طفا جدل وسط عائلات المعتقلين والمفقودين بالعراق، حول الأسباب المانعة دون زيارة وفد مغربي لبلاد الرافدين قصد الاطلاع على أحوال السجناء المغاربة هناك، بخلاف ما قامت به وفود عربية ومغاربية كتونس وليبيا. واستغرب عبد العزيز البقالي، وهو أخ عبد السلام البقالي المعتقل في العراق، ما وصفه ب"الجمود" الذي ينتاب الدبلوماسية المغربية إزاء ملف يمس مواطني المملكة، بخلاف ما تبديه حكومات بلدان عربية من تمسك بصون كرامة سجنائها في البلد الذي مزقته الحرب. وقال البقالي، في اتصال مع "لكم. كوم"، إنه تقرر تنظيم وقفة احتجاجية على الساعة الخامس والنصف غدا الجمعة بساحة الأمم في طنجة، من أجل لفت الانتباه على مغاربة يقضون أحلك أيامهم خلف القضبان في العراق. وبينما كانت السلطات العراقية أقدمت على إعدام المغربي بدر عاشوري في 27 أكتوبر 2011، لم يتم بعد الحسم بين وزارة الشؤون الخارجية المغربية ونظيرتها العراقية بشأن العدد الحقيقي، للمغاربة المعتقلين هناك. وتتمسك الحكومة العراقية بأن عدد المغاربة المعتقلين لديها يتراوح بين ثمانية وتسعة، بينما قالت مصادر من تنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين بالعراق إن عددهم الحقيقي هو 12 معتقلا. ويعامل السجناء المغاربة بشكل مهين وفق عبد العزيز البقالي، رئيس التنسيقية الذي قال إن محكومية أخيه عبد السلام انقضت منذ سنة ونصف، (اعتقل في 2003 وكان محكوما ب8 سنوات)، غير أن قضية أخرى لفقت له حيث لا يزال سجينا، وممنوعا من الاتصال منذ 8 أشهر إلى حين اتصاله أمس الأربعاء بأسرته مكتفيا بالسلام عليهم بشكل سريع قبل انقطاع المكالمة. وكانت التنسيقية راسلت السفارة العراقية مستفسرة عن أحوال السجناء المغاربة ومن بينهم البقالي الذي أخبرت أنه معتقل في سجن التاجي غير أن منظمة الصليب الأحمر فندت الأمر وقالت إنه معتقل في سجن مطار المثنى. من جهتهم أبلغ سجناء مغاربة في العراق، عبر اتصالات هاتفية، أعضاء في تنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين بالعراق استياءهم مما وصفوه ب"تقاعس حكومة عبد الإله ابن كيران في الدفاع عن مصالح مواطنيها في بلاد الرافدين". وإذا كان سعد الدين العثماني، وزير الخارجية سعى لدى السلطات العراقية لنقل جثمان بدر عاشوري ومواراته الثرى استجابة لوالده محمد (توفي منذ أشهر على دفن ابنه)، فإنه أورد خلال تدخل سابق له تحت قبة البرلمان إحصائيات تفيد أن هناك 12 من السجناء والمعتقلين المغاربة في العراق"، موضحا أن وزارة الخارجية المغربية على اتصال مباشر مع عائلات المعتقلين لإطلاعهم على وضعية أبنائهم وأنها راسلت إلى هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي، من أجل إيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام في حق المغاربة، وتحويلها إلى عقوبات سجنية.