تؤكد الثانوية التأهيلية أحمد الراشدي بمدينة القصر الكبير،سنتها الحميدة تجاه اللغة العربية، حيث تخلد ذكراها العالمية “18 دجنبر من كل سنة” بلقاءات وندوات وأنشطة تربوية وثقافية، وفي هذا السياق عقدت ندوة علمية تربوية بقاعة الأنشطة بالثانوية، يومه الاثنين 06 يناير 2020 مع الرابعة مساء، اتخذت عنوانا " "اللغة العربية وتحديات العولمة"، أطرها كل من الأستاذ خالد الهيتوت،أستاذ بالمؤسسة وطالب باحث بماستر الأدب العربي في المغرب العلوي: الأصول والامتدادات،بكلية الآداب-تطوان ،والأستاذ غريب الغرباوي رئيس الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية وطالب باحث بسلك الدكتوراه وقيد سيرت الجلسة الشاعرة أمل الطريبق. وقد تضمنت الندوة برنامجا حافلا بالمداخلات العلمية والمناقشات التربوية، وذلك على الشكل التالي: –آيات بينات بصوت التلميذ النجيب مروان كحول،وبعد ذلك تلونت القاعة بألوان من الجمال بمشاركات لمجموعة من التلميذات، يسرى حدي مقالة بعنوان أضواء على اللغة العربية،اية بوعزيزي قصيدة دليل الوطنية،ايمان الجعباق،اللغة العربية حاضنة العلوم،ايمان الزكاري قصة الحلم المستحيل. – كلمة مسيرة الجلسة :الشاعرة والأستاذة ورئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع القصر الكبير أمل الطربيق: ضمن كلمتها نوهت بمثل هذه اللقاءات العلمية على شرف اللغة العربية، ورحبت بالاساتذة والتلاميذ المشاركين، وشكرت جهود الجميع لإنجاح هذه الندو الفكرية العلمية. وقد أبرزت الشاعرة امل الطريبق العلاقة الوطيدة بين اللغة والهوية ،معرجة على دور الإسلام باعتباره أحد أهم مرتكزات الهوية وأكدت على كون العربية لغة علم ونهضة وحضارة لعدة قرون وقد تعرضت لهجمات وحروب. لكن في زمن العولمة أصبحت اللغة العربية الشريفة مهددة أكثر من ذي قبل باندماجها ضمن نمودج هوياتي مختلف وفي هذه الحال يحق لنا أن نتساءل : هل تواجه اللغة العربية تحديا في عصر العولمة؟ وهل يمكن أن تصمد طويلا؟ وماهو دور التعليم في الحفاظ على هويتنا اللغوية والثقافية؟ – كلمة مدير الثانوية التأهيلية أحمد الراشدي يونس التجاني الذي قدم من خلالها تصورعام عن وضعية اللغة العربية بين لغات العالم، فهي تحتل الرتبة الرابعة عالميا، ويتحدث بها أزيد من 359 مليون متحدث، وعبر عن فرحه بهاته الندوة القيمة. كلمة الأستاذ غريب الغرباوي: حيث أبرز قيمة اللغة العربية،وأقوال العرب والغرببيين المتخصصين في ذلك وصمود اللغة العربية امام الهجمات والحروب التي شنت عليها في زمن الرقمنة، ومحاولة طمس الهوية العربية. وعلى العموم فقد عبر الأستاذ الغرباوي عن اطمئنانه على حال اللغة العربية، فهي محفوظة بالقرآن الكريم،وتعتبر من اللغات السامية التي لم يغير فيها الزمان شيئا،بل تتطور يوما بعد يوم عن طريق الاشتقاقات وغير ذلك،أما العولمة فهي خطاب عابر،يؤثر في جميع اللغات وليس اللغة العربية فقط،ومقدر له بالزوال، أما اللغة العربية فهي باقية محفوطة،وفي نفس الوقت عبر الأستاذ غريب الغرباوي عن قلقه الشديد اتجاه ما يحصل للغة العربية في أيامنا هذه ومن الكلمات التي أصبحت تنشر بها بعض الأغاني الساقطة وغير ذلك مما من شأنه أن يوقعنا فيما لا يحمد عقباه،وقد يبعدنا عن اللغة العربية. – كلمة الأستاذ خالد الهيتوت: بعد البسلمة والصلاة والسلام على رسول الله، صرح الأستاذ الهيتوت في كلمته إلى أن مشاكل اللغة العربية مرتبطة بالنخبة بالأساس، وهي التي تنقسم إلى اتجاهات مختلفة رغم أن الهدف واقع مشترك متمثل في اللغة العربية، وتتفرق النخبة في نظره على المدافعين عن اللغة العربية واللذين يناهضون اللغة العربية، والحل هو التركيز على الشعب، ووقف على نقط متعددة تربط اللغة العربية بالتعليم والمناهج التربوية، وخاصة مساءلة النشر، حيث نبه إلى ضرورة الكتابة باللغة العربية والنشر باللغة العربية، وعدم خدمة اللغات الأجنبية ببحوث علمية على حساب اللغة العربية. وكيف حاولت وتحاول العولمة كل يوم طمس الهوية العربية ككل،ومن مظاهرها : الثنائية اللغوية وبعض المظاهر الهجينة كالعربزية والعرنسية ،حيث تجد الطالب وحتى النخبة يستعملون مثلا حرف (7) بدل الحاء،وهكذا من مظاهر القضاء اليومي على اللغة العربية،إضافة الى ازدواجية اللغة في المجتمعات،له تأثير كبير في اضمحلال اللغة والهوية حيث قال بن خلدون ” المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب”،إذا هنا يطرح أكثر من سؤال،هل اللغة العربية وحدها من تتعرض للطمس في وجه العولمة،أم أن الهوية العربية والقومية العربية هي الأخرى تتعرض لنفس الهجوم. – وقد ختمت الندوة بقصيدة شعرية ألقاها الأستاذ عبدالله الصبار،وهو أستاذ بالثانوية التأهيلية أحمد الراشدي بالقصر الكبير حول لغة الضاد، إضافة إلى أسئلة وتدخلات التلاميذ والتلميذات حول الموضوع،مع تقديم جوائز تقديرية للمؤطرين.