أعلنت وكالة الأنباء الإيطالية قبل قليل، نبأ وفاة الكاردنال كارلو ماريا مارتيني، أحد أبرز رجال الدين الكاثوليك بالفاتكان، والذي كان يدعو إلى تعزيز الحوار مع الإسلام، حيث كان يشرح تعاليمه للمسيحيين، بشكل "غير ملتبس"، بنظر مهتمين، وهو الأمر الذي يدفع البعض إلى الشك في اعتقاد الرجل بوحدانية الله، وإيمانه بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء والرسل، كما هو الشأن للبابا يوحنا الذي يظن البعض (كما عبر عن ذلك عالم من جامع الأزهر بمصر، حسب تعبيره الشخصي) أنه كان يخفي إعتقاده بوحدانية الله وبأن محمد رسول الله. يشار أن الكاردنال كارلو ماريا الذي يمثل تيار الإصلاحيين بالكنيسة الكاثوليكية، كان من بين المنافسين على منصب البابوية لبنديكس السادس عشر، الذي يمثل تيار المحافظين بنظر عدد من المراقبين. وكان لخطاب ألقاه الكاردينال كارلو ماريا بكاتيدرائية ميلانو في السادس من دجنبر 1990، وقع كبير في صفوف عدد من المسلمين، حينما تطرق في حديثه إلى التعريف بأركان الإسلام الخمسة، وسماحته، واعتبر "أن الجهاد ليس هو الحرب"، و"إنما جهاد النفس"، وأن "الشريعة قانون اجتماعي ومدني جزء لايتجزا من الدين"، حسب تعبير الكاردينال الراحل كارلو، الذي كان أحد الأصوات التي كانت تميز بين الإسلام كدين متكامل، وسلوكات المنتمين له. كما هو ظاهر في إحدى مقالاته، الصادرة في أكتوبر 2009. وفي سياق متصل قال عبد الله مشنون، المغربي المقيم بإيطاليا، سفير السلام في قسم الأديان والحضارات التابع للأمم المتحدة، ل هسبريس (قال) بعد تقديمه العزاء باسم الجالية المقيمة بشمال إيطاليا: " لم يثبت أبدا أن الكاردنال نعت الإسلام بدين تطرف، بل كان يؤكد دائما أن الإرهاب ليست له ملة أو لون"، مضيفا "كان دائم الحضور في موائد الحوار، ومن محبي السلام والتعايش مع الآخر". وصرح المتحدث نفسه ل هسبريس قائلا: "لقد فقدنا أحد أصدقاء المهاجرين والأجانب، بالنظر إلى مواقفه المشرفة اتجاه قضايا الهجرة".