أمر جو بايدن باستخدام مليون برميل نفط يوميا من الاحتياطي الإستراتيجي لمدة ستة أشهر، في خطوة "غير مسبوقة" في تاريخ أمريكا لوقف ارتفاع الأسعار، حسب ما أعلن البيت الأبيض الخميس. وهذه الكمية من النفط، وفقا لبيان صادر عن الإدارة الأمريكية، ستكون "إجراء انتقاليا حتى يزداد الإنتاج (الأمريكي) في نهاية العام". وجاء في بيان: "بعد التشاور مع الحلفاء والشركاء، أعلن الرئيس عن أكبر استخدام لاحتياطي النفط في التاريخ، حيث سيطرح مليون برميل إضافي في السوق يوميا للأشهر الستة المقبلة"، مؤكدا معلومات عن هذه الخطوة المهمة. وأضاف: "حجم هذه الخطوة غير مسبوق: لم يقم العالم إطلاقا باستخدام احتياطي نفطي بمعدل مليون برميل في اليوم لهذه الفترة الزمنية. سيوفر هذا الاستخدام القياسي كمية تاريخية من الإمداد لتكون بمثابة جسر حتى نهاية العام عندما يزداد الإنتاج المحلي". وكانت تقارير أفادت بأن بايدن قد يعلن، الخميس، نيته في استخدام ما يصل إلى مليون برميل من النفط يوميا لمدة تصل إلى ستة أشهر – في ما سيكون إلى حد بعيد أكبر عملية لاستخدام المخزون وأكثرها استدامة. وتراجعت أسعار النفط بشكل حاد بعد هذه التقارير التي جاءت في الوقت الذي قررت فيه مجموعة "أوبك" المصدرة للنفط زيادة الإنتاج بشكل متواضع على الرغم من ارتفاع أسعار الخام منذ بداية النزاع العسكري الروسي الأوكراني. واستخدام مليون برميل يوميا لأشهر من شأنه أن يعزز بشكل فعال إمدادات النفط العالمية بنسبة واحد في المائة. وينسف ذلك معلومات سابقة أعلنتها إدارة بايدن مع دول أخرى في الأول من مارس بعد اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، والخريف الماضي ردا على زيادة التضخم. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يرجح فيه أن يواجه بايدن وحزبه الديمقراطي صعوبات في الحفاظ على سيطرة الحزب على الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية في نونبر، حيث تهدد أسعار الاستهلاك الجامحة سوق العمل المتين. ويبلغ سعر البنزين حاليا 4,23 دولارا للغالون بزيادة 47 في المائة عن مستواه قبل عام. وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4,6 في المائة إلى 102,89 دولارا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 5,5 في المائة إلى 107,20 دولارا للبرميل. وارتفعت أسعار النفط إلى ما يقارب 140 دولارا للبرميل في مارس وسط مخاوف بشأن فقدان إمدادات النفط الروسي، حيث تجنبت بعض الجهات الشارية للنفط "التي تعاقب نفسها" الحصول على النفط الروسي بعد العقوبات الدولية على موسكو. وتراجعت الأسعار إلى حد ما منذ أن حظرت الولاياتالمتحدة واردات الطاقة الروسية في 8 مارس؛ لكنها ظلت فوق 100 دولار للبرميل في معظم الفترة اللاحقة.