وفد من الشركات الإسبانية يستكشف فرص الاستثمار في المغرب    الرباط .. افتتاح منتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي كرافعة للتنمية بإفريقيا    المكسيك تشهد تولي أول امرأة رئاسة البلاد    الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا يمنى بهزيمة في الانتخابات    أزمة سياسية تعصف بحكومة "عبد الفتاح السيسي"    إحباط عملية كبرى للتهريب الدولي للمخدرات بمنطقة سيدي رحال    حقيقة إجراء أحد المتهمين في قضية "إسكوبار الصحراء" اتصالات هاتفية من داخل السجن    قيادة الأصالة والمعاصرة تستجوب الوزيرة بنعلي حول حيثيات وملابسات "القبلة الحميمية"    محامو المغرب ينددون بعقوبات الاتحاد المصري ضد الشيبي ويعلنون تدويل الملف    تفاصيل اجتماع مطول بين الحكومة وطلبة الطب لإنهاء أزمة دامت شهورا    المغرب يسعى لتحقيق اكتفائه الذاتي من الأسلحة بإحداث منطقتين للصناعات الدفاعية    توقعات أحوال الطقس غدا الثلاثاء    "بوحمرون" يستمر في حصد الأرواح نواحي تنغير.. والحصيلة ترتفع إلى 7 وفيات    مجلس الحكومة يصادق على فتح اعتمادات إضافية لفائدة الميزانية العامة    "ذا صن": أتلتيكو مدريد يقترب من ضم نايف أكرد خلال الميركاتو الصيفي    اتحاد الكرة البلجيكي ‬يستبعد عودة كورتوا للمنتخب    استقرار أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لقرار "أوبك+" خفض الإنتاج    مسيرة حاشدة بمكناس تدعو لوقف حرب "الإبادة" الإسرائيلية على قطاع غزة    بورصة البيضاء تفتتح التداولات بالأخضر    توقيف فرنسي مطلوب دوليا في باب المدينة المحتلة بتهمة ترويج المخدرات    أهمية صناعة السينما والمحتوى البصري بفعاليات اليوم الأول لمهرجان روتردام للفيلم العربي    جمع عام استثنائي بالدار البيضاء للغرفة الوطنية للمنتجين السينمائيين    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية ليوم الإثنين    زلزال بقوة 5,9 درجات يضرب اليابان    صحيفة إسبانية تهتم بتعزيز المغرب دفاعه بإنشاء منطقتين للصناعة العسكرية    ارتفاع أسعار النفط بعد قرار "أوبك بلس"    السياحة المغربية تواصل نموها.. 31.9 مليار درهم حتى نهاية أبريل    الفنيدق: استعدادات مكثفة لإنجاح الموسم الصيفي    حماية المحيطات.. الأمم المتحدة تدعو إلى تعبئة جماعية    رغم الجفاف.. المنتجات الفلاحية تغزو الاتحاد الأوربي    القسم الثاني: مفاجآت عدة تبقي الإثارة متواصلة في مقدمة وذيل الترتيب    المطار الدولي ببني ملال يستأنف نشاطه    اليابان ‬تدعم ‬جهود ‬المملكة ‬لتسوية ‬قضية ‬الصحراء ‬المغربية ‬وكوريا ‬تراهن ‬على ‬المغرب ‬باعتباره ‬بوابة ‬لإفريقيا ‬    120 شاحنة للنقل الدولي تنتصر عبر دول العالم لقضية الصحراء المغربية    إسرائيل توصي مواطنيها بعدم السفر لجزر المالديف    من هم مساعدو مدرب برشلونة الجديد؟    بدعم من اليونسكو ومن أجل نشر المواد الصحفية المتنوعة : المعهد العالي للإعلام والاتصال يطلق منصة بيداغوجية ومهنية لفائدة الطلبة    أفلام وحكام مهرجان "الرباط كوميدي" الخامس: مسابقة الأفلام الكوميدية القصيرة.    