كتبت صحيفتا "الأهرام" و"المصري اليوم" اليوم الخميس أن المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري، كان معروفا بعمق تفكيره وجرأة تعبيره وهي سمة لا تتوفر لكثير من المفكرين والمثقفين العرب اليوم. ففي مقال تحت عنوان " غياب محمد عابد الجابري وحضور مفكر عربي"، أبرزت صحيفة "الأهرام" أن الجابري "لم ينشغل بالتنظير أو باختلاق قضايا شائكة وإنما تجاوز ذلك كله إلى الفعل الحقيقي"، مبرزة أن الجابري كان "أول من حول النص إلى خطاب واقترح بنية للعقل العربي". وأضافت أن تأثير الجابري تجاوز القلم والورق إلى فضاءات عربية متعددة، كما أنه كان من أكثر المفكرين الذين ساهموا في الربط المعرفي بين المشرق والمغرب. وتابعت "الأهرام" أن الجابري "بهذا المنطق لم يعرف كأستاذ للفلسفة في الجامعات العربية وحسب، وإنما عرف قبلها كمناضل كبير في جماعات العمل الوطني ضد الاستعمار الفرنسي للمغرب في بداية خمسينيات القرن العشرين". وإلى جانب مواقفه العملية الفعلية بالنضال ضد المستعمر، تضيف الصحيفة، كان الجابري أكثر المثقفين العرب وعيا في تعاملاته اليومية في العالم العربي. وعلى هذا النحو، تخلص "الأهرام" إلى أنه "لا يمكن أن نذكر الجابري اليوم دون أن نذكر قيمة العقل والعلم، فهو لم يتردد في عديد من مواقفه الجريئة أن يردد أن هجاءه كله لا ينصرف إلى إنسان بعينه أو فكر بعينه وإنما إلى الجهل في التعرف على القضايا العربية ومكانة العقل العربي في عواصف هذا العالم الكبير المضطرب". أما صحيفة "المصري اليوم"، فكتبت أن العقل العربي كان الشغل الشاغل للمفكر المغربي محمد عابد الجابري "حيث أخضعه للتحليل تماما كالطبيب الذي فحص مخا رآه معتلا". وأوضحت في مقال تحت عنوان "الجابري يترك العقل العربي ويرحل"، أن الراحل بكتاباته عن العقل العربي "حرك بهذا العمل الشهير مياه العقل العربي الراكدة الذي رآه عقلا مستقيلا لا يعمل، حتى لو كان قد أثار صدