على مدى يومين، التأم أكاديميون وحرفيون وفنانون ضمن فعاليات النسخة الرابعة من أسبوع اللغة العربية، الذي تحتضنه الثانوية الفرنسية العالمية لويس ماسينيون ببسكورة، بهدف إدماج تلاميذ المؤسسة في محيطهم، والاستفادة من غنى الموروث الثقافي المغربي. طارق سامي، المشرف على تدريس اللغة العربية في شبكة لويس ماسينيون، قال في تصريح لهسبريس: "هذا الحدث أضحى موعداً يمنح التلاميذ فرصة إظهار أنشطتهم الموازية داخل المؤسسة، والتعرف على تراث وثقافة الحضارة العربية، بالإضافة إلى التمكن من اللغة باعتبارها أداة فكرٍ وتواصل". وأضاف المتحدث أن "الهدف الأسمى من هذه الأيام الثقافية يتجلى في إدماج التلاميذ في الثقافة التي تحيط بهم، ومواجهة الانغلاق والعزلة والاستفادة من هذا الموروث الثقافي الغني"، مشيراً إلى أن هذه الدورة اختارت شعار "ثقافة البحر الأبيض المتوسط.. جسر بين الشرق والغرب". وأبرز سامي أن "اللغة العربية سافرت طيلة قرون من الزمن من شبه الجزيرة العربية لتحوم حول ضفتي البحر الأبيض المتوسط. قصر الحمراء في الأندلس، جامعة القرويين في فاس أو صحراء سيناء، على سبيل المثال، كلها مناطق شاهدة على مراحل ظهور وتطور اللغة والثقافة العربية". ونفى سامي أن يكون هذا الأسبوع الثقافي بمثابة تعويض عن الخصاص الذي تعرفه الثانوية على مستوى تلقين اللغة العربية، واسترسل: "نسعى إلى إغناء فلسفة اللغات كأداة للتواصل والتعرف على الحضارات والرصيد المعرفي والثقافي للتلاميذ". من جهته، تحدّث المهندس المعماري منير الصفريوي، المشرف على ورشة "الهندسة المعمارية العربية-المسلمة وأبعادها الثقافية"، على أهمية الحفاظ على الهندسة المعمارية التي تمتاز بها مجموعة من المدن المغربية العتيقة كسلا، الرباط، مراكشوفاس، ودورها في الحفاظ على الهوية المغربية. وقال الصفريوي: "الهندسة المعمارية في البلدان العربية الإسلامية في الشرق تختلف عن نظيرتها في الغرب، هذه الأخيرة تمتاز بنقوش عربية وهندسة أصيلة ورثت عن الأندلس". إلى جانب ذلك، عرفت الأيام الثقافية دورات في فن الطبخ أشرف عليها الشاف موحى، ومحاضرات همت الفكر العربي الإسلامي، وتاريخ الموسيقى العربية، ودور الموسيقى الأندلسية في التقارب بين الثقافات، إضافة إلى معرضٍ للصناعة التقليدية وصناعة الزليج والأطباق المغربية.