاقتصادية التي تنهجها أثينا ظل الوفد اليوناني المفاوض الذي يترأسه وزير المالية في بروكسيل لمواصلة المفاوضات على أمل التوصل الى اتفاق قبل الاجتماع المقبل لمجموعة الاورو في 7 أبريل بمالطا. وقالت الصحيفة إن البلد دخل مغامرة أخرى غير محسوبة العواقب.
صحيفة (تا نيا) ذكرت أن ملف تحرير سوق الشغل ملف شائك في المفاوضات بين اثينا والمانحين الذين يطالبون بمرونة كبيرة في ما يخص الاجور وعقود الشغل والتسريح.
وأوضحت الصحيفة أن صندوق النقد الدولي يريد أن يكون الطرد بناء على قرار المشغل كما يريد تغيير القوانين لاتاحة المجال أمام عقود جديدة والاتفاقيات الجماعية.
وقالت الصحيفة أنه في ملف الضمان الاجتماعي يريد المانحون تقليصات جديدة في المعاشات بقيمة 8ر1 مليار اورو مرة واحدة ابتداء من العام 2020.
صحيفة (تو فيما) ذكرت أن الحكومة تسعى خلال ايام للانتهاء من مختلف القضايا التي لم تعرف حلا طيلة أربعة اشهر من المفاوضات مع المانحين بما في ذلك تحرير سوق الشغل والتخفيض من معاشات التقاعد وتخفيض نسبة الاعفاء من الضريبة العامة عن الدخل من 12 الف أورو سنويا الى ما دون 6000 اورو كما يطالب المانحون.
وقالت الصحيفة ان هذه الامور صعبة جدا لكنها ليست مستحيلة إذا ما أرادت حكومة سيريزا التراجع عن مختلف وعودها وقبول مطالب صندوق النقد الدولي المرة.
وفي تركيا، وصفت يومية (غونيس) تصريحات مدير الاستخبارات الألمانية الذي أكد فيها أنه لا توجد مؤشرات ملموسة على تورط منظمة فتح الله غولن في المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في يوليوز الماضي، ب "غير المقبولة"، متسائلة إذا كان يتعين من أجل إثبات ضلوع جماعة غولن في الانقلاب، القول بأن عدد القتلى بلغ 240 ألف بدل 250 فقط.
واعتبر أن هذه التصريحات "تعزز أكثر التوجه العدائي إزاء تركيا، وتعلن صراحة دعمها "للمنظمة التي تقف وراء الانقلاب"، مضيفا أن تصريحات مارتين شولز، المرشح لمصب المستشارية، ليست مقبولة على الإطلاق.
من جهتها، اعتبرت صحيفة (دايلي صباح) أن الدول الأوروبية تسعى جاهدة كي تكون الغلبة للمعسكر الرافض للاستفتاء الدستوري، وتفضل "تركيا ضعيفة وغير مستقرة سياسيا ومعتمدة بشكل كلي على أوروبا"، منددة نقلا عن وزير العدل بكير بوزداك "بالمواقف المخزية والمخالفة للأعراف الديبلوماسية والتدخل غير المقبول".
وتابع الوزير التركي أنه "بالرغم من ازدواجية المعايير المفروضة على تركيا، لن نتخل دائما عن الإرادة في دخول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن كل الإصلاحات التي نباشرها بما في ذلك الاستفتاء تهدف إلى تسريع مسلسل انضمامنا، فليست تركيا من تغيرت وإنما الاتحاد الأوروبي وقادته".
من جهتها، أوردت يومية (حريت دايلي نيوز) نقلا عن مصدر مقرب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الرئيس أردوغان الذي "تجاوز الحدود" عندما قارن الحكومة الألمانية بالنازيين، "غير مرحب به في ألمانيا".