استقبل بيت الفقيد عبد الوهاب بلفقيه بجماعة أربعاء آيت عبد الله بضواحي لاخصاص، الثلاثاء، العديد أصدقاء الفقيد ومعارفه وحشد كبير من المواطنين القادمين من مختلف أقاليم جهة كلميم واد نون وجهة سوس ماسة. وأجمع العديد من المعزين وأصدقاء ومعارف عبد الوهاب بلفقيه، خلال شهادات نالتها جريدة هسبريس، على تميز الفقيد بخصال الكرم والوفاء والشجاعة والوطنية الراسخة والتمسك بالعرش العلوي المجيد. وفي هذا الصدد، قال بوبكر أونغير، وهو واحد من المتتبعين للشأن السياسي بجهة كلميم واد نون: "تعرفت المرحوم عبد الوهاب بلفقيه منذ سنة 2004 أو قبل ذلك التاريخ بقليل، ثم توطدت علاقتنا فيما بعد لسنوات إلى حدود أيام قليلة من الآن التقينا فيها لبرهة من الزمن". وأضاف أونغير: "زرته في بيته مرات عديدة وزارني في بيتي مرات عدية أيضا، كان الرجل منصتا بشوشا كريما لا تعرف الضغينة والحقد طريقا إلى قلبه. اختلفنا لمدة قصيرة، خلال حيثيات بلوكاج الجهة وما تلاه من مستجدات وأحداث ووقائع لا داعي لذكر تفاصيلها؛ لأن المجالس أمانات.. لكن العلاقات بيننا سرعان ما كانت تعود إلى طبيعتها.. أشهد للرجل بأنه كريم شجاع وفي لأصدقائه، وكما أشهد بأنه ذو كلمة وذو شهامة". وتابع المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: "بوفاته، تفقد جهة كلميم واد نون والسياسة الوطنية رجلا أعطى لوطنه ولجهته الكثير.. قد نختلف مع بعض سياساته أو تحالفاته أو مواقفه؛ لكن لم يكن أبدا متعصبا لقبيلته أو إثنيته إنما كان منفتحا على الجميع". وذكر أونغير أن "بلفقيه ساهم في تنمية مدينة كلميم عندما كان رئيسا للبلدية وعرفت المدينة أوراشا كبيرة في عهده، كما كان بيت عبد الوهاب مزارا الفقراء قبل الأغنياء وملاذا لكل المستضعفين". واسترسل المتحدث نفسه: "رحم الله رجلا صنع رجالات سياسة في واد نون؛ بعضهم بقي على العهد والوفاء، وأغلبهم أداروا الظهر بعدما تغيرت بوصلة المصالح والمغانم في اتجاه آخر". وختم بوبكر أونغير تصريحه لهسبريس بالقول: "لقد فقدت واد نون والجهة برمتها رجلا قل نظيره استطاع أن يصبر لغدر الأصدقاء قبل الخصوم حينا من الدهر، واستطاع أن يبني مجدا سياسيا بطريقة عصامية أبهرت كل المتتبعين وأججت حنق الحاقدين؛ لكن القدر المحتوم باغث الرجل واختاره الموت، لكي لا يموت أكثر من مرة في أتون سياسة جهوية بئيسة تنعدم فيها الأخلاق والتنافس الشريف وأصبح فيها الغدر والخيانة شطارة ونباهة وحسن تدبير"، وفق تعبير المتتبع ذاته للشأن السياسي بجهة كلميم واد نون.