نظم المركز العربي الأوروبي لمسرح الطفل والشباب، اليوم الجمعة بالرباط، ندوته الدولية الأولى في موضوع "البعد التربوي لمسرح الطفل"، بمشاركة فنانين وأساتذة ومهتمين بقضايا التربية والإبداع الموجهة للطفل. وأوضح السيد عبد الإله فؤاد، الرئيس العربي للمركز العربي الأوروبي لمسرح الطفل والشباب، في كلمة له بهذه المناسبة، أن المركز أحدث سنة 2009 بناء على رغبة العديد من الفعاليات المهتمة بقضايا المسرح والطفل، لتشجيع كل الابداعات والأبحاث المرتبطة بتوظيف المسرح في مجال التربية. وأضاف السيد فؤاد أن المركز يهدف إلى دعم التعاون ومد جسور الحوار بين أوروبا والعالم العربي في القضايا المتعلقة بمسرح الطفل والشباب، كما يهدف إلى الاهتمام بالجانب التربوي وبالقيام بأبحاث في هذا المجال من خلال ربط علاقات مع عدد من الجامعات الدولية والعربية لتبادل التجارب والخبرات وتبنى التجارب الإبداعية المشتركة في مجالات المسرح المختلفة، بما فيها التكوين والتدريب وكل ماله علاقة بالعمل المسرحي. وأكد المشاركون في هذه الندوة أن البعد التربوي هدف من أهداف المسرح بشكل عام ويحضر بقوة في مسرح الطفل، معتبرين أن هذا الفن يساهم في صقل شخصية الطفل لأنه وسيلة تربوية تعزز روح الإبداع وقيم التسامح والتبادل بين الأطفال. كما يساهم في إكساب الطفل مصادر المعرفة المختلفة، لأنه أكثر الفنون اقترابا من وجدانه وهو الكفيل بتدريبه على كيفية التعامل والتواصل مع الآخر. وأضافوا أن مسرح الطفل يجب أن تتوفر فيه العديد من الشروط لتحقيق أهدافه التربوية والتعليمية، ومن بينها أن تكون المسرحيات مناسبة لعمر الطفل والحرص على الاختيار الجيد لأدوار الشخصيات وأن تنمي قصة المسرحية قدرات الطفل اللغوية وحسه النقدي. وشدد المشاركون على أن مسرح الطفل لا يقل أهمية عن باقي الفنون الأخرى، نظرا للمجهود الذي يتطلبه تقديم عمل مسرحي لهذه الفئة، وليكون وسيلة قوية للإمتاع والفائدة في نفس الوقت، معتبرين أن المستقبل هو في أيدي الأطفال والشباب لذلك يجب منحهم الأدوات اللازمة لتحقيق أهدافهم خاصة من خلال الفن. من جهة أخرى، أبرزوا أن مسرح الطفل له خصوصية لكونه يعنى بشريحة مهمة في المجتمع، داعين إلى تطوير آلياته وأساليبه والنهوض بها لتقديم أعمال جيدة تساهم في تنمية معارف الأطفال وإكسابهم الخبرات والمهارات الضرورية في الحياة.