قال مصدر من جناح الحروق بمستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء إن الشخص الذي أضرم في جسده النار بعد زوال يوم الثلاثاء الماضي بالمدار الطرقي شيميكولور قد لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الأربعاء. ووفق المصدر ذاته، الذي التقت به هسبريس بالمكان المذكور، فإن الهالك لم يستطع المقاومة بعد إصابته بحروق من الدرجة الثالثة، تسببت في أضرار على مستوى جهاز تنفسه ورئتيه ليلفظ أنفاسه متأثرا بحروقه. وأحالت المصالح الصحية على مستودع الأموات جثة الضحية الذي أضرم النار في نفسه بعد أن صب على جسده قارورة بنزين وتوجه نحو الجهة المقابلة لكاميرات المراقبة الأمنية، قبل أن يتدخل عمال محطة البنزين المتواجدة بالمكان لإطفاء الحريق. وعاينت هسبريس ليلة الخميس/الجمعة رماد الأجزاء المحترقة من جسد الضحية في مدار شيميكولور، إذ لم تقم مصالح الوقاية المدنية التي وصلت متأخرة لمدة 30 دقيقة، حسب رواية الشهود، بتنظيف المكان. وقال أحد الشهود إنه شاهد الضحية، الذي يدعى عبد الجليل عراض، وهو من مواليد 1 يناير بالعطاوية بقلعة السراغنة، والقاطن بدوار أولاد مبارك واركي بالمدينة ذاتها، يتوجه بسرعة إلى وسط المدار ويصب البنزين على جسده وهو يصوب نظره تجاه كاميرا المراقبة، قبل أن يشعل النار في نفسه. وأضاف الشاهد في روايته: "بقيت مشدوها ومصدوما قبل أن يتجمهر الناس، ليأتي أحد عمال محطة البنزين وفي يده قارورة إطفاء النار ويتمكن من السيطرة على النيران المشتعلة في جسد الضحية". وأكد شهود عيان أن الضحية لم يتقبل حجز شرطي دراجته النارية، ليقدم على فعلته، التي قالوا إنها غير مبررة. وعلمت هسبريس أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا في الموضوع، تحت إشراف النيابة العامة، للإحاطة به من كافة جوانبه.