انتقد ناشط سياسي من أمازيغ المغرب التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية شكيب بنموسى أثناء زيارته بداية الأسبوع الماضي إلى ميناء سيدي إيفني، والتي أكد فيها أن المصالح الأمنية ستواجه ب "الصرامة الضرورية" أي أعمال شغب ستعرفها مدينة سيدي إيفني مستقبلا، واعتبر ذلك تهديدا يعكس فشل الحكومة في تقديم حلول واقعية لمطالب قبائل آيت باعمران التي تقطن مدينة سيدي إيفني وتطالب بحصتها من مداخيل الميناء. "" وقلل رئيس الحزب الأمازيغي الديمقراطي المغربي أحمد الدغرني في تصريحات خاصة ل "قدس برس" من أهمية ما أسماه ب "التهديدات" التي أطلقها وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى، وقال: "ما حملته زيارة وزير الداخلية شكيب بن موسى إلى ميناء سيدي إيفني أنها أكدت مجددا أن ميناء المدينة يمثل عصب اقتصاد الجنرالات النافذين في المغرب، أما عن الاجراءات الأمنية التي تعهد بها فهي ليست جديدة بالنسبة إلينا، والمهم في الزيارة كلها أنه لم يأت بحلول للسكان بل جاءهم بالتهديد، وإذا كان هذا هو الحل السياسي لمطالب السكان، فأنا أقول بأنه لن يفيد نفعا، فالتهديد مستمر منذ أربعة أعوام ولم يستطع أن يهزم السكان، بل أعتقد أن هذا التهديد سيزيد من تأزم الأوضاع وخطورتها". وأشار الدغرني إلى أن زيارة وزير الداخلية إلى مدينة سيدي إيفني هي تعبير عن إرادة القوى النافذة في البلاد ولا تمثل موقف الحكومة الذي وصفه ب "العجز"، وقال: "الحكومة ليس لديها أي نفوذ على مصالح الجنرالات المتمكنين من الثروات البحرية لميناء سيدي إيفني والذين يهددون باستعمال القوة ضد أي مظاهر احتجاج، الآن الجديد أن التهديد انتقل من أجهزة الأمن ودواليبها إلى العلن واشتركت فيه وسائل الإعلام، وهو تهديد أرى أنه لن يجدي نفعا ولن يهزم قبائل أيت باعمران، بل أعتقد أن الغضب سينتقل إلى موانئ الدارالبيضاء وأغادير وطنطان وباقي الموانئ المغربية، إذا لم تتم معالجة مطالب السكان بالسرعة المطلوبة، وتنازل الجنرالات عن سيطرتهم على موارد هذه الموانئ"، كما قال. وكان وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى قد انتقد ما أسماه "أعمال الشغب" التي شهدتها مدينة سيدي إفني الاثنين الماضي واعتبرها "عملا غير مقبول" ، وأكد أن أي أحداث شغب من هذا القبيل ستعرفها المدينة مستقبلا ستواجه من طرف المصالح الأمنية ب"الصرامة الضرورية". وأكد بنموسى في كلمة ألقاها خلال الزيارة التي قام بها إلى ميناء سيدي إفني رفقة عدد من المسؤولين على الصعيد المحلي والجهوي والوطني ونقلتها وسائل الإعلام الرسمية المغربية، أن ميناء المدينة الذي تعرض خلال فترة زمنية محدودة إلى حصار من طرف بعض مثيري الشغب يشكل قطب الرواج الاقتصادي بالمنطقة، لاسيما وأن نشاطه تضاعف خلال سنة واحدة مما يؤشر على أن هذه المنشأة الاقتصادية يمكن أن تضطلع بدور رائد في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. وأكد الوزير أن الدراسات جارية من أجل تطوير التجهيزات الأساسية بهذا الميناء والرفع من إنتاجيته، مذكرا في السياق ذاته بأن تنفيذ أي مشروع في المنطقة يستوجب توفير جو ملائم يساعد على جلب المستثمرين، وتنتفي فيه مختلف أشكال الشغب والمظاهرات ، حيث أكد أن الحكومة مجندة بما فيه الكفاية للاضطلاع بدورها كاملا في هذا الإطار. يذكر أن مدينة سيدي إيفني التي شهدت قبل عدة أسابيع مظاهرات حاشدة بعد حصار مينائها من طرف السكان المنادين بضرورة الاستفادة من واردات الميناء، قد كانت سببا أساسيا في تخريب العلاقة بين الحكومة المغربية وقناة "الجزيرة" الفضائية، وأدت في النهاية إلى وقف بث النشرة المغاربية اليومية التي أطلقتها قناة الجزيرة من الرباط