من قلب أزمة "كورونا" التي أوقرَت النّاسَ بيوتَهم، بادر شباب حي أولاد عزيز، بقصبة بني عمار زرهون نواحي مدينة مكناس، إلى إطلاق عملية "صباغة واجهات المباني التاريخية والمنازل التي يعود معظمها إلى العصر المريني باللون الأزرق الأخاذ". ويكتب محمد بلمو، شاعر وفاعل ثقافي، أنّ الشّباب "اختار من خلال هذه العملية التعبير عن فخره وحبه لقصبته العريقة، وإرادته مواجهة تداعيات كورونا بنوع من التحدي الأصيل". ويضيف بلمو أنّ الشباب بدؤوا "بصباغة واجهة 'سيد العابد' مقر الزاوية الدرقاوية الذي يتوسط الحي وتشكل الساحة الصغيرة أمامه مكانا للتنسيق بينهم، لتستمر العملية وتتوسع شمالا في اتجاه الفرن البلدي ومسجد الحي ثم "الدويقة"، الذي هو ممر مغطى قديم يتجه نحو "السويقة" مركز القصبة". ويزيد الكاتب في نصّه: "تلتقي في موقع 'التوتة' حركة الشباب بالجداريات التي تم رسمها في الدورة السابقة لمهرجان فيستي باز الصيف الماضي جنوبا في اتجاه موقع "سيدي لحسن" الأثري، الذي عرف عملية تنظيف وتسييج في سابقة من نوعها، يعود فيها الفضل لعزيمة ووعي وحماس شباب الحي وأبنائه البررة. وتواصلت العملية في اتجاه باب السور الفوقية والمدرسة المركزية وموقف 'الطاكسيات'، ما أعطى للجداريّات المرسومة الصيف الماضي من طرف فنانين مغاربة بهاء وجمالا إضافيا". ويذكر الفاعل الثقافي بلمو أنّ هذه "العملية الشبابية الجديدة، التي ألح الكثير من الأطفال على المشاركة فيها، فجرت وكشفت العديد من الطاقات الإبداعية المحلية التي برعت في رسم جداريات فطرية جميلة تحتفي بالطبيعة، وجمال البيئة الخضراء النظيفة". واسترسل بلمو موضّحا أنّ هذه "المبادرة طالت كل الأزقة والساحات، مثل شرارة تنتقل إلى الأحياء الأخرى، مثل: "السويقة"، و"ارفافسة"، و"الريف التحتي"، و"الريف الفوقي"، و"لمغارة"، بعد احتضانها من طرف شباب تلك الأحياء الذين تجاوبوا مع الحركة التطوعية"، وهو ما يرى أنّه "أبرز الجمال الساحر والمتفرد لقصبة بني عمار زرهون بأزقتها ودروبها وأحيائها وبهاء سكانها الطيبين".