عجز الميزانية المغربية يفوق 1,18 مليار درهم عند متم أبريل    الإعلان عن موعد مقابلتين للمنتخب المغربي برسم التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026    العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين    إسطنبول.. اعتقال أمين متحف أمريكي بتهمة تهريب عينات مهمة من العقارب والعناكب    كيف بدأت حملة "مقاطعة المشاهير" التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي؟    بنموسى يكشف العقوبات ضد الأساتذة الموقوفين    قناة أرضية تعلن نقلها مباراة الإياب بين بركان والزمالك    اتفاقية مع "عملاق أمريكي" لتشغيل 1000 مهندس وباحث دكتوراه مغربي    إسبانيا ترد على التهديد الجزائري بتحذير آخر    بنموسى يعلن قرب إطلاق منصة رقمية لتعلم الأمازيغية عن بعد    أمل تيزنيت يكتفي بالتعادل خارج ميدانه أمام إتحاد سيدي قاسم    طقس الثلاثاء..عودة الأمطار بعدد مناطق المملكة    لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟    مخرج مصري يتسبب في فوضى بالمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة    الصحافة الإسبانية تتغنى بموهبة إبراهيم دياز    ميراوي محذرا طلبة الطب: سيناريو 2019 لن يتكرر.. وإذا استمرت المقاطعة سنعتمد حلولا بخسائر فادحة    القوات المسلحة الملكية.. 68 عاماً من الالتزام الوطني والقومي والأممي    انقلاب سيارة يخلف إصابات على طريق بني بوعياش في الحسيمة    "إسكوبار الصحراء".. هذه تفاصيل مثول لطيفة رأفت أمام محكمة الاستئناف بالبيضاء    وزير التربية متمسك بالمضي في "تطبيق القانون" بحق الأساتذة الموقوفين    المكتب المديري لأولمبيك آسفي يرفض استقالة الحيداوي    الأمثال العامية بتطوان... (597)    جماهري يكتب: هذه الحكومة لا بد لها من درس في الليبرالية...!    جائزة أحسن لاعب إفريقي في "الليغ 1" تعاكس المغاربة    تنظيم الدورة ال23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية "التبوريدة"    اليابان عازمة على مواصلة العمل من أجل تعاون "أوثق" مع المغرب    الجمعية المهنية تكشف عدد مبيعات الإسمنت خلال أبريل    أمن ميناء طنجة يحبط تهريب الآلاف من الأقراص الطبية    الاتحاد الأوروبي يرضخ لمطالب المزارعين ويقر تعديلات على السياسة الفلاحية المشتركة    المركز الثقافي بتطوان يستضيف عرض مسرحية "أنا مرا"    أضواء قطبية ساحرة تلون السماء لليوم الثالث بعد عاصفة شمسية تضرب الأرض    النيابة العامة التونسية تمدد التحفظ على إعلاميَين بارزَين والمحامون يضربون    أوكرانيا تقر بالنجاح التكتيكي لروسيا    المندوبية العامة لإدارة السجون تنفي وجود تجاوزات بالسجن المحلي "تولال 2" بمكناس    طقس الثلاثاء.. عودة التساقطات المطرية بعدد من الأقاليم    رشيد الطالبي العلمي في زيارة عمل برلمانية لجمهورية الصين الشعبية    شح الوقود يهدد خدمات الصحة بغزة    الطلب والدولار يخفضان أسعار النفط    الزمالك يشهر ورقة المعاملة بالمثل في وجه بركان    سي مهدي يثور في وجه بنسعيد    إضراب وطني يفرغ المستشفيات من الأطباء والممرضين.. والنقابات تدعو لإنزال وطني    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    الارتفاع يطبع تداولات بورصة الدار البيضاء    الدرس الكبير    السينما في الهوامش والقرى تشغل النقاد والأكاديميين بالمعرض الدولي للكتاب    هل انفصلت فاطمة الزهراء لحرش عن زوجها؟    مصر تُهدد بإنهاء "كامب ديفيد" إذا لم تنسحب إسرائيل من رفح    الأساطير التي نحيا بها    تراجع صرف الدولار واليورو بموسكو    فيلم الحساب يتوج بالجائزة الكبرى في برنامج Ciné Café    نقابة تُطالب بفتح تحقيق بعد مصرع عامل في مصنع لتصبير السمك بآسفي وتُندد بظروف العمل المأساوية    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    مركز متخصص في التغذية يحذر من تتناول البطاطس في هذه الحالات    الأمثال العامية بتطوان... (596)    العنف الغضبي وتأجيجه بين العوامل النفسية والشيطانية!!!    القضاء المغربي يصدر اول حكم لصالح مواطنة اصيبت بمضاعفات صحية بسبب لقاح كورونا    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دردشة بالكتابة الدارجة كتب عبدالقادر الهلالي

نود ان ننبه قراءنا الكرام ان حلقات "من ثقافة المؤسسة" للاستاذ عبدالقادر الهلالي انتهت مع الحلقة 6 السابقة، ويتواصل حبل الاتصال معه بمقالات اسبوعيا بمواضيع هامة، فلا تدعوها تفوتكم عبر الزمن.
