كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة كاسبرسكي، بشراكة مع "أفيريتي"، عن تأثر 21 في المائة من الشركات المغربية بالتهديدات المعلوماتية. وأكد مسؤولو الشركة، في ندوة صحافية حول التهديدات التي تشكلها الهجمات السيبيرانية، أن 91 في المائة من المهنيين يعتقدون بأهمية أدوات أمن تكنولوجيا المعلومات لحماية البيانات المهنية، قال 20 في المائة من المستجوبين أنهم لا يحتاجون إليها ولم يستخدموها. واكتشفت كاسبرسكي لاب في المغرب، خلال الفترة الممتدة ما بين يناير ومارس 2018، ما يقرب من 5 ملايين من التنبيهات المتعلقة بالبرامج الضارة التي تم تنزيلها من الإنترنت. وبدون التنوع، من المستحيل إثبات الابتكار والقدرة على التكيف اللازمة لمكافحة الجريمة السيبرانية. من دون تنوع، فإن معركتنا تعتبر فاشلة مقدما. وتواجه الشركات في القطاع نقصًا كبيرًا في اليد العاملة وليس من المتوقع حدوث تحسن على المدى القصير. في هذه الظروف، لا يوجد شيء من المستغرب أن نرى تكاثر المبادرات لتعزيز توظيف النساء، اللواتي لهن بلا شك دور يلعبنه في حل وتجاوز هذا الخصاص. ويتم طلب مصالح شركات تكنولوجيا المعلومات، وفق الدراسة ذاتها، في نصف حالات حدوث مشكلة أمن تكنولوجيا المعلومات المحددة في الأوساط المهنية المغربية، في حين قال 40 في المائة من المهنيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم قد وصلوا بالفعل بأجهزتهم مفاتيح USB غير معروفة. وقال باسكال ناودين، مدير مبيعات بي تو بي في كاسبرسكي في شمال إفريقيا: "من المحتمل أن يؤدي سلوك المهنيين المغاربة إلى تفاقم مخاطر وانتشار الفيروسات والبرامج الضارة الأخرى التي تهدد الشركات في المغرب". وأضاف نادوين: "لهذا السبب من الضروري تحسيس المواطنين بالدور الرئيسي للأمن المعلومياتي، وهذا يمر بالأخص عبر الدورات التدريبية المعترف بها لمعالجة نقص المعرفة والموارد المؤهلة في سوق العمل. كل هذا في سياق زيادة الاستثمارات في الأمن السيبراني، بسبب زيادة تعقيد البنية التحتية المعلوماتية". وتوقعت الدراسة أن يضاعف أصحاب التهديدات من جهودهم لشن هجمات مدمرة، وفقًا لتوقعات شركة "كاسبرسكي لاب" لسنة 2019. ويشكل الأمن السيبراني تحديا رئيسيا للحكومات والشركات والمنظمات، حيث أكد باسكال ناودين أن الشركات المغربية قامت بزيادة ميزانيتها على صعيد أمن تكنولوجيا المعلومات بنسبة 11 في المائة في 2016 في المغرب، مقابل 4 في المائة كمعدل في العالم؛ لكنهم اعتبروا أن هذا الوعي لا يكفي لمواجهة التحدي المتمثل في حماية البيانات، ليبقى التدريب ضروريا، مع ملاحظة أن السوق الوطنية تعاني من نقص كبير في الموارد المؤهلة. من جهتها، أفادت إليجا فافان، المديرة العامة لكاسبيرسكي لاب أوروبا، بأنه يجب على قطاع الأمن السيبراني ألا يتخلى وألا يهتم بالعنصر النسوي. وقالت إليجا: "خلال مسيرتي المهنية، أتيحت لي الفرصة للالتقاء بالعديد من الشركات الفاعلة في مجال التكنولوجيا ذات التشكيلات والمهن والثقافات المختلفة. وبغض النظر عن الاختلافات، فإنها تشترك جميعا في شيء واحد مشترك: ضعف تمثيلية النساء، لا سيما في الوظائف التقنية أو مناصب المسؤولية". وأضافت المديرة العامة لكاسبيرسكي لاب أوروبا: "تشكل النساء حوالي 40 في المائة من القوى العاملة العالمية، ولكن أقل من 30 في المائة من الوظائف في المجال الرقمي و11 في المائة فقط في مجال الأمن السيبراني. ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب، فإن الأمر مهم جدا ومبهر، فقد ﺑﻟﻐت ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺷﺎرﮐﺔ اﻟﻣرأة 25.3 في المائة ﻓﻘط في 2014". وأردفت المتحدثة: "بعيدًا عن التحدي الأخلاقي والاجتماعي الذي يحدث، فإن توظيف النساء في القطاع الرقمي يفي بالمتطلبات الاقتصادية والتجارية التي لا يمكننا تجاهلها. وفي مواجهة هجمات متطورة متزايدة، تتطور المهارات اللازمة للنجاح في صناعة الأمن السيبراني باستمرار، ومعها الملامح المرغوب فيها".