بقلم عبد الرزاق طريبق بعد ثمان سنوات من التحضيرات باستثمارات فاقت ال44 مليار دولار غيرت ملامح شنغهاي القطب الاقتصادي والمالي للصين، تستعد المدينة مساء اليوم الجمعة، بحضور أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، لافتتاح معرضها العالمي "إكسبو 2010"، الذي تقول السلطات إنه الأكبر حجما ومشاركة وإبداعا على الإطلاق في تاريخ هذه التظاهرات الدولية. وتقيم المدينة ذات ال20 مليون نسمة، حفلا افتتاحيا ضخما ابتداء من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (ال 12 زوالا بتوقيت غرينيتش)، أبرز فقراته إطلاق آلاف من الشهب النارية والالعاب المائية على ضفتي نهر خوانغ بو، الذي يشق وسط شنغهاي والفضاء المخصص للمعرض، إضافة الى عروض موسيقية يحييها فناون عالميون. وسيفتتح المعرض رسميا غدا السبت الأول من ماي، من قبل الرئيس الصيني هو جين تاو. وتبلغ مساحة إكسبو شنغهاي 3ر5 كيلومتر مربع، وتشارك فيه أكثر من 192 دولة و50 منظمة دولية، ويتوقع أن يزوره مائة مليون شخص، نحو 96 في المائة منهم صينييون، وسيستمر لستة أشهر الى نهاية أكتوبر المقبل. ويشارك المغرب في المعرض بجناح من حوالي ألفي متر مربع (4000 متر مربع مبنية)، عبارة عن قصر مغربي الطراز فخم البناء والتصاميم والزخرفة، بمثابة متحف حي يعرض الثقافة المغربية في أبهى تجلياتها. ويعرض الجناح المغربي الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الصينية "قصر ألف ليلة وليلة" بإيكسبو شنغهاي في حين أطلق عليه وقع بايدو baidu الصيني "متحف المغرب"، أجواء تاريخية وثقافية وحياتية تنقل زوار الإكسبو في جولة ممتعة للتعرف على أساليب الحياة في مدن المغرب. ويمثل المغرب في حفل الافتتاح سفير صاحب الجلالة ببكين السيد جعفر لعلج حكيم الى جائب المفوض العام للجناح المغربي السيد أحمد عمور. ويحضر حفل افتتاح المعرض 20 من رؤساء الدول والحكومات من بينم رؤساء كل من فرنسا نيكولا ساركوزي، وفلسطين محمود عباس، وأرمينيا سيرج ساركيسيان، والمفوضية الأوربية خوصي مانويل باروزو، والكونغو دونيس ساسو نغيسو، وكوريا الجنوبية لي ميونغ باك، والغابون علي بونغو، وكينيا مواي كيباكي، ومالاوي بينغو وا موثاريكا، ومالي أحمدو توماني توري، ومالطا جورج أبيلا، ومنغوليا تساخيا ايلبيردورج، وميكرونيسيا ايمانويل موري، والسيشيل جيمس ميشيل. كما يحضر حفل الافتتاح الوزراء الأولون في كل من الكامبودج وكازاخستان وهولندا وكوريا الشمالية وفيتنام.وحسب سلطات المدينة، فقد تم استثمار ما بين 44 و59 مليار دولار في الإعداد للمعرض، أنفق جل هذا المبلغ في أعمال تحديث وتطوير شملت مختلف أرجاء المدينة من قبيل بناء أنفاق طرقية في وسطها ومحيطها، وقطارات الانفاق وتطوير المطارات والمراكز العامة والحدائق والمنتزهات، حتى تقدم المدينة للزوار وجها لصين متطورة وصاعدة كقوة عظمى. كما تم إنفاق نحو 2ر4 مليار دولار على تهيئة وتجهيز الفضاء الخاص للمعرض. وسيعطي المعرض إشعاعا قويا للمدينة التي تسعى السلطات الصينية لتطويرها كمركز مالي عالمي رئيسي، ومركز بحري ضخم لعبور السلع والبضائع. وأولت السلطات أهمية بالغة للأمن، ونشرت الآلاف من أفراد الشرطة، كما ضاعفت من عمليات المراقبة في مختلف أرجاء المدينة وعند بوابات المعرض، باستخدام أجهزة فحص متطورة، بحيث سيكون على مختلف الزوار المرور عبرها قبل دخول المعرض. ونظم في وقت سابق اليوم الحفل الرسمي لرفع أعلام الدول المشاركة في المعرض، وقال فانسون غونزاليس لوسيرتاليس الامين العام لمكتب المعارض الدولي، خلال الحفل، إن هذا الحدث "يمثل التزام المجتمع الدولي بالمشاركة في الحوار العالمي الذي يدعمه معرض شانغهاي". وأضاف "هذه الأعلام تذكرنا بأنه علينا أن نكون معا كمجتمع دولي تحت هدف واحد للسعي وراء الابداع الثقافي والاقتصادي والاجتماعي من أجل (مدينة أفضل .. حياة أفضل)"، وهو الشعار الرسمي للمعرض. ونقلت وكالة الانباء الصينية شينخوا عن الرئيس الصيني هو جين تاو قوله اليوم خلال استقباله لرؤساء دول يشاركون في حفل الافتتاح "إن المعرض يعد تجمعا عالميا مهما آخر بعد دورة ألعاب بكين عام 2008، كما أن هذه هي المرة الاولى التي تستضيف فيها دولة نامية هذا الحدث الكبير". وأضاف "في ظل الدعم القوي من بقية الدول النامية فان الصين متأكدة من استضافة معرض ناجح ورائع ومشهود". ويتوقع المنظمون أن يشهد معرض شانغهاي العالمي خمسة استعراضات فنية يوميا أثناء فترة إقامته، ليصل اجمالي عدد الاستعراضات الى 920، وسيكون بإمكان الزوار المحليين والأجانب الاستمتاع بالمهرجانات يوميا في حديقة المعرض. وكانت شانغهاي قد فازت بتنظيم المعرض في ديسمبر 2002 إثر منافسة قوية من بل كل من الأرجنتين وروسيا والمكسيك وبولونيا وكوريا الجنوبية.