------------------------------------------------------------------
دردشة بالكتابة الدارجة
كتبها عبدالقادر الهلالي (خاص خريبكة اون لاين)
المؤسسة أعطتنا اسم الشهرة: ثقافة المؤسسة، ولأن المؤسسة ليست وكالة اشهار، بل هي مؤسسة تحتضن الثقافات، لا تحتضن رأيا واحدا، لا يهم أن يكون رأيا مشهورا، ثقافة المؤسسة تشهر أيضا ان هناك حياة ثقافية داخل المؤسسة. نحن نتحيز لثقافة دارجة يصنفها التحليل الطبقي كلهجة شعبية، مشتركة بين الاصول العربية والتلوينات الأمازيغية، ينقصها شيء من التهذيب الأرستقراطي.
في القضايا الحيوية، لا يمكن إلا أن نتحيز، ويسمى ذلك الحياد الايجابي، المدير العام.سبريس، لا ينتقد هذا التحيز، بل هو يمارس أيضا حقه في الحيادالايجابي [i].
دردشة في مكتب السيد المدير العام .سبريس.14/11/2013، استوحينا منه فكرة هذه الكتابة.
الحلقة 1 نشرتها "يقين بريس". دردشة بالكتابة الدارجة-الحلقة 1،
نتابع على خريبكة اون لاين: التياريمرو بلا انقطاع والاتصال جيد.
نرسل عبر هذا الخط المتفاعل ما نحس به من امتنان كبير لموقع استثنائي بكل المقاييس.
نموذج مبسط جدا أو معقد جدا، هنا ايديولوجيا
لحساب الايديولوجي أسهل، لأنه حساب بعمود واحد، اما أن يكون على اليمين أو يكون على اليسار، في كل الحالات نحتفظ بعمود واحد، لأننا نمحو الحساب الذي هو على الجهة الاخرى. الحساب اللغوي هو أيضا حساب بعمود واحد.الايدولوجيا هي أن نتخيل كما يخططون، خيال ببساطة غير عادية وخطة بتعقيد يفوق الخيال، هذه هي الايدولوجيا، لذلك عندما نجد نموذجا مبسط جدا أو معقدا جدا، ننتبه: هنا ايديولوجيا. كذلك حاسة اللمس لا تحتاج الى خيال لنتخذ القرار المناسب جوابا على الرسالة المباشرة التي تصل. نموذج الرسالة التي تصلنا عندما نصل الى حدود الأشياء هي النموذج المبسط لنموذج الفلسفات المادية التي يمكن أن نسميها ايضا بفلسفة أقل أو لنقل بخيال أجدب: نماذج واقعية. أما الفلسفات التي تهتم بالنموذج أو القالب الذي نفرغ فيه كل الاحساسات (ليست كل الاحساسات تصل باللمس)، النموذج يسمى أيضا المثال، هذه الفلسفات تسمى فلسفات مثالية، وكلما تدفق الخيال بصبيب أوفر، غرقنا في المثالية، الحد الأقصى لهذه المثالية هي الأنانة. من قال أن الواقعية ليست إلا خيالا ضيقا، لغة منغلقة على فضاء حسي ببعد واحد يدمج الابعاد الثلاثة للفضاء الملموس من النقطة الدقيقة الى فضاء تحده نقطتان (الخط)، ثم نضيف نقطة خارج الخط (المستوى) ثم نضيف نقطة خارج المستوى (الفضاء بأبعاده الثلاثة. ٍ الحساب اليدوي الذي يستعمل أصابع اليد تحسب من مقدمات الحساب الذهني، أصابع الحساب الذهني لا نراها، الخالق والمخلوق في جسم واحد، نتخيلهما.
رائحة كريهة... آش واقع؟
نشم الذباب كريها، أو نكره رائحة الذباب، هما أمران سيان، علاقة الذباب بما نكره تشبه علاقتنا بما لا يحبون، نحن الذباب أم هم؟ كلنا ذباب نلتم حول المأدبة الكريهة، جماعتنا هنا وجماعتهم في الجهة الأخرى. أين الرائحة الكريهة؟ كل رائحة يَلْتَمُّ حولها الذباب رائحة كريهة، لا يكرهها هذا الذباب، اذن يكرهها الذباب الذي نكره نحن رائحته لأنه يكره رائحتنا، وفي هذا التجاذب حول الروائح الكريهة، كل الروائح التي يلتم حولها ذبابنا وذبابهم هي روائح كريهة.
رائحة اليوم( 2013 دابا): يلتم ذبابنا (هم) حول مأدبة كريهة بدعوة من رجل يكرهه أو يقدره بعضنا (أو الآخرون) من يهمه اسم المناسبة الكريمة/الكريهة لهذه الدعوة (الكريهة/ الكريمة؟ نفس الذباب الذي نكرهه ونفس الذباب الذي نقدره،
يكفي أن نشم رائحة ذبابة كبيرة لنشم الرائحة التي أتت بهذه الذبابة ومعها سحاب الذباب (اما هو المقابل لكلمة قطيع عند الذباب؟)
لا سياسة مع التعليم لأن التعليم هو السياسة
أما الذين يهمهم ذلك، فلا بأس أن نخبرهم، ونسمي صاحب الدعوة، لا نريد أن نشم رائحتها حتى نتجنب التكرار، اللازمة كريه/كريم أصبحت مملة، ثم ماذا يفيد الوصف؟ كل ذباب يعرف الرائحة بحاسة الشم وليس بحاسة السماع، وكأن الرائحة يمكنها أن تصرف الحروف الى حالة النداء، صاحب الاسم يشم الدعوة، دعوة شخصية مكتوبة بمداد نشمه.
صاحب الدعوة هو السيد نور الدين عيوش، أحد الفاعلين في مجال المجتمع المدني، اسم الشهرة: 2007 دابا، يصنع حدث دابا دابا: ندوة حول موضوع التعليم، وباعتباره أيضا أب المخرج نبيل عيوش الذي يرتبط اسمه بالعديد من الأفلام التي لم تمر مرور الكرام في المشهد الوطني. ما يجعل أن الدعوة "رسمية جدا"، خصوصا اذا ربطناها، بدعوة رسمية [ii] بالتمام والكمال، سابقة عليها، تحذر: "قطاع التعليم يجب أن لا يقحم في الإطار السياسي المحض، ولا أن يخضع تدبيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية "، ويسارية أيضا باعتبار صاحب الدعوة محسوبا بمواقفه المعلنة على اليسار الرسمي [iii] حيث عرفت "ندوته" حضور المستشار الملكي القوي السيد فؤاد عالي الهمة وكذا الميولات اليسارية التي يعبر عنها في كل مأدبة.
نشتهي رائحة كريهة من غير ذباب
الرائحة لا توجد في التفاحة، كما لا توجد قنوات لتصريف الروائح الكريهة في خياشيمنا، الكريه ليس ألما يدق على ابواب الحواس، مثل انذار خطر، رسالة واضحة لكل مرسل اليه، تقول: هناك خطر قريب، ابتعد، والرائحة الزكية ليست رسالة تحفيز واضحة: تفضل، هنا ما لذ وطاب. عند الالم واللذة، لا نخطأ فهم الرسالة، لأننا نعرف مصدرها(راها): الالم(الخوف) واللذة(الشهوة)، اما قنوات التصريف فهي متصلة بالمصدر، مصدر الخوف يتصل بمركز الخوف والعكس صحيح أيضا.
