قال سيرجي كاراجانوف المستشار الرئاسي السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "إن العولمة الأمريكية مرض، وإن أوروبا ولدت أكبر التهديدات للإنسانية". في حوار صحفي مطول، نُشر على موقع كاراجانوف، أكد الرئيس الفخري لهيئة رئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاع في روسيا، أن بلاده ليست في حالة حرب مع أوكرانيا، قائلا: "نحن لسنا في حالة حرب مع أوكرانيا، بل مع الغرب الجماعي. وقد بدأ الغرب يدرك أنه قد يخسر. ولهذا السبب يرسل الأوروبيون والأميركيون المزيد والمزيد من الإشارات حول الحاجة إلى المفاوضات."
وأشار كاراجانوف إلى أن زيلينسكي، على الرغم من أنه لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، حيث قال مؤخرًا الرئيس الأوكراني إن المفاوضات يمكن أن تكون خيارًا يجب أخذه في الاعتبار. واستدرك السياسي والاقتصادي الروسي: " ولكن في الواقع هذا فخ خطير للغاية. فالمفاوضات لا يمكن أن تكون إلا من أجل السلام الذي يبدو أن الجميع يسعى لتحقيقه." وأضاف مستشار بوتين السابق: "وبطبيعة الحال، نحن نؤيد المفاوضات. ولكن يجب علينا أن نحدد مصطلحاتهم وأهدافهم بوضوح. لم نفعل ذلك حتى الآن". ومن وجهة نظر كاراجانوف فإن شروط الروس لابد أن تتضمن في المقام الأول عودة الهياكل العسكرية لحلف شمال الأطلسي إلى حدود عام 1997، ودفع التعويضات لروسيا عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بها، وتجريد كامل أراضي أوكرانيا من السلاح. ولفت الباحث إلى مسألة ذهاب أي جزء من أوكرانيا إلى روسيا وأي جزء سيذهب إلى دول أخرى وأي جزء سيبقى محايدًا يمكن أن يكون موضوعًا للمفاوضات. مستدركا أن النقطة الأساسية تتلخص في استسلام الغرب في أوكرانيا، على نحو غير مهين قدر الإمكان. img src="https://images0.persgroep.net/rcs/HPqjCKjHKtCg5nXikAcIDoWmKmc/diocontent/232335647/_fitwidth/694/?appId=21791a8992982cd8da851550a453bd7f&quality=0.8" alt="Un intime de Poutine préconise une attaque nucléaire contre l'Europe: "Une décision difficile mais nécessaire" | Monde | 7sur7.be" / من الأفضل بالنسبة للروس؟ ترامب أم بايدن؟ يجيب المستشار الروسي تعليقا على الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة، بأن هذا اعتقاد خاطئ مثير للسخرية. وقال: "ترامب سياسي لامع للغاية، ولكنه جزء من النخبة الأميركية الحالية. إنه يركز على المستوى الوطني، وليس العالمي. لكن يديه مقيدتان." وأضاف كاراجانوف: "واسمحوا لي أن أذكركم بأن الجولة الأولى الصارمة من العقوبات ضد روسيا بدأها ترامب. لقد اتبع بايدن حذوه للتو. يرغب الأمريكيون في مواصلة قتالنا بالأيدي الأوكرانية، لأن ذلك لا يكلفهم شيئًا تقريبًا." في أعقاب فشل الهجوم الأوكراني في العام الماضي، بدأ الأوروبيون يتحدثون عن تجميد الصراع، وهذا يعني أن روسيا تحتفظ بشبه جزيرة القرم وغيرها من المكاسب ولكنها تتوقف عند ما هي عليه الآن. بيد أن كاراجانوف يعتقد أن ذلك "يعني انتزاع الهزيمة من أيدي النصر، الأمر الذي سيشكل ضغطاً كبيراً على شعبنا ويودي بحياة عشرات الآلاف من أفضل رجالنا الشجعان الذين يقاتلون ولكنهم يموتون هناك أيضاً"، على حد قوله. وأكد كاراجانوف أن الروس يلومون الأمريكيين على كل شيء بطبيعة الحال، "ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى أن أوروبا ولدت أكبر التهديدات للإنسانية وأيديولوجيات مروعة." وأصاف أن " الأمريكيين ينجذبون إلى جحرة الثعابين هذه مرارًا وتكرارًا، لكنهم يتصرفون أحيانًا بشكل يستحق الثناء." مشيرا إلى انه "في العقود الأخيرة، وخاصة بعد أن انهارنا بحماقة، تلقى الأميركيون حقنة من الإمبريالية العالمية وحصلوا على اللقمة بين أسنانهم. وعلينا أن نعالجهم من هذا المرض. ونحن نفعل ذلك ببط"، على حد تعبيره.