اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس بمواضيع متنوعة من بينها توقعات العجز العمومي بفرنسا٬ وفضيحة الفساد المالي التي يتورط فيها الخازن السابق للحزب الشعبي في إسبانيا٬ والارتفاع القياسي لمعدل البطالة بالبرتغال٬ ومفاوضات التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية٬ وتداعيات قضية لحوم الخيول في هولنداوألمانيا٬ وتوقيف أربعة جنرالات أتراك للاشتباه في تورطهم في انقلاب 1997. ففي فرنسا٬ وتحت عنوان "مرحبا بكم في نادي ميد"٬ عادت يومية (لو فيغارو) لاعترافات الوزير الأول الفرنسي٬ جون مارك أيرول٬ التي أقر فيها بأن ضعف النمو دفن هدف حكومته المتمثل في تقليص العجز إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الخام سنة 2013٬ ورأى في ذلك مؤشرا ينذر ب"تراجع تصنيف فرنسا". ورأى كاتب افتتاحيات الصحيفة اليمينية أن فرنسا "ستغادر نادي دول الشمال القوية (...) لتنضم إلى تلك التي تشكل نادي ميد٬ الذي يضم دول الجنوب (إسبانيا٬ واليونان٬ وإيطاليا٬ والبرتغال)". من جانبها٬ واصلت الصحف الإسبانية٬ الصادرة اليوم٬ اهتمامها بفضيحة الفساد المالي التي طالت الحزب الشعبي (الحاكم)٬ إثر انفجار قضية لويس بارسيناس الخازن السابق للحزب في 18 يناير الماضي٬ والمشتبه في تقديمه عمولات غير قانونية لقادة الحزب٬ وكذا بمقابلة ريال مدريد ومانشيستر أونايتد الإنجليزي. ونقلت صحيفة (لاراثون) في هذا الصدد تأكيد الخبراء أن الوثيقة المكتوبة بخط اليد٬ والتي نشرتها في 31 يناير الماضي إحدى الصحف المحلية "هي فعلا بخط يد لويس بارسيناس٬ دون استبعاد أن تكون قد زورت"٬ مشيرة إلى أن غياب الوثائق الأصلية "يصعب من مهمة المكلفين بالتحقيق" والذي قد يستمر حتى الأسبوع المقبل. وعادت الصحيفة إلى ما دار بين رئيس الحكومة ماريانو راخوي (الحزب الشعبي) وزعيم المعارضة الاشتراكي ألفريدو بيريز روبالكابا ٬ خلال جلسة مجلس النواب الإسباني أمس الأربعاء٬ والتي طالب خلالها روبالكابا باستقالة زعيم الحزب الشعبي من منصبه٬ فيما دعاه هذا الأخير إلى الحذو حذوه و"التصريح بمداخيله وممتلكاته". أما صحيفة (أ بي سي) المقربة من الحكومة٬ فأوردت أن رئيس الحكومة السابق الاشتراكي خوص لويس رودريغز زباتيرو "كان قد سوى وضعية خمسة أشخاص متورطين" في قضية "غورتل"٬ والتي قام ثمانية من بين المتهمين 21 فيها٬ بعمليات تبييض أموال٬ مشيرة إلى أن سبعة منهم كانوا يقومون بذلك حين كان حزب العمال الاشتراكي الإسباني في الحكم. في حين اهتمت يومية (إلموندو) بالخروج الإعلامي لوزيرة الصحة الحالية آنا ماتو٬ التي ورد اسمها في هذه القضية٬ مشيرة إلى أن ماتيو قالت إنها "ضحية مطاردة شخصية"٬ وأنها لا تعتزم الاستقالة من منصبها٬ رغم مجموعة من التساؤلات والعرائض التي تطالبها بترك الكرسي الذي تشغله. وبدورها كتبت صحفة (إلباييس)٬ التي كانت أول من نشر وثائق بارسيناس في 31 يناير الماضي٬ والتي تتهم قادة كبارا من الحزب الشعبي ورئيس الحكومة ماريانو راخوي٬ الذي نفى بشكل قاطع ما نسب إليه٬ أن سبعة من بين المتورطين في قضية "غورتل" (2008) سووا وضعيتهم إزاء مصالح المالية بإرجاع عشرة ملايين أورو. وبحسب (إلباييس) فإن سبعة من المتورطين في قضية "غوتل"٬ وهم خمسة مقاولين وسياسين٬ واحد منهم هو لويس بارسيناس٬ أعادوا هذا المبلغ في إطار عفو ضريبي٬ وأنهم مسجلين على قائمة وزارة المالية. كما اهتمت الصحف المحلية بالمقابلة التي جمعت أمس الأربعاء بملعب سانتياغو بيرناربيو بالعاصمة الإسبانية فريق ريال مدريد بمانشيستر أونايتد الإنجليزي في إطار ثمن النهائي لعصبة الأبطال والتي انتهت بنتيجة (1-1). وفي البرتغال٬ ذكرت الصحف المحلية أن معدل البطالة سجل ارتفاعا قياسيا وصل إلى 16,9 في المائة في الربع الأخير من عام 20120. وأشارت صحيفة (بوبليكو) أن 923 ألف و200 برتغالي لا يتوفرون على عمل٬ عازية ذلك إلى الارتفاع القياسي لمعدل البطالة الذي أدى إلى انتعاش فرص العمل الهشة والعمل الجزئي٬ مضيفة أن النقابات الرئيسية في البلاد ترى أن هذا الأمر يعد "دليلا على عدم فعالية السياسات التي تقوم بها حكومة يمين الوسط". وخصصت الصحف البريطانية الصادرة اليوم حيزا واسعا من صفحاتها ومقالاتها لتحليل خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول وضعية الإتحاد٬ مشيرة إلى تسجيل تغير في لهجة خطاب ساكن البيت الأبيض٬ مع بداية ولايته الرئاسية الثانية. وأشارت صحيفة (الغارديان) في هذا السياق إلى أن باراك أوباما تخلى عن مقاربته التوافقية من أجل مقاربة أخرى تقوم على المواجهة بشكل أكبر٬ ولاسيما بخصوص القضايا المرتبطة بالأسلحة٬ وذلك في أعقاب عملية إطلاق النار مؤخرا في مدرسة أمريكية. ولاحظت صحيفة (الاندبندنت) من جانبها أن الخطاب يعكس الوجه الجديد للرئيس الأمريكي٬ الذي ظهر فيه أكثر ثقة ويحمل أفكارا ورؤية أكثر وضوحا وتحررا٬ لاسيما وأنه لم يعد يخشى مواجهة الناخبين مرة أخرى٬ مشيرة إلى أن أوباما "بدا في قمة ثقته بسلطته". ومن جانبها٬ أشادت صحيفة (الفاينانشال تايمز) المقربة من أوساط المال والأعمال في لندن٬ بالتزام الرئيس الأمريكي من أجل النهوض بالتبادل الحر بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا. واعتبرت الصحيفة أن الرهانات السياسية لهذا الالتزام تبدو أكثر أهمية من نظيرتها الاقتصادية٬ مبرزة أن أوباما فضل دعم هذه القضية بالرغم من الشكوك التي تنتاب الشريكين الأوروبي والأمريكي٬ بخصوص المفاوضات التي يتوقع أن تكون شاقة وعسيرة. وفي بلجيكا٬ رحبت صحيفة (لو سوار) بعزم القوتين العظميين التكاتف لتسجيل نقاط في لعبة العولمة التي لا ترحم٬ مشيرة إلى أن اتفاق تحرير التجارة عبر الأطلسي سيتيح للجانبين تحقيق فوائد مباشرة من حيث النمو وفرص العمل. واهتمت الصحف الهولندية بفضيحة لحوم الخيول٬ حيث ذكرت أن عددا من المتاجر الهولندية اكتشفت أن منتجات غذائية مصنفة على أنها منتجات من لحوم البقر مصنعة من لحوم الخيول. وركزت الصحف الألمانية في تعاليقها اليوم على فضيحة لحوم الخيول التي وصلت إلى ألمانيا حيث أظهرت تحاليل مخبرية أن منتجات غذائية مصنفة على أنها منتجات من لحوم البقر مصنعة من لحوم الخيول خاصة شطائر لازانيا التي تستوردها سلسلة متاجر ألمانية. وكتبت صحيفة "برلينر غروسته تسايتونغ" في هذا الصدد أن هذه الفضيحة التي تم الكشف عن فصولها بعد العثور على لحم الخيول بالأكل المستورد لم تبق منحصرة في بريطانيا أو السويد بل انتقلت حتى إلى ألمانيا٬ مشيرة إلى أن إجراء تحليل الحمض النووي على محتويات علب "لازانيا" من قبل سلسلة متاجر للمواد الغذائية كشف عن وجود أجزاء من لحم الخيول بدل لحم البقر 100 في المائة كما هو مكتوب على العلب المستوردة. وأبرزت الصحف أن السلطات المعنية بحماية المستهلك أعطت تعليمات من أجل تشديد المراقبة وسحب جميع المنتجات التي تثبت تعرضها لهذه المخالفة التي يحققها فيها وزراء الزراعة بالاتحاد الأوروبي٬ مشيرة إلى أن المتاجر الغذائية سحبت كل شطائر "اللازانيا" المجمدة نهاية الأسبوع الماضي بعد تلقيها إشارة من الشركة المنتجة تفيد بما يثير الريبة بشأن هذا المنتوج٬ مضيفة أن هناك خمس شركات أخرى مدرجة على قوائم الفحص لمنتجاتها من قبل السلطات الألمانية المعنية حيث يرجح أن تسويقها تم بمعلومات خاطئة. وواصلت الصحف اهتمامها باستقالة البابا بنديكتس السادس عشر الذي أكد أن سنه وظروفه الصحية كانت وراء هذا القرار٬ مبرزة ظهوره أمس بمناسبة الجلسة العامة الأسبوعية للفاتيكان وقداس أربعاء الرماد الذي أقيم استثناء في كاتدرائية القديس بطرس حيث استقبل البابا بتصفيقات رغم أن التصفيق ليس من عادات الكنسية٬ مشيرة إلى أن الكرسي البابوي الشاغر سيتكفل مجلس الأساقفة بانتخاب من سيشغله ويقود العالم الكاثوليكي خلال الأعوام المقبلة. وسلطت الصحف الضوء من جهة أخرى على استعدادات مختلف الأحزاب السياسية لخوض الانتخابات العامة التشريعية في ألمانيا المقرر إجراؤها في شتنبر المقبل. من جانب آخر٬ استأثرت الاحتجاجات المناهضة للعنف ضد المرأة بمناسبة حلول عيد الحب٬ واعتقال أربعة من كبار ضباط الجيش التركي في إطار ملف انقلاب 28 فبراير 1997 باهتمام الصحف التركية. وذكرت يومية (فاتان) أن مليار امرأة في جميع أنحاء العالم مدعوات لاغتنام الاحتفالات بعيد الحب٬ من أجل التعبير عن رفضهن لظاهرة العنف ضد المرأة٬ مشيرة إلى أنه تم إطلاق دعوات في العديد من المدن التركية للانضمام لهذا الحدث العالمي الذي يهم 193 دولة. وبالإضافة إلى ذلك٬ اهتمت معظم الصحف التركية بخبر اعتقال أربعة ضباط كبار في الجيش التركي في إطار التحقيق بشأن ملف انقلاب 28 فبراير 1997. وأشارت صحيفة (تودايز زمان) إلى أنه يعتقد أن المشتبه بهم ينتمون إلى مجموعة "ويست ستادي غروب"٬ وهي مجموعة سرية تشكلت داخل الجيش من أجل تنفيذ الانقلاب الأبيض الذي أطاح بالحكومة الإسلامية التي كان يقودها نجم الدين أربكان. في روسيا٬ عادت صحيفة "كوميرسانت" لتسلط الضوء على زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ختم جولته الأفريقية والتي بدأها من الجزائر وأنهاها في غينيا والموزمبيق. وكتبت الصحيفة أن لافروف أبدى دعما دبلوماسيا للشركات الروسية التي تعمل في هذين البلدين٬ مشيرة إلى أن الدعم الذي أبداه رئيس الدبلوماسية الروسية يحتاج إلى مستثمرين دائمين. وأضافت صحيفة "فيدوموستي"٬ أن الصين تعود إلى مصاف مشتري الأسلحة الروسية الرئيسيين٬ حيث أعلن مدير عام شركة "روس أوبورون أكسبورت" الحكومية التي تدير غالبية الصادرات الروسية من الأسلحة٬ أناتولي إيسايكين٬ أن الصين تعاقدت مع الشركة في العام الماضي لشراء أسلحة بقيمة تقارب 2,1 مليار دولار٬ أي ما يعادل 12 في المائة من مجموع عقود الأسلحة التي فازت بها الشركة في سنة 2012. وأضافت الصحيفة٬ بأنه تطور مفاجئ بالنسبة لروسيا٬ لأن الصناعة العسكرية الصينية تشهد تطورا مهما. من جانبها كشفت صحيفة "أر بي كا ديلي" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر خلال اجتماعه مع مديري صناعة الطاقة٬ عن رغبته في كشف غطاء السرية عن احتياطيات روسيا من النفط٬ مضيفة أن القانون الساري مفعوله منذ سنة 2003 حول سرية احتياطي النفط في روسيا أصبح يشكل عائقا كبيرا أمام عمل الشركات النفطية الأجنبية في روسيا.