نظرية التحكم نطبقها على الخائف
هذا الجدول الذي يلخص الدوافع والعواطف والأهداف والوسائل يمكن أن نقرأه هكذا:
الدافع هو مدخل الطريق السيار، الوسيلة هي خريطة الطريق ونقطة الوصول هي الهدف. يمكن أن نقول ان نقطة الوصول لا تختلف، نصل اليها من طرق ثلاثة، لا نختار الطريق نختار المدخل فقط: هناك من يدخل من الشهوة (ايديولوجية التملك) وهناك من يختار المسلك الروحي (ايديولوجية التفوق)، الخوف عاطفة وليس دافعا مثل الروح والشهوة، وهو ينشا من عدم التوازن،
الخوف يحفز على الرغبة في الأمن، القوة ليست وسيلة للتملك(الثروة) والتفوق، وإذا وصلنا عن طريق القوة اليهما، يكون ذلك مخرجا ثانويا نلتجئ اليه لنختصر الطريق، القوة هي من اجل تحقيق التوازن فقط (استراتيجية دفاعية)، لذلك يخلق الخوف عالما افتراضيا: كل شيء يبنى على افتراض، عندما نفترض اننا اقوياء، نستثمر بأمان، نفترض أن الآخرين يخافون، يخسرون من خوفنا ونحن الذين نربح بشجاعة الأقوياء بجد.
دردشة بالكتابة الدارجة
"افتح ياسمسم"، علامة مسجلة تحت رقم 40 (من اللصوص)، اللص أس اثنان، اللص الذي يسرق اللصوص، علي بابا ينساها بسرعة هذه كلمة السر السمسمية)، الحرامي رقم 41 لا يعول عليه. آفة العلم النسيان. ولكن الثقافة تبدأ من النسيان أيضا، عندما نستقوي على النسيان بإبداع كلمات من الابداع،المعنى يقابل هنا النمطية، المعيارية، التكرار...الخ، لذلك فان الثقافة لا تختزل في لغة معيارية فقط، لذلك عندما نتحيز لدارجة يصنفها التحليل الطبقي كلهجة شعبية، ينقصها شيء من التهذيب النبيل، نستقوي على الايديولوجيا بأن نتذكر أنفسنا، نتذكر أن الانسان لم يأخذ حقه منا مثلما أخذته الانسانية.
عند النقاش نمتحن التلميذ والأستاذ معا او على ذمة ذ العروي:
النقاش هو تمرين على الموضوع ولكنه تمرين على النقاش نفسه، النقاش حول اللغة والتعليم لا يقف عند الموائد المستديرة ولافتة اشهار: هنا مناظرة علمية، التعليم يشبه الطريق السيار، الاتجاه لا يختلف، الاتجاه واحد، هناك المدخل الاول، والمدخل الثاني...الخ، وهناك مداخل متعددة على طول الطريق، النقاش هو طريقة لتحفيز الناس الى خطر ما، على مستوى الموضوع، نحتاج الى اطار كبير ليؤطر النقاش، ليصلح المعلومات الخاطئة للمتدخلين، النقاش يبين أن عيوبنا كلها تصب في تعليمنا، والعيب الاكبر قبل أن نجده في المناهج التعليمية، يجب أن نراقب مناهجنا التربوية، وكما هناك مداخل هناك مخارج، عندما لا يناسب الاتجاه مستعملي الطريق يبحثون عن مخرج ثانوي، مثلا جريدة الأحداث دخلت من باب: جئناكم باسم كبير، استمعوا لتوجيهاته واستفيدوا، ولكنها وجهت النقاش وجهة أخرى، وكأنها تركت المسؤول لوحده يواجه الخطر لوحده، وكأن الخطر انتهى، تختبئ هي وراء ظهره، وتفتح جبهة جانبية لحسابها، مستفيدة من الحماية الكبيرة، هو يصوب بمهارة قناص محترف وهي تصوب الطلقة rectifie le tir وتغير الاتجاه بمعرفتها أيضا ، هو يوضح أبعاد هذه الخصومة الفكرية وهي تحور الموضوع لتصفية حسابات مع من تعتبرهم تافهين، وهذا التحول هو الذي زكاه محمد ابويهدة (الاحداث المغربية) الذي يفضل أن يوقع بنفسه على الحلقة الهامة والأخيرة من هذا الحوار مع المفكر الكبير ذ عبدالله العروي، الذي اجرته الجريدة (5 حلقات) عندما قلنا : على ذمة ذ العروي لم نكن منزعجين، لم نكن نفكر في الحلقة الاخيرة ،يكون الانزعاج حاصلا مع صاحب عمود (على ذمتي) [iv].
انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
ذ. خالد هبازي. المدير العام.سبريس.
