قد يلاحظ الزائر والمقيم منذ الوهلة الأولى، و بمجرد أن تطأ قدماه مدينة برشيد عاصمة أولاد أحريز، مشهدا لا كالمشاهد ومنظر لا تقبل أن تعيش على وقعها جل المدن، في حالة من السيبة وكأن البلاد لا سلطة فيها أم أن السلطة ليست في البلاد. قد يعجز اللسان عن وصفها ب " البلاد السايبة " لكن هذه هي الحقيقة المطلقة وإن طال إخفاؤها بكل ما تحمله العبارة من معنى، وفي تحد صارخ لكل القوانين والأنظمة الموصى بها من طرف السلطات المركزية، حيث تحولت مجموعة من المناطق ببرشيد، في الأيام القليلة الماضية إلى أسواق عشوائية مفتوحة ومرتعا خصبا للعربات المدفوعة والمجرورة بالخيول والدواب أصحابها من المشبوهين ومن ذوي السوابق العدلية في السرقات والحيازة والإتجار في المخدرات و أقراص الهلوسة واعتراض السبيل، و يحتل هؤلاء الباعة الجائلين و أصحاب العربات الملك العمومي بشكل فاحش ومفرط، وأضحت العديد من الشوارع مركزا قارا لأصحاب العربات المجرورة و أصحاب الفراشات أمام تذمر كبير لعاصمة أولاد احريز، حيث تكفي جولة بسيطة للوقوف على حجم المخالفات الجسيمة المرتكبة في حق هذه المدينة الفتية التي أخرجها آخر تقسيم ترابي إلى الوجود، وذلك للوقوف على تجمعات هنا وهناك بمختلف الاحياء للباعة الذين يخلفون وراءهم كميات كبيرة من الأزبال و الأوساخ ناهيك عن الضجيج و الصراخ والازدحام والسب و الشتم بأقبح الألفاظ، في وقت كثر فيه الحديث عن نظافة المدينة و عن تظافر جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين للقضاء على انتشار الازبال والنفايات. ويذكر أن معظم شوارع المدينة باتت حركة المرور جد معقدة جراء انتشار الباعة الجائلين وأصحاب العربات المجرورة بالخيول و الدواب والفراشة، و ما ينجم عنهم من مناوشات واصطدامات بين الفينة والأخرى، هذا ويساهم هذا الانتشار الواضح والواسع للعربات المجرورة في انتشار النفايات بالشوارع والأزقة، ونشوب المشاجرات بين الباعة والزبائن في أحيان كثيرة. وفي هذا الإطار، يطالب مجموعة من الغيورين على المدينة، من السلطات الإقليمية و المحلية بالتدخل العاجل وبشكل جديد وصارم قصد القيام بالمتعين في شأن هذه الوضعية الغير المقبولة، وشن حملات تطهيرية واسعة، من أجل تحرير الأزقة والشوارع من الباعة الجائلين والفراشة، و البحث عن حلول بديلة لهؤلاء الأشخاص، وإعادة الاعتبار لهذه المدينة، و إنهاء هذه الظاهرة التي كان مسكوتا عنها و الآخدة في الانتشار على حساب المنظر الجمالي لعاصمة أولاد احريز.