استأثر خبر احتمال مقتل اثنين من قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي٬ باهتمام معظم الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين٬ التي عكست موجة من التخوف والحذر نظرا لحساسية الوضع وعلاقته بمصير الرهائن الفرنسيين المحتجزين من قبل هذه الحركة الإرهابية٬ فضلا عن الأزمة السياسية الناجمة عن الانتخابات في إيطاليا وآخر تطورات الأزمة السورية. وهكذا٬ كتبت صحيفة "لو باريزيان" أنه منذ الإعلان عن وفاة قائدي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي٬ أبو زيد ومختار بلمختار والتي لم تؤكدها السلطات الفرنسية٬ تعيش أسر الرهائن الأربعة الفرنسيين٬ الذين خطفوا بالنيجر في شتنبر 2010 ٬ "كابوس" الخوف من الانتقام. من جهتها٬ اعتبرت صحيفة " ليبيراسيون" أن "صمت الجيش والإليزيه لا يمكنه أن يخفي أن فرنسا تخوض حربا حقيقية في مالي٬ مبرزة أن بالرغم من كون التدخل الفرنسي "يكتسي شرعية " و خلص شعب شمال مالي من نير المتطرفين الإسلاميين٬ فإن الرئيس فرانسوا هولاند " مطالب بتفسير الوضع لمواطنيه". ونشرت "لو فيغارو" نتائج استطلاع تؤكد أن 69 في المائة من الفرنسيين يؤيدون التدخل العسكري في مالي٬ وأن 63 في المائة منهم يؤكدون ضرورة حفاظ فرنسا على مكانتها كقوة عسكرية ودبلوماسية عظمى في العالم. وفي بلجيكا أكدت صحيفة "لوسوار" أنه في حالة تأكدت وفاة أبو زيد٬ أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومختار بلمختار العضو السابق في التنظيم٬ فإن ذلك سيكون "انتكاسة كبيرة" للجهاديين. وفي السياق ذاته أكدت صحيفة " لا ليبر بيلجيك" أنه إذا تأكدت وفاة الزعيمين٬ فإن ذلك سيكون " أكثر من انتكاسة كبيرة بل إشارة على اندحار الجماعات الجهادية في هذه المنطقة الصحراوية"٬ مشيرة إلى أن وفاة الزعيمين ستكون ضربة لمعنويات قيادة هذه الجماعات وستؤثر بشكل كبير على تحكمها واستراتيجية عملها بالمنطقة. ومن جانبها اعتبرت " لا ديرنيير أور" أن موت الزعيمين " لا تعني نهاية أنشطة جماعاتهما المنظمة بشكل جيد ". وفي اسبانيا٬ أولت الصحف اهتماما خاصا بنجاح العملية الجراحية التي أجريت للملك خوان كارلوس وبقضية "بارسيناس " التي أفرزت أزمة في صفوف الحزب الشعبي الحاكم. وأبرزت صحيفة " إيلموندو" أطوار قضية أمين المال السابق بالحزب الشعبي لويس بارسيناس والتي يتهم فيها هذا الأخير بأداء أموال بشكل ملتوي لقادة الحزب. وأضافت الصحيفة أن بارسيناس راكم ثروته من خلال الحصول على مبالغ مالية كانت موجهة إلى الحزب وتبييض أموال حصل عليها بصورة غير قانونية من شركات يساهم فيها المتهمون في قضية " غورتيل". إلى جانب ذلك اهتمت الصحف الايطالية بالأزمة السياسية الناتجة عن الانتخابات التشريعية التي جرت قبل أسبوع والتي تهدد بالعودة إلى صناديق الاقتراع حيث كتبت صحيفة +الميسانجيرو+ "أن تحالف وسط اليسار مازال يحاول الحصول على دعم تحالفات أخرى للمرور إلى التصويت في البرلمان. وفي بريطانيا سلطت الصحف الضوء على تطورات الأزمة السورية٬ إلى جانب تداعيات الهزيمة التي مني بها حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا٬ في انتخابات برلمانية فرعية٬ جرت الخميس الماضي في منطقة إيستلي. فبخصوص الملف السوري٬ كتبت صحيفة (الغارديان) أن الحوار الذي خص به الرئيس بشار الأسد خلال عطلة نهاية الأسبوع صحيفة بريطانية "قتل" كل أمل في الوصول إلى تسوية سلمية للأزمة السورية عن طريق الحوار. وأشارت الصحيفة إلى أن المواقف التي كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد عبر عنها خلال زيارته لموسكو٬ الأسبوع الماضي٬ بخصوص استعداد دمشق لبدء حوار مع المعارضة٬ كانت قد أنعشت الآمال في تحقيق التسوية السياسية. وكان الرئيس بشار الأسد قد شدد في حواره مع (الصانداي تايمز) على أن الحوار لن يشمل سوى العناصر المعارضة التي تدين بالولاء لسوريا والتي تعلن تخليها عن حمل السلاح. وأبرزت (الغارديان) في هذا السياق أن تصريحات الأسد تقصي الائتلاف الوطني السوري من هذا الحوار٬ مضيفة أن الرئيس السوري يعتبر أن الائتلاف لا يحظى "باعتراف" الشعب السوري. ومن جهتها٬ تطرقت صحيفة (الاندبندنت) إلى تداعيات هزيمة حزب المحافظين٬ الذي يقود الائتلاف الحاكم في بريطانيا٬ خلال انتخابات جزئية٬ مشيرة إلى أن الهزيمة غطت بشكل كبير على مشروع حزب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الرامي إلى تقليص أو إلغاء صلاحيات المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان بخصوص القضايا المرتبطة بالمملكة المتحدة. واعتبرت الصحيفة أن المشروع٬ الذي تم تقديمه غداة الهزيمة النكراء للمحافظين٬ يعد "خيانة للقيم البريطانية" ويمس بسمعة المملكة المتحدة على الساحة الدولية. وتساءلت صحيفة (الديلي تلغراف) من جانبها٬ عما إذا كان ديفيد كاميرون قد خسر ثقة الناخبين البريطانيين٬ مشيرة إلى أنه يتعين عليه في حال سعيه إلى التمسك بالسلطة العمل على استعادة هذه الثقة المفقودة ولاسيما عبر اتخاذ سلسلة من التدابير الاقتصادية والاجتماعية التي تهم بالخصوص تقليص الضرائب. وبحسب الصحيفة فإن النقاشات التي جرت داخل أروقة حزب المحافظين بعد الهزيمة في انتخابات إيستلي كشفت عن معاناة الحزب من أزمة هوية٬ انطلقت مع فشله في انتزاع أغلبية واضحة ومريحة خلال الانتخابات التشريعية السابقة (ماي 2010). وأضافت (الديلي تلغراف) أن حزب المحافظين يعاني من غياب استقرار وسيادة أجواء الشك والريبة في مستقبله٬ وذلك في ظل تصاعد حدة أصوات التيارات المشككة في أوروبا وجدوى الانضمام للاتحاد الأوروبي٬ والتي تطالب رئيس الوزراء باتخاذ مواقف أكثر تشددا بخصوص قضايا حقوق الانسان والهجرة. وفي موسكو اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن خلاف روسيا والغرب حول الملف السوري يلعب لحساب المتطرفين٬ حيث أظهر مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد في روما في الأسبوع الماضي وما عقب ذلك من تصريحات ٬ أن روسيا والولايات المتحدةالأمريكية لازالتا بعيدتين عن التعاون لحل المشكلة السورية٬ وهو التعاون الذي لا يمكن بدونه حل هذه المشكلة التي تتفاقم جراء مد الإسلاميين المتشددين لنفوذهم في صفوف المعارضة السورية . وأشارت صحيفة "كوميرسانت" الى أن واشنطن تحتضن اليوم مؤتمرا حول "التعامل بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على خلفية حملات بوتين القمعية" يحضره ممثلون عن المعارضة الروسية أمثال لودميلا ألكسييفا٬ رئيسة مجموعة هلسنكي الموسكوفية٬ وميخائيل كاسيانوف٬ رئيس الوزراء سابقا٬ ودميتري غودكوف٬ نائب الدوما عن حزب "روسيا العادلة". وأفادت الصحيفة ٬أن ألكسييفا ستقدم أسماء موظفي الدولة الروسية الذين يجب أن تفرض السلطات الأمريكية عقوبات عليهم إلى مجلس النواب الأمريكي بينما سيتحدث كاسيانوف عن القوانين "القمعية" التي وضعها البرلمان الروسي. واهتمت الصحافة البرتغالية من جهتها بالوضع الاقتصادي بالبلاد على خلفية المظاهرات الحاشدة التي عرفتها العاصمة ليشبونة وعدد من المدن البرتغالية ضد التقشف. وكتبت صحيفة " دياريو إيكونوميكو" أن وزير المالية البرتغالي مدعو للدفاع على تمديد استحقاق القرض الذي حصلت عليه البرتغال في ماي 2011 بهدف تخفيف الضغط الجبائي على البرتغال. ومن جانبها أشارت صحيفة " دياريو دي نوتيسياس" إلى أن مطالبة البرتغال بتمديد القرض يأتي بعد يومين من المظاهرات الضخمة التي هزت البلاد يوم السبت الماضي٬ والتي شارك فيها أكثر من مليون شخص للمطالبة باستقالة الحكومة والتخلي عن سياسة التقشف التي فرضها الدائنون ( الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) على البلاد. أما الصحافة السويسرية٬ فأولت اهتمامها لانتصار مبادرة توماس مايندر المتعلقة بالحد من العلاوات المفرطة والمكافآت التي تمنح لكبار المديرين٬ والتي حصلت على قرابة 70 في المائة من الأصوات خلال عملية التصويت التي جرت يوم الاحد بالكنفدرالية٬ حيث كتبت " لوماتان" السويسرية أن المواطنين السويسريين صوتوا ضد التجاوزات. أما صحيفة " لو كوريي" فأبرزت أن "الشعب السويسري قادر على التمرد ورفض إتباع تعليمات السلطات الاتحادية والكانتونات أو الأحزاب ٬ من اليمين كانت أو من اليسار. وبجزر الكناري اهتمت الصحف بموجة العواصف التي تضرب الأرخبيل وبموضوع إضراب عمال شركة الطيران الاسبانية " ايبيريا" حيث كتبت صحيفة " لا بروفانسيا" أن الحكومة الإقليمية قررت إغلاق الكليات والجامعات في معظم أنحاء الأرخبيل٬ مشيرة إلى أن التقلبات التي يعرفها الطقس حرمت أكثر من 10 آلاف مواطن من الكهرباء وأدت إلى إغلاق مؤقت لميناء أغيتي شمال جزيرة كناريا الكبرى.