السيد المدير العام للمؤسسة، يطرح المسالة هكذا كما يراها، من زاوية محددة، ثقافة السيد المدير العام من ثقافة المؤسسة، لا تعني رأي المؤسسة بل تعني ان هناك حياة ثقافية داخل المؤسسة. لا ننتظر رائحة كريهة لنأخذ مقعدنا المهيأ في الصف، لا يوجد بالضرورة صف واحد، اثنان، ثلاثة...عدد الصفوف يحدد عند اللقاء وليس قبل ذلك، ولا علاقة مع الرائحة زكية كانت ام كريهة.
لعلكم تعقلون،اعرابيا حرف"لعل" من الأحرف المشبهة بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر. ولها معانٍ أشهرها التوقّع، وهو تَرَجِّي ما يُحَبّ، نحو: [لعلّ المغتربَ راجعٌ]، والإشفاقُ مما يُكرَه، نحو: [لعلّ الصَديقَ قليلٌ].
أما الذين ليس في قاموسهم معنى التوقع، فبالأحرى لا يعرفون أن يشفقوا، لايشفقون على أنفسهم فكيف يشفقون على الآخرين، قلنا من قبل: آفة العلم النسيان، آفة ثانية هي التهافت، ثقافة المؤسسة تتسع لكل اجتهاد، شريطة أن يخضع لقاعدة، ذ الهبازي يأخذها من خاتمة الآية: لعلكم تعقلون، لعل التهافت أصله النسيان، (لعلكم تعقلون) تُذَكِّرُنَا، السيد المدير العام يترجمها:"افتح"، وهو يؤكد: الكلمات المفتاحية لا ننساها [v]، قد نتعمد ذلك ... نكاد نشم رائحة نظرية المؤامرة [vi]، لعلكم... لا توجد في قاموس (كل شيء قُرِّرَ من قبل)، يعني أننا نغلق باب الاجتهاد والإبداع، تحليله ينهل من منهل ثقافة الدين ومن ثقافة الصراع الطبقي في آن واحد، هذا تحليل ترفضه الايديولوجيا، أما نحن فقد وجدنا ما كنا نبحث عنه منذ البداية، كرهنا التشنج الايديولوجي، (ما أراه الآن سبق ان رأيته) ما يجعلني اشك في قدراتي البصرية وليس في ماهو مرئي بالإمكان ويتغير بالضرورة، ما يجعلني أبحث ليس في امكان الرؤية، بل أسأل: ماهي الرؤية الصحيحة؟
الرؤية الصحيحة هي أن ننظر الى الاشياء من زوايا متعددة. لعلكم تعقلون
لنبحث عن الطبقة المستفيدة؟
مثلا هذه زاوية يعقلها التحليل الطبقي الموضوعي، الطبقة المسيطرة بارتباطاتها مع المصالح الأجنبية تعادي الوحدة العربية، التضامن بين الجانبين يقوم على الرابط الثقافي وهو ارتباط مصالح أيضا. استهداف التعليم العمومي الذي كان بالنسبة للمغربي رافعة اجتماعية واقتصاديةlevier social et économique، كان أكبر خطة نفذها المتحكمون من هذه الطبقة لتكريس هيمنة طبقتهم، برنامج التعريب في الثمانينات الذي طبق في التعليم الثانوي فقط، كان مخططا من اجل التعجيز، المقصود به هو كبح طموح ابن الشعب ووضع كابح أمامه لمنعه من التعليم الجامعي داخل الوطن و خارجه، مؤامرة التدريج هي الخطة الثانية بعد التعريب، نفس الهدف بل أخطر: التعريب: فصل الشعب عن منابع العلوم الحديثة، التدريج: فصل الشعب عن منابع الثقافة.
"المشكل لن يكون مطروحا في السنوات الاولى من التعليم بالدارجة، وأن التلميذ سيتفوق في الرياضيات وعلوم الحياة، المشكل سيطرح في السنوات الاخرى عندما يتقدم ذلك التلميذ في مستويات التعلم". عبدالله العروي.
