حظي اجتماع اللجنة المركزية للحزب العتيد بالجزائر (جبهة التحرير الوطني)، والمشاورات الجارية لاستئناف الحوار الوطني بتونس، والحملة الانتخابية لاقتراع يوم 23 نونبر الجاري بموريتانيا، باهتمام الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأحد. ففي الجزائر، رصدت الصحف اجتماع اللجنة المركزية لحزب (جبهة التحرير الوطني)، أمس ، الذي رشح بشكل رسمي عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. وتبريرا منه لهذا الترشيح، تساءل عمار سعيداني الأمين العام للحزب في خطابه أمام اللجنة ، كما أوردت صحيفة (الخبر) ""لقد استمر روزفلت لعهدة رابعة رغم الشلل، وكذلك المستشار الألماني كونراد أديناور ومؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك، فلماذا يكون محظورا على بوتفليقة أمرا كهذا". ولاحظت الصحيفة أن "مشاهد العنف والتشنج خلت من الدورة العادية للجنة المركزية للجبهة على عكس ما توقعه الكثيرون بسبب المعارضة التي يلقاها الأمين العام من طرف قياديين". ورأت (الشروق) أن سعيداني "اقتطف" تزكية من اللجنة المركزية لتبرير دعواته المتكررة لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، في دورة كان جدول أعمالها يتمحور حول استكمال شرعنة آخر هيئات الحزب، ممثلة في المكتب السياسي، مضيفة أن الأمين العام للجبهة "نجح أيضا في إنقاذ الدورة من الفشل الذي كان يتهددها، لاسيما وأن معارضيه في الحزب في صورة كل من عبد الكريم عبادة وعبد الرحمن بلعياط، كانا قد دعيا عشية موعد الاجتماع، إلى مقاطعة الدورة، حيث حضرت الأغلبية ووافقت على كل ما اقترحه الأمين العام للحزب. ومن جهة أخرى، أثارت الصحف أعمال العنف التي واكبت عملية بيع تذاكر مباراة الفصل بين المنتخب الجزائري ونظيره البوركينابي المقررة بعد غد الثلاثاء في مدينة البليدة (50 كلم قرب العاصمة) برسم نهائيات كأس العالم 2014.وعلقت على هذه الأحداث التي خلفت 50 جريحا بين المشجعين وقوات الأمن، بعناوين منها "الدولة عاجزة عن بيع 30 ألف تذكرة"، و"الدم لشراء تذكرة الجزائر-بوركنافاصو"، و"فوضى التذاكر بالبليدة". من جهتها اهتمت الصحف التونسية، بالمبارة التي سيجريها المنتخب التونسي لكرة القدم مع نظيره الكاميروني برسم نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014، وكذا المشاورات الجارية لاستئناف الحوار الوطني. وواصلت تحليلات بعض هذه الصحف انتقاد النخبة السياسية، محملة إياها مسؤولية استمرار وضعية الجمود وعدم اعتماد التوافق والواقعية السياسية كسبيل لتسوية الازمة السياسية الخانقة. وفي هذا السياق كتبت (الصباح) في افتتاحيتها أن "الأطراف السياسية مطلوب منها أن تستحضر اليوم على هامش المباراة الكروية أهمية "التسلح" بالروح الوطنية لا الحزبية وتقديم الأهم على المهم..."، مضيفة أن "تونسالجديدة يجب أن تكون لكل أبنائها بمختلف توجهاتهم السياسية والإيديولوجية". وبدورها كتبت (الشروق) في افتتاحيتها ان"الشارع الذي انتفض ضد المنظومة السياسية القديمة يقدم اليوم درسا للأحزاب والسياسيين في إلزامية الخضوع إلى متطلبات الواقعية التي تستلزم الاعتراف بالأخطاء والسعي لتصويبها عبر الحوار الجدي والمسؤول والتوافق السريع والقبول بالتشاركية والعمل الجماعي". وكتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) أن"الحل ليس في التقوقع ،وانغلاق كل تيار على ذاته، والانكماش على نفسه، ثم نقوم بعد ذلك لنبكي الانقسام والتمزق الواقع في مجتمعنا.... ونكيل التهم لبعضنا البعض بالمسؤولية في تقسيم التونسيين (....) يجب فتح نافذة ولو صغيرة على الآخر، والذي هو جزء منا، وكسر الحواجز فيما بيننا، حتى نرى ونسمع من بعضنا مباشرة، ونتناقش حتى نفهم بعضنا...". وشكلت الحملة الانتخابية لاقتراع يوم 23 نونبر الجاري الموضوع الأساسي الذي استأثر باهتمام الصحف الموريتانية، حيث كتبت (لوتانتيك) أنه بعد مضي تسعة أيام على انطلاق حملة الانتخابات التشريعية والبلدية، ما يزال المواطنون الموريتانيون يتساءلون عن برامج الأحزاب المتنافسة، ملاحظة أن قلة من هذه الأحزاب هي التي طرحت برامجها، فيما اكتفت البقية الباقية بوسائل الدعاية التقليدية وتمجيد مرشحيها وإبراز المظاهر الاحتفالية سبيلا إلى جلب المصوتين. غير أن صحيفة ( الشعب) ترى أنه مع بدء العد التنازلي ليوم الاقتراع، كثف المرشحون من حملاتهم الدعائية وشرح برامجهم الانتخابية أملا في استمالة أكبر عدد من الناخبين. أما صحيفة ( أخبار نواكشوط) فتطرقت إلى بيان صادر عن السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية وصفت فيه الجو الذي جرت فيه إلى حد الآن الحملة الانتخابية على المستوى الإعلامي بأنه "يطبعه الهدوء والسكينة و"التنافس المشروع و الاحترام التام للمقدسات"، ملاحظة أن العديد من الأحزاب السياسية لم تتمكن حتى الآن من ملء المساحة الإعلانية المجانية المخصصة لها في وسائل الإعلام العمومية. كما لاحظت أن بعض القنوات الخصوصية الإذاعية و التلفزيونية وبعض الصحف المكتوبة والالكترونية "لم تتكيف بعد بصفة مطلقة مع ضوابط الإشهار السياسي في الفترة الانتخابية". ومن جهتها، عرجت صحيفة ( الأمل الجديد) على المسيرة التي نظمتها منسقية أحزاب المعارضة الديمقراطية على متن عشرات السيارات التي جابت أهم شوارع العاصمة نواكشوط، لحمل الموريتانيين على مقاطعة الانتخابات البلدية والتشريعية، في إطار ما تصفه بحملتها المضادة للحملة الانتخابية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالموازاة مع المسيرة، كان العشرات من شباب المعارضة الراديكالية يوزعون المناشير والملصقات الجدارية في إطار حملة أطلقوا عليها "مقاطعون" تهدف إلى إقناع الناخبين بعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع.