22 يناير, 2017 - 01:27:00 قال رئيس اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عبد الجليل الحجمري، إن التأكيد على أن هناك عودة نحو الحقبة التي كانت فيها الفلسفة "مصادرة"، هو "هراء تاريخي وخطأ جسيم"، معربا عن "دهشته" من بعض التصريحات في ما يخص موضوع الجدل الذي أثاره مضمون مقرر للتربية الاسلامية يتعلق بالفلسفة. وأكد الحجمري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "خلال سبعينيات القرن الماضي، تم بالفعل استبعاد مادة الفلسفة، كما يمكن أن يشهد على ذلك العديد من شخصيات الدولة، لافتا الى أنه منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، نشهد ترسخ الفلسفة وتعزيزها من خلال دينامية لارجعة فيها لهذا التخصص". وأبرز الحجمري، الذي سبق له أن كان مديرا للمدرسة "المولوية" التي درس بها الملك محمد السادس داخل القصر، أن "هذه المادة تندرج ضمن المشهد التعليمي المغربي كمعطى أساس لا محيد عنه"، مؤكدا أنه "تم ادراج مادة الفلسفة بالمغرب منذ السنة الأولى للتعليم الثانوي، على خلاف بلدان أخرى". من جهة أخرى، سلط الحجمري، الذي يشغل في نفس الوقت منصب أمي اللسر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، الضوء على أهمية وضرورة التعامل مع تعديل المقررات والمناهج والبرامج بطريقة " ديداكتيكية وبيداغوجية وغير ايديولوجية"، معربا عن استيائه لكون النقاش المتعلق بنص في المقرر التعليمي الجديد للتربية الإسلامية للسنة الأولى باكالوريا "إيديولوجي بشكل كامل". وسجل أن لجنة المناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تعتبر دراسة المقررات على أساس محور بيداغوجي "بالغة الأهمية"، مضيفا أن هذا المحور من البيداغوجيا "أساسي". وقال عبد الجليل الحجمري إنه "إذا ما تم إعداد المقررات من أجل جعلها أدوات إيديولوجية، فان تكوين الشباب لن يكون سليما"، مبرزا أن اللجنة تدعو وتصر دائما على هذه المسألة المتعلقة بالتفريق بين البيداغوجية والايديولوجية. وفي هذا السياق وتفاديا لهذا النوع من النقاشات، أضاف المتحدث أن اللجنة تقترح الإسراع بإعطاء الانطلاقة للهيئة الوطنية الدائمة للمراجعات والبرامج والمقررات، مضيفا أن هذه الهيئة المستقلة قادرة على جمع المتخصصين والديداكتيكيين، وأخد الوقت الكافي لمراجعة محتوى وشكل المقررات وتتبع تطور المواد والبرامج، إضافة إلى تنظيم ورشات لمصاحبة مصممي المقررات، على غرار باقي الدول، مشددا على ضرورة تفادي المواجهة بين التخصصات وتفكيكها". وسجل أنه لا مكان لهذا الجدال لأنه يجب تعليم هؤلاء التلاميذ والشباب ما يطلق عليه فن الجدل أي القدرة على دراسة النصوص والتعمق فيها، ثم الابتعاد عن هذه النصوص وتقييمها واستخراج الحجج وتفكيكها للخروج برأي مستقل"، مبرزا أن "اللجنة لا ترى ضرورة لسحب المقرر موضوع النقاش لأنه لا توجد أي نية للإضرار بالفلسفة".