العروي يطرحها بمنطق تربوي خالص، لا نختلف، اما الذين يستعملون منطقا آخر، المنطق الطبقي مثلا، لا يوجد مشكل على الاطلاق: التعريب في التعليم الثانوي، هذا المستوى يؤهل عمالا مختصين ((ouvriers qualifiés نحن الآن نحتاج الى عمال بدون تخصص وبكلفة أقل وبتوصيات علمية من فضلكم، المؤهلات العليا يحتفظ بها لأبناء الطبقة العليا بعد ترتيب الطبقات ترتيبا لغويا، المنافسة تستعمل الحواجز اللغوية، الانتخاب الطبيعي يختار المتفوقين المؤهلين لاستيعاب علوم العصر، والانتخاب الطبقي يختار من علمناه أن يتفوق وأعطيناه المؤهلات اللغوية لذلك. عهد
التعليم كرافعة اجتماعية واقتصادية ولى،نحن الآن في عهد التعليم كأداة للاستقرار الاجتماعي stabilisateur ، بهذا المعنى: وتبقى الأحوال كما كانت عليه. من يريد أن يدافع عن الاستقرار الاجتماعي إلا المستفيدون من الاحوال كما هي عليه الآن.
ولعلكم تعقلون
الذباب لا يشم مثلنا رائحة كريهة، فهو يحس من غير أن يشم بأن هناك مصدرا كريها على قرب ولو من غير رائحة، قد نغير الرائحة الكريهة بمعطر قوي، أما الذباب نتخلص منه فقط بالمبيدات، الكثير من هذه الأسلحة الفتاكة يقتل الذباب ويقتل الانسان أيضا homme et Homme
ثقافة المؤسسة: لو تعقلون.
أستدرجكم (من الدارجة) لهذا المخرج:
ترجموا بالدارجة من فضلكم هذا الكلام: عندما نفترض اننا اقوياء، نستثمر بأمان، نفترض أن الآخرين يخافون، يخسرون من خوفنا ونحن الذين نربح بشجاعة الأقوياء بجد.
هوامش:
[i] دردشة في مكتب السيد المدير العام . سبريس. 14/11/2013، استوحينا منه فكرة هذه الدردشة. نتابعها في هذا الجزء الثالث من هذه المقالة.
[ii] الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى 20 غشت، بحيث أشار الملك إلى التراجع عن مكونات أساسية من البرنامج الاستعجالي وبالخصوص إلى القضايا التي لها علاقة بتجديد المناهج التربوية، وبرنامج التعليم الأولي، وثانويات الامتياز. مما اعتبر ساعتها نقطة سلبية في ملف الحكومة التي لم تعمل، والحديث دائما لملك البلاد، على استثمار التراكمات الإيجابية لقطاع التربية والتكوين، باعتباره ورشا مصيريا، يمتد لعدة عقود. وهو ما جعله يخرج بالنتيجة التي مفادها بأن قطاع التعليم يجب أن لا يقحم في الإطار السياسي المحض، ولا أن يخضع تدبيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية.
[iii] تنظيم الندوة له علاقة بأجندة معينة ويشير إلى أن جهة ما تحاول أن تدخل عبره على الخط لإرباك حكومة الإسلاميين، استيقظ أيها اليسار النائم.
[iv] وقع ابويهدة على تعليق عنوانه: تفاهة النقاش. اسم العمود (على مسؤوليتي) لا يناسب التعليق المكتوب، من حق الجريدة انطلاقا من مسؤوليتها أن تحفز كل الاشخاص الذين نحسب انهم أهل ليتحملوا المسؤولية، ونحس أن المسؤولية لا تغريهم، يسميه بعضنا تواضعا، يسميه آخرون تهربا من المسؤولية...أما ان تترك الجريدة مسؤولية تأطير النقاش بكل موضوعية اعلامية، وتركب على نقاش جانبي هل ملك هة الرصيد الكافي لتقول : هذا على ذمتي.
[v] علي بابا نسي كلمة السر المفتاحية ، لأنه لم يعقل، لأنه حصل عليها بالتهافت، بالسرقة. كلمة السر اذا كانت اصلية d'origine لا ننسى ابدا.
[vi] نظرية المؤامرة عزيزة على ذ عصيد، يواجه بها من يسميهم المحافظين، جواب جاهز لتفسير كل موقف لا يتلاءم مع موقفهم، السياق ينطلق أيضا على النمطية التي ينتقدها النشيط الامازيغي ويسقط في فخاخها في نفس الوقت، اليس هو صاحب نظرية الملهاة؟ تشبه مرضا نفسيا أحد أعراضها هو: (ما أراه الآن سبق ان رأيته) syndrome du déjà vu. أجزم فأقول: ليس بين الايديولوجيين قنفذ املس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.