أمام سفارة دولة فلسطين بالرباط، ندد محتجون مغاربة باغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة من طرف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي. وشهدت السفارة الفلسطينية وقفة حضرتها وجوه بارزة من تيارات متعددة، من بينها عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية. وفضلا عن إدانة جريمة قتل الصحافية الفلسطينية أثناء تأديتها عملها الميداني بلباس يظهر انتماءها المهني، نددت الشعارات باستمرار تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية، ودعت إلى إسقاط التطبيع وتجريمه، كما نادى المحتجون بمحاسبة قتلة الصحافية شيرين أبو عاقلة على المستوى الدولي. ودعت إلى هذه الوقفة التضامنية كل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية للتضامن مع فلسطين وضد التطبيع. وعزّت كلمات الهيئات الداعية إلى الاحتجاج الصحافيين الفلسطينيين والمغاربة، وصحافيّي المنطقة قاطبة الذين كانوا "يتابعون مراسلات الشهيدة المغتالة شيرين أبو عاقلة"، وقالت: "عزاؤنا لكلمة الحقيقة عبر العالم". كما أدانت كلمات الوقفة عدم وجود تفاعل حازم للمنتظم الدولي مع الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، متسائلة: "كم يكفي من جرائم الكيان الصهيوني ليستفيق ضمير المنتظم الدولي ليحاكَم هذا الكيان الغاصب المجرم؟ وكم تكفي من الجرائم ليصحو الضمير الإنساني من أجل معاقبة المجرمين الصهاينة؟". وشدد نقيب الصحافيين المغاربة عبد الله البقالي على أن اغتيال شيرين أبو عاقلة يدخل ضمن سياسة إسرائيلية هادفة إلى "القضاء على الشاهد وعلى الموثق، الصحافي والصحافية الفلسطينيين، الذين هم شهود عيان ينقلون تفاصيل الجرائم الصهيونية"، موردا أن "العدو الصهيوني يريد القضاء على الشهود، يريد ألا تكشف جرائمه، يريد ألا يعرى أمام الرأي العام العالمي الدولي". وواصل البقالي قائلا: "قبل حوالي سنتين من الآن وإلى اليوم، 48 شهيدا فلسطينيا من الصحافيين دفعوا الثمن غاليا بحياتهم مقابل أداء واجبهم، وعشرات المصابين، كثير منهم بإصابات بليغة يرقدون في المستشفيات، والعديد من مقرات المنشآت الإعلامية هدمت عن آخرها واستُهدفت من طرف العدو الإسرائيلي"، وشدد على أن هذه "معالم الجرائم الصهيونية ضد الصحافيين والصحافيات وضد المؤسسات الإعلامية". وفي كلمته أمام السفارة الفلسطينية بالرباط، قال نقيب الصحافيين: "لم نكن في حاجة إلى اغتيال شهيدة أخرى من شهداء القضية الفلسطينية من طرف أيادي إثم الآلة الصهيونية الغاشمة، لم نكن في حاجة إلى دفع ثمن جديد من بني جلدتنا، صحافية مرموقة، مهنية، موضوعية، مشهورة. لم نكن في حاجة إلى هذا الحادث المأساوي الذي عشناه هذا الصباح (...) فقد اعتدنا أن نستيقظ كل صباح على جريمة أخرى من جرائم العدو الصهيوني ضد المدنيين، ضد الشيوخ، ضد الأطفال، ضد الأبرياء، وضد النساء". ودعا البقالي الهيئات والأفراد الحاضرين إلى "تكثيف جهودنا لمناهضة كافة أشكال التطبيع مع هذا العدو، لأنه لم يستهدف شيرين وشهداء القضية الفلسطينية، بل يستهدف الأمة العربية والأمة الإسلامية جمعاء"، ونادى في السياق ذاته ب"تكثيف التنسيق للتصدي لجميع أشكال التعامل مع هذا الكيان الوحشي الهمجي، في أفق أن يزول هذا الكيان الوهمي". و"أمام هذه الجريمة النكراء"، تساءل نقيب الصحافيين المغاربة عن "هذا الكيل بمكيالين في الأوساط الدولية والرأي العام الدولي؛ فماذا لو كانت شيرين قد اغتيلت في أوكرانيا الآن؟ كانت ستقوم الدنيا في الأممالمتحدة وجميع الهيئات والمنظمات. ولكن لأنها فلسطينية، ولأنها صحافية عربية، اكتفوا إلى حد الآن بتصريحات دبلوماسية تغازل العدو أكثر من مناهضة هذه الجريمة النكراء". وذكر البقالي في كلمته أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية قد اتصلت بنقابة الصحافيين الفلسطينيين، والاتحاد الدولي للصحافيين، والاتحاد العام للصحافيين العرب، وهي الآن "بصدد إنجاز مساطر قانونية دولية لملاحقة هؤلاء الجناة الذين استهدفوا هذه الوردة الصحافية التي كانت تُفيح رائحتَها في كافة الأوساط الشعبية في الوطن العربي والعالم كله". وختم نقيب صحافيّي المغرب كلمته في الوقفة الاحتجاجية والاستنكارية لاغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، بالقول: "تعازينا الحارة لعائلة الصحافية، وعائلة الصحافيين الفلسطينيين، والشعب المغربي الذي فقد إثر هذه الجريمة صوتا من الأصوات التي كانت تصدح بالحق وتنقل معاناة الشعب الفلسطيني".