في جو بارد، وأمام جمهور متوسط، دارت مقابلة المنتخب الأولمبي المغربي ضد نظيره الجزائري بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، مقابلة كانت تعد بالكثير سواء على المستوى التقني (الفريقان فازا في أول لقاء لهما بنتيجة عريضة) أو الحضور الجماهيري، الذي يعرف أن هذه المقابلة ضد الجزائر ليست كسائر المقابلات، رغم أن الأمر يتعلق بمباراة تدخل في إطار استعدادات الفريقين لتصفيات الألعاب الأولمبية لندن 2012. منذ دخول الفريقين أرضية الملعب، كانت كل الإشارات توحي بمقابلة غير عادية، حيث حضرت الأعلام المغربية بكثرة، وأمطرت الجماهير المغربية بعضها وأرضية الملعب بالمفرقعات، خصوصا أن تاريخ إجراء المباراة تزامن مع يوم عاشوراء، ولحظة عزف النشيد الوطني الجزائري، انخرطت الجماهير الحاضرة في موجة صفير لم يتمكن معها جميع الحاضرين سماع عزف النشيد الوطني الجزائريّ. وبعد عزف النشيد الوطني، الذي ألهب حماس اللاعبين وجماهير ملعب محمد الخامس، هذه الأخيرة التي شرعت في سب الرئيس الجزائري بوتفليقة "بوتفليقة، فلتذهب إلى الجحيم"، بالإضافة إلى التغني بمغربية الصحراء، وخلال الدقائق الأولى من الشوط الأول، والتي شهدت تسجيل المنتخب الجزائري للهدف الأول، غنت الجماهير الحاضرة أغنية "جيل جيلالة" العيون عينيا.." ليتضح أن قضية الصحراء المغربية طغت بشكل كبير على لقاء الفريقين. مفرقعات عاشوراء شكلت كذلك إحدى النقط البارزة خلال لقاء المنتخب الأولمبي المغربي ضد نظيره الجزائري، فخلال الشوط الثاني، وبينما كان اللاعبون الاحتياطيون لمنتخب الجزائر يقومون بحركات تسخينية، تعرضوا لقصف من طرف الجماهير المغربية، مما خلق نوعا من الهلع بين اللاعبين، ليضطروا إلى تغيير مكان إجراء التسخينات مرتين، خصوصا أن المفرقعات كانت ترفقها بين الفينة والأخرى قارورات مياه شكلّت خطرا لاعبي المنتخب الأولمبي الجزائري. وبالعودة إلى المعطيات التقنية للقاء، كان للهدف الأول الذي سجله المنتخب الجزائري تأثير كبير على لعب المنتخب الجزائري، الذي فضل العودة إلى الخلف واللعب على الهجومات المضادة، في حين تمكن المنتخب المغربي من فرض سيطرة واضحة على وسط الميدان، ولولا تألق الحارس الجزائري معزوزي سيدي أحمد، لتمكن لاعبو المنتخب المغربي من الفوز بحصة عريضة، حيث تفنّن كل من زكرياء حدراف وياسين لكحل وعبد المولى بنرابح والمهدي قرناص في تضييع العديد من الفرص السانحة للتسجيل، ليتمكن المنتخب الجزائري، في الوقت المستقطع من "قتل" اللقاء بعد تسجيله الهدف الثاني على إثر هجمة مضادة محكمة، معلنا عن هزيمة ثانية للمنتخب الأولمبي بعد تلك التي تعرض لها أما نظيره الإيفواري بهدفين لواحد على أرضية نفس الملعب. وفي تصريح لموقع "لكم" أشار المدرب الجزائري، آيت جودي عز الدين، إلى أن" المنتخب المغربي تحكم في وسط الميدان، غير أنه لم يتمكن في المقابل من الوصول إلى المرمى، نظرا لقوة لاعبي دفاع المنتخب الجزائري، كما يجب ألا ننسى أنه من الطبيعي أن يضغط علينا المنتخب الجزائري، لأنه يلعب بميدانه وأمام جمهوره".