لعل الزائر لمنطقة بوذنيب، بعد فيضان واد كير الأخير، خصوصا القصور المحاذية لهذا الوادي سيقف مدهوشا أمام هول الكارثة التي خلفها و التي أعادت عداد التنمية المحلية بهذه القصور إلى درجة الصفر, فأصبحت الساكنة في حيرة من أمرها كيف تعيد الأمور إلى نصابها, لقد أتت الأمطار الأخيرة على كل مقومات التنمية وتركت جرحا نفسيا غائرا لدى الساكنة المتضررة خصوصا وأن هذه الكارثة لم تعرف المنطقة مثلها من قبل, وان مواجهتها تتجاوز الإمكانات الذاتية للمتضررين فحسب الإحصائيات الرسمية الأولية فقد أدت الفيضانات الأخيرة إلى خسائر مادية جسيمة يمكن تعدادها فيما يلي: *هدم ما يقرب من 115 منزلا بكل من القصر الكبير وقصور بني وزيم وقدوسة و اولاد علي والجرعان. *جرف وطمر غالبية الأراضي الزراعية للقصور المحاذية لوادي ڭير. *هلاك أعداد مهمة من رؤوس الأغنام. *تخريب غالبية سواقي المنطقة وخطارتها:المورد المائي الأساسي بالمنطقة. * تخريب السدود التقليدية بقصر قدوسة و تازوكارت و السهلي. *جرف عدد كبير من الأشجار المثمرة:النخيل و الزيتون. إن هده المعطيات الأنفة الذكر والتي هي أولية لكون عدد من المنازل المشققة أو المحاطة بالمياه يمكن تعدادها ضمن المنازل المهدمة لعدم صلاحياتها للسكن أو لأنها تهدد امن الساكنة ولصعوبة جمع إحصائيات دقيقة في المجال الفلاحي لشساعة المنطقة وكثرة الخسائر في هذا المجال ليحتم على كافة المتدخلين :مجتمع مدني ،سلطات محلية و إقليمية ومجالس منتخبة التعامل الجدي مع هذه الكارثة برؤية شمولية تتجاوز المقاربة الاحسانية الاغاثية التي تعتبر ضرورية في بداية الكارثة نحو مقاربة تنموية تضع من مهامها الأساسية إعادة دورة الحياة للتنمية المحلية وإيجاد حلول جذرية لمشكل فيضان وادي كير الذي يهدد امن و استقرار ساكنة القصورالمحادية له. وفي تقديرنا إن بلورة إستراتيجية تنموية جديدة في المنطقة يفرض على كافة المتدخلين السالف ذكرهم ضرورة إعادة التوازن لعناصر التنمية المحلية و مرتكزاتها المتمثلة في الماء و الإنسان و الأرض.سواء في المجال الحضري أو القروي. على المستوى القروي: *بناء سد تخزيني على مضيق قصر الجرعان وقدوسة باعتباره الحل الجذري لمشكل فيضان واد كير ومفتاحا لتنمية حقيقية في المنطقة و موردا مهما للفرشة المائية التي تزخربها المنطقة خصوصا وان بوذنيب تتميز بأراضي فلاحيه شاسعة صالحة للاستثمار الفلاحي. *إصلاح السدود التقليدية في كل من قصر قدوسة و تازوكارت و السهلي. *إصلاح السواقي المتضررة في القصور المحاذية لوادي كير. *إصلاح خطارات قصر بوذنيب و اولاد علي و بني وزيم. *تعويض الفلاحين والكسابين عن رؤوس الأغنام التي هلكت بسبب الفيضان. *توزيع الأراضي على الشباب المعطل لخلق ضيعات فلاحية... *بناء قنطرة على الطريق الرئيسية رقم 10 في مضيق فم الخنك. *إصلاح الطريق الثانوية الرابطة بين بوذنيب و كرامة. *بناء حائط وقائي للأراضي الفلاحية المحاذية لواد كير في كل القصور. على المستوى الحضري: رغم أن المجال القروي كان أكثر تضررا من الفيضانات الأخيرة التي عرفتها منطقة بوذنيب فان المجال الحضري ليس بمنأى عن التأثر بهذه الفيضانات خصوصا و أن مدينة بوذنيب عرفت فيضانات سابقة خلفت خسائر في المساكن و الأرواح مما يفرض تدخلا في هذا المجال وذالك على المستويات الآتية: *مد المدينة بقنوات الصرف الصحي لتصريف مياه الأمطار التي تحول المدينة رغم قلتها إلى برك مائية تعرقل السير و تعجل بوقوع خسائر مادية . *تحويل مجرى "شعبة الحي الجديد"لكونها تهدد المساكن المحاذية لمجراها. *بناء حائط في منطقة "الدفيلية". *بناء قنطرة على مجرى واد الكرابة. و أخيرا ادا كانت مدينة بوذنيب قد لعبت دورا حيويا في تنمية منطقة تافيلالت ووقفت سدا منيعا و قاعدة أمامية لمواجهة الاستعمار الفرنسي بمنع دخوله إلى منطقة سجلماسة وجمعت حولها قبائل المنطقة لمواجهته فهل ستقف هده المرة و حدها تواجه قدرها لتجاوز مخلفات هده الفاجعة؟ ام أن التاريخ يعيد نفسه فتجمع بوذنيب هده المرة كافة المتدخلين خصوصا الدولة و مؤسساتها لإعادة دورة الحياة التنموية .سؤال تنتظر الساكنة جوابا عاجلا له. بنشريف محمد zizvalley فاعل جمعوي