جرى الخميس بمدينة أكادير افتتاح فعاليات المعرض الدّولي للأركان في ورته الثالثة بحضور محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والسعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، موازاة مع قرب الاحتفاء بفعاليات اليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي يصادف 10 ماي من كل سنة، وسط موجة غلاء زيته واحتكار المنتوج ليصل إلى مستويات قياسية في التسويق، وفق تعبير الفاعلين. وفي اتصال موقع "لكم" بعدد من المهنيين ومنتجي ومستغلي زيت الأركان، فإن تسويق زيته بلغ اليوم معدلات قياسية تتراوح ما بين 480 درهما إلى 650 درهما للتر الواحد الموجه منه للاستهلاك، بسبب احتكار المنتوج من قبل جهات ومؤسسات، يتم بيعه قبل التحميص إلى شركات، مما رفع من سعره".
وأوضح هؤلاء في إفادتهم لموقع "لكم"، أن فإن 70% من حجم إنتاج الأركان يوجه لوحدات التحويل، وأن 60% على الأقل من حجم الصادرات الإجمالية لزيت الأركان يتم تسويقه من قبل عدد من الفاعلين في القطاع سواء التعاونيات أو المقاولات أو الشركات. أما الإنتاج السنوي من زيت الأركان يوجه الجزء الكبير منه للتصدير، أي ما يوازي 70 في المائة . أما السوق المحلية فإن القسط الذي يستهلكه لا يتجاوز ما بين 25 إلى 30 بالمائة من القسط المصدر، وهو ما يمثل حوالي 400 طن، ما يعادل إنتاجا إجماليا يبلغ في حده الأقصى 2000 طن". ونبهوا إلى أن "السيناريو الاحتكاري لهذه المادة سيقضي على مجمل الفاعلين العاملين بقطاع إنتاج زيت الأركان، في غياب أية ضمانات تمنع سقوط القطاع برمته بين أيدي الشركات الأجنبية، التي تستنزف ثرواتنا الطبيعية، دون أن يكون لذلك أي تأثير إيجابي على الظروف المعيشية للساكنة القروية بالمجال الحيوي للأركان، وسط تنامي الاحتكار أكثر فأكثر، مما أدى إلى إفلاس عدد من التعاونيات والمتعاونات". وكان تقرير سابق لسبع هيئات مهنية تشتغل في المجال أن نبهت إلى أنه "يتعين الحد من هامش تدخل المضاربين في مسارات تسويق هذه المادة الأولية، كما أن مراكز التجميع هذه يمكن لها ضمان جودة عالية للمنتوج من خلال ظروف مثالية للتخزين، عبر اعتماد آليات التتبع لمسار المادة الأولية، وهو الشرط الرئيسي الذي تتأسس عليه أنظمة الجودة المعتمدة على مستوى مختلف الأسواق الدولية". وألحّ هؤلاء على أن "دفتر للتحملات خاص بمراكز تجميع المادة الاولية لثمار الأركان"، ي نبغي أن يكون في إطار تشاركي يساهم فيه جميع ممثلي فئات المهنيين بشكل يسمح بالحفاظ على المصالح المشتركة والحيلولة دون وقوع هذه المراكز بين أيدي الشركات الأجنبية التي من شأنها القضاء النهائي على الفاعلين المحليين من تعاونيات ومقاولات صغرى وطنية". ويروم المعرض الدولي للأركان تعزيز إمكانات سلسلة الأركان، من خلال تسليط الضوء على أنظمتها البيئية التي تساعد على التنوع البيولوجي المتنوع وأيضا على المعرفة الموروثة، بالإضافة إلى تشجيع تنمية السلسلة والاعتراف بها وطنيا ودوليا. ويشكل معرض الأركان فرصة مهمة لمهني السلسلة لإقامة شراكات جديدة وتعزيز شبكاتهم المهنية، حيث يشارك فيه 100 عارض من ضمنهم 80 تعاونية، حيث يمكن هذا المعرض من الاستكشاف والبحث عن فرص جديدة لترويج منتوجاتهم في إطار يمتاز بالابتكار وروح التعاون. ويلم فضاء المعرض، الذي تمت تهيئته على مساحة 2300 متر مربع، بفضاء "لامدينا داكادير" عدة أنشطة، كالسفر الإفتراضي في رحاب المجال الحيوي للأركان، بهدف تمكين الزوار من اكتشاف المؤهلات والتنوع البيولوجي لهذا المجال المتكامل، والذي يوفر شروط التعايش بين الإنسان وباقي مكونات هذا النظام الإيكولوجي. كما تمت تهيئة فضاء لتذوق مختلف الأطباق المحضرة بزيت الأركان، من خلال فضاء الاستخلاص التقليدي لزيت الأركان، حيث سيتم اكتشاف براعة نساء التعاونيات في هذا المجال، وكذا تثمين خبراتهم الأصيلة والمتوارثة عبر الأجيال. ومن أجل المساهمة في المحافظة على هذا المجال الحيوي من طرف الأجيال المقبلة، تم تخصيص فضاء للناشئة بهدف تمكينهم من اكتشاف عالم شجرة الأركان ومجالها الحيوي بطريقة ممتعة وتعليمية ولتنمية وعيهم بالحفاظ على تراث أجدادهم. أما الفضاء الثاني، فتمت تهيئته على شكل "قرية الأركان" بساحة الانبعاث وسط المدينة، والذي سيمكن مختلف التعاونيات النسائية من عرض منتوجاتها، كما سيتيح للزوار فرصة اكتشاف مزايا واستعمالات زيت الأركان والتعريف بمجهودات المرأة القروية في سبيل تطوير وتثمين منتوجات الأركان. كما يشهد المعرض الدولي للأركان تنظيم ندوات تحسيسية، وأنشطة فنية ينشطها فنانون محليون، من ابرزهم الفنان الأمازيغي احمد نتما بطل سلسلة "بابا علي"، والفنان براهيم حماته، وبوردقة محمد والناقد السينمائي والممثل الحاج يونس، والفنان الطيب الملقب "أضاشي".. يشار إلى أن الدورة الثالثة للمعرض الدولي للأركان بأكادير، تنظم من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وأشجار الأركان، بتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.