تعرض صحراويين للقتل من طرف الجيش الجزائري.. إعدام خارج القانون    الرجاء البيضاوي يعتلي الصدارة في انتظار خطوة واحدة بوجدة    الجامعة الملكية المغربية للملاكمة بطولة المغرب التأهيلية للملاكمة كبار للموسم الرياضي 2024/2023    الدراج العثماني يحل ثانيا في "غاروا"    مداهمة مقاهي للشيشة وسط طنجة وتوقيف أشخاص مبحوث عنهم    موسيقى جهجوكة.. نغمات صوفية من جبال المغرب إلى أبرز مسارح العالم    المؤتمر الوطني الإفريقي يخسر غالبيته المطلقة في برلمان جنوب إفريقيا ويبحث عن ائتلاف    تتويج الفنان والعازف السعودي عبادي الجوهر بجائزة زرياب للمهارات بمهرجان تطوان الدولي للعود    The Village Next to Paradise فيلم من الصومال تتغنى به المواقع السينمائية حول العالم    بعد منع أسماء لزرق من الغناء بتونس.. فنانون مغاربة يطالبون ب"تطبيق المعاملة بالمثل"    انطلاق أعمال القمة الدولية لريادة الأعمال ونهائي برنامج الإيسيسكو لتدريب الشباب بمجال التكنولوجيا    الأمثال العامية بتطوان... (613)    المغرب يسجل 47 إصابة جديدة ب"كوفيد"    جهة الرباط تتصدر إصابات "كورونا" الجديدة    توديع فوج حجاج إقليم تاوريرت المتوجهين إلى بيت الله الحرام    وصول أولى طلائع الحجاج المغاربة إلى المدينة المنورة يتقدمهم حجاج الأقاليم الجنوبية    4 فوائد صحية محتملة للقهوة "رغم أضرارها"    "العلم" تواكب عمل البعثة الطبية المغربية لتقريب خدماتها من الحجاج في مكة والمدينة    عامل المضيق الفنيدق يستقبل الحجاج المتوجهين للديار المقدسة    «الموسوم الوجيه بأعلام آل الشبيه» : كتاب يتتبع مسار العائلة والزاوية الإدريسية لثلاثة قرون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رصاص الاحتلال الإسرائيلي يُقبر أحلام الطفل صلاح
نشر في هسبريس يوم 27 - 05 - 2019

لم يعد بمقدور الفتى محمود حسين صلاح (15 عاما)، من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، ممارسة لعبة كرة القدم والتزحلق، بعد أن بترت قدمه جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليه.
الفتى صلاح أصيب برصاص الاحتلال في ال21 من الشهر الجاري في بلدة الخضر جنوب بيت لحم.
شهود عيان في المنطقة أكدوا أنهم سمعوا صوت إطلاق رصاص في البلدة دون أن تكون هناك أي مواجهات، تلت ذلك أصوات صراخ لمواطنين، وهنالك من روى ما حدث.
أمين سر حركة "فتح" في الخضر، أشرف صلاح، الذي كان قريبا من المكان؛ يقول: "بعد الإفطار بساعة ونصف كنت أجلس أمام منزلي، الذي لا يبعد سوى ب300 متر عن الحدث، سمعنا صوت رصاص. كانت ست رصاصات. توجهنا سريعا إلى المكان، وهناك لم يسمح لنا بالاقتراب، لكننا شاهدنا الفتى محمود صلاح ملقى على الأرض وهو يصرخ من شدة الألم، حينها علمنا أنه أصيب بالرصاص".
وأضاف "أشهر الجنود سلاحهم علينا ومنعوا أي شخص من الاقتراب منه، وحتى طاقم الإسعاف. بقي على الأرض قرابة 30 دقيقة دون أن تقدم له الإسعافات، وهو ينزف دما، ثم نقلوه إلى الجهة الأخرى خلف الجدار، نحو الشارع الالتفافي رقم (60)، ومكث حوالي ساعة، بعد ذلك لم نعرف ماذا جرى له".
وتابع صلاح أن "الضابط مسؤول الوحدة قال لنا: هذه المرة أطلق الرصاص على قدم واحدة، المرة المقبلة سيكون في القدمين، بمعنى تهديده بعدم الاقتراب من الجدار، علما أن الفتى كان في منطقة سكنية، وكان يبعد أكثر من 200 متر عن الجدار".
منزل الفتى المصاب كان يعج بعد الإفطار بالمواطنين الذين قدموا لمواساة أسرته.
كان والده يجلس على بلكونة المنزل، وقال: "قتلوا حلمه. كان حلمه بأن يصبح لاعبا لكرة القدم، فهو يحب النجم كريستيانو رونالدو، كما يحب التزلج. لكن كل ذلك تبخر، الحمد لله على كل شيء، وابني ليس أفضل من أطفال وشباب فلسطين".
وتابع حديثه وهو يشعل سيجارته "وقت إصابة ابني كنت في مكان عملي داخل أراضي ال48، اتصلوا بي وأخبروني بما حدث، لم أتمالك نفسي، جن جنوني، خاصة أن نجلي الآخر اعتقل قبل شهر".
وأضاف "حياتنا صعبة، لا يوجد إفطار على مائدة رمضان، كلما نجلس نتذكره، والدته توجد في المستشفى، لا تستطيع في أوقات كثيرة رؤيته أو الاقتراب منه في ظل الإجراءات الأمنية على باب الغرفة".
"كان ابني يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لزيارة أخواله".
وأشار إلى أنه في اليوم الثاني من الإصابة حاول الدخول إلى القدس عبر الحاجز العسكري (300) على المدخل الشمالي لبيت لحم، إلا أنه منع وقالوا له: "أنت مرفوض أمنيا"، وسحب منه الجيش تصريحه.
أروى شقيقة الطفل صلاح قالت ل"وفا": "أنا على اتصال يومي بوالدتي التي أخبرتنا أن حالته النفسية صعبة، ويحتاج إلى متابعة من الناحية النفسية ليجتاز المرحلة الصعبة بعد بتر قدمه".
وأضافت "نحن ممنوعون من زيارته، وحتى من الحديث معه عبر الهاتف الخلوي". وتساءلت "أي قانون أو عرف في العالم يحرم فتى من رؤية أسرته أو الحديث معها؟".
وتابعت "عندما استيقظ شقيقي من التخدير وعلم ببتر قدمه قال لأمه: قولي لأبوي ما يزعل مني".
من جهته، أكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أكرم عجوة، المتابع لقضية الطفل، أن الإصابة، وحسب الطواقم الطبية في المستشفى الذي يعالج فيه "شعار تصيدق"، أدت إلى تقطع الأوردة الدموية، وبناء على ذلك أجريت له عملية بموافقة ذويه يوم الخميس لبتر قدمه من تحت الركبة، وهو الآن في غرفة العناية المكثفة.
وأضاف أنه معتقل منذ اليوم الأول ويخضع للحراسة، وقد عقدت له جلسة في محكمة "عوفر" دون حضوره، وتم تمديد اعتقاله إلى 8 أيام، حيث سيتم عرضه على المحكمة، مشيرا إلى أنهم يتابعون قضيته، وأن حالته في استقرار، ويوم الخميس القادم له جلسة للنظر في ملفه.
جدار الفصل العنصري في الخضر أصبح كابوسا في حياة السكان؛ يقول رئيس بلدية الخضر، ياسر صبيح، مضيفا "جدار الفصل العنصري مصدر خطورة كبيرة على حياة المواطنين، سواء بمنعهم من الوصول الى أرضهم أو حتى على الأطفال والشبان الذين بمجرد الاقتراب منه يتم إطلاق الرصاص عليهم، وهو ما أدى خلال الأشهر الماضية الى إصابة عدد منهم في مقتل من ناحية الحركة، حيث يركزون على الأطراف السفلية لخلق حالات إعاقة دائمة".
وتؤكد اتفاقية حقوق الطفل التي سُنت عام 1989، وهي أول اتفاقيّة دوليّة تلزم قانونيّا بحماية حقوق جميع الأطفال في العالم، بضمان حقوق الإنسان وحمايته.
وقال مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيت لحم، منقذ أبو عطوان، ل"وفا" إن الأطفال والفتية يتعرضون لسياسة ممنهجة من قبل الاحتلال لقتل الروح فيهم، من خلال اعتقالهم وإصابتهم المباشرة، خاصة في الأطراف، لخلق حالة إعاقة دائمة ليكونوا عبرا للآخرين.
وأضاف أبو عطوان أن "الاحتلال يتعامل مع الأطفال والفتية على أنهم الوقود الدائم والمتجدد لمقاومة المحتل، وعليه فإننا نعيش هجمة مسعورة من قبل المحتل"، مبينا أن السجون يقبع فيها الآن حوالي 400 طفل، من بينهم 20 مصابا.
وأكد أن الأطفال يتعرضون في سجون الاحتلال إلى أعمال تعسفية من قبل إدارة السجون أكثر سوءا من البالغين، من خلال التعذيب النفسي لثنيهم وإسقاطهم.
*وفا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.