عدد من المشاهدين المغاربة تعرفوا على القناة البلجيكية "مغرب تي في"، من خلال برنامجها الحواري "تيجيني تولك" الذي يعاد تعميم حلقاته على مجموعة من المواقع الالكترونية المغربية، ويقدمه مدير القناة محمد التيجيني. عن مسار هذا الشاب البركاني، وسبب لجوئه إلى بلجيكا، وانتقاله من مهنة الاستشارة القانونية إلى الإعلام والتلفزيون، ومساره السياسي بين اليسار واليمين البلجيكي، وسر اهتمام قناته الأخير بقضايا مغربية محلية، يدور هذا الحوار الذي خص به التيجيني هسبريس. لماذا هاجرت إلى بلجيكا واخترت الإقامة هناك؟ هاجرت إلى بلجيكا لمتابعة دراستي العليا في الحقوق، حيث حصلت على دبلوم السلك الثالث بالجامعة الحرة لبروكسيل تخصص قانون عام وقانون إداري، مباشرة بعد ذلك وجدت وضيفة في ديوان وزير التجارة الخارجية بالحكومة المحلية لبروكسيل فكان هذا العمل بوابة للاندماج ثم الاستقرار هناك. بعد ذلك واصلت مساري المهني كمستشار قانوني بمجموعة من المؤسسات العمومية إلى أن تم استدعائي من طرف نائب رئيس الوزراء ووزير المالية البلجيكي لكي ألتحق بديوانه، بالموازاة مع ذلك كنت منخرطا في العمل الجمعوي والثقافي الهادف إلى التعريف بالثقافة المغربية، حيث نظمت عام 2003 واحدة من أكبر التظاهرات في أوروبا حول التراث المغربي اليهودي تحت إشراف ملكيْ بلجيكا والمغرب. يقولون أنك كنت يساريا مع وزير التجارة الخارجية لبروكسيل، فتحولت بقدرة قادر إلى يميني مع وزير المالية الفدرالي؟ أنا كنت إطارا تقنيا قبل كل شيء مع أني لا أنكر قناعاتي السياسية، فقد استفدت من كلا التجربتين، وفي نهاية المطاف كنت ولا زلت متشبعا بالمبادئ الديمقراطية التي تبقى فوق الانتماءات الأيديولوجية. من الاستشارة القانونية إلى العمل التلفزيوني، "أش جاب السياسة للملاسة" كما يقول المثل المغربي الدارج؟ قبل أن ألتحق بديوان وزير المالية، كانت لي تجربة إعلامية، حيث طلب مني التلفزيون الفلاماني لجهة بروكسيل، إنجاز برنامج خاص بالمغاربة هناك لمدة سنة، تجربة وجدتها رائعة. طلبك للجنسية البلجيكية هل كان أمرا ضروريا؟ كانت الجنسية بالنسبة لي أمرا شكليا، لأن بلجيكا كانت في التسعينيات من بين الدول التي كانت تسهل مساطير التجنيس و ادماج الأجانب آن ذاك، خلافا لما هو عليه الحال في المرحلة الراهنة. قنوات الكابل لا تحضا عموما بثقة المستشهرين، فما هي مصادر تمويلكم؟ على النقيض من القنوات التي تمول إما من طرف بعض الدول أو من طرف لوبيات مختلفة، فإن قناتنا هي بمثابة قناة مواطنة ومستقلة لا تبحث بالضرورة عن تحقيق مكاسب مادية، وإذا كانت قناة "مغرب تي في" تعمل بشكل طبيعي، فالفضل يرجع للإشهار و تمويلات خاصة.، لكن بعض الناس يظنون أننا نستفيد من دعم الدولة المغربية، وهذا أمر غير صحيح، وحده الملك محمد السادس أرسل لي رسالة تهنئة بمناسبة إطلاق القناة، بحثت جيدا داخل الظرف الذي كانت فيه الرسالة الملكية، لكنني للأسف لم أجد داخله أي شيك (يضحك) ومع ذلك فأنا سعيد بتلك الرسالة التي تعتبر دعما معنويا. لماذا أصبحتم تتوجهون لقضايا مغربية محلية رغم أنكم قناة بلجيكية تهتم بقضايا المغاربة المقيمين ببلجيكا ، هل تعيش القناة أزمة هوية أو رؤية على الأقل؟ جوابا على سؤالك، اسمح لي أن أعطيك سبقين صحفيين: السبق الأول، هو أن "مغرب تي في" ستتحول إلى قناة فضائية يمكن مشاهدتها على الدش (البرابول) ابتداء من شهر يناير 2013، وهذا ما سيمكننا من التواصل مع الجمهور الواسع بالمغرب، هذا التحول سيجعلنا نعمل على برمجة جديدة تحتوي عددا من المجلات الإخبارية و برامج حوارية مخصصة للمشاهد المغربي، وذلك بهدف مواكبة الحركية الاجتماعية والسياسية التي يشهدها البلد حاليا، سنجعل من القناة فضاء للكلمة الحرة وسنفتح جميع المواضيع، بدون طابوهات، عن طريق النقل المباشر لمداخلات فاعلين مختلفين، بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو الإيديولوجي. السبق الثاني، هو أن برنامجا مخصصا لواقع الأحداث بالمغرب سيعمل على تنشيطه صحفي مغربي معروف، ينتظر الجميع عودته إلى واجهة الساحة الإعلامية، بعد عام من الغياب القسري... من هو هذا الصحفي؟ لا أستطيع أن أعطيك معلومات إضافية لأن مفاوضاتي معه هي في مراحلها النهائية. في إحدى الحلقات الأخيرة من "تيجيني تولك"، اتهمت SNRT بالفساد، إاعتمادا على تصريحات لفاطمة الإفريقي، دون دعوة الطرف الأخر، هل هي تصفية حسابات مع فيصل العرايشي؟ ليس لدي أي مشكل شخصي مع السيد العرايشي، ما دفعني لتخصيص حلقة حول "الفساد في التلفزة المغربية"، هي الاتهامات الخطيرة التي وردت على لسان السيدة الإفريقي، والتي لم يحدث أي رد فعل بخصوصها، أضف أنني لم أتوصل بأي ملاحظة من طرف السيد العرايشي حول موضوع الحلقة، لكنني سمعت انه رجل منفتح يقبل النقد بصدر رحب، مع الإشارة أني مستعد لاستضافة السيد فيصل العرايشي في برنامجي، والحديث عن وضعية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، فهل تظن أنه سيقبل؟ (يضحك).