عن أبي هريرة رضي الله أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يتقاضاه فأغلظ له (أي أغلظ على النبي) فهم به أصحابه فقال "دعوه فإن لصاحب الحق مقالا". على ضوء منهاج النبي عليه السلام أقول: رغم اختلافي مع الأسلوب المندفع أحيانا للشيخ أبو النعيم.. وغلظته أحيانا على بعض خصوم الدعوة الإسلامية وخطها العام.. وشدته العنيفة عليهم.. مما لا يستسيغه كثير من الناس.. إلا أنني أقول: إن له حقا و مقالا.. لصدقه.. ولكثرة الضالين من متطرفي العلمانيين الذين تجاوزوا حدود الحق وطغوا طغيانا لا ينكره إلا من هو مثلهم وعلى شاكلتهم.. وأبدوا عدوانهم على الإسلام ورموزه وسعوا في البلاد فسادا في الفكر والسلوك والقول.. ولعل ما وقع من قناة الثانية تجاه الرجل بسبب وصفه لها بالقناة الصهيونية.. يؤكد كيف أن التوجه العلماني المتطرف يضيق بالنقد الإسلامي ذرعا.. ويسعى إلى تكميم الأفواه ومصادرة النقد.. هذا النقد الذي ينبني على معطيات مكشوفة مفضوحة للقناة الثانية التي تمتص وجودها العدمي العبثي إلى حد الغثيان من أموال دافعي الضرائب، ويتنعم القائمون عليها بريع هائل من الأموال التي تهدر في غير نفع ولا علم ولا تنوير.. وإنما تصرف على توافه وفجور يؤفن العقل ويخدر الشعور ويبلد الفكر.. أموال هائلة لدبلجة مسلسلات مريضة في موضوعها، ميتة في فكرتها، لا تربطها بواقع المغاربة أي علاقة.. والهدف منها تمييع الهوية المغربية وإشغال المغاربة بما لا نفع فيه ولا فائدة.. ناهيك عن برامج عديدة يقدمها مسوخ يقال عنهم منشطون ووو… إن الصهاينة يغتالون الإنسان الفلسطيني.. وإن "دوزيم" تغتال العقل المغربي والهوية المغربية.. فوصفها بالصهيونية أقل من مستواها الإجرامي وأسلوبها الهدام وغاية وجودها.. الذي يعتبر كحشرة القراض التي تعتاش على جسم تتطفل عليه لتضمن وجودها وقوتها.. تحية لرجل قال الحق رغم مرارته.. إلا أنه يظل حقا.. شرعا وعقلا.. وأن لصاحب الحق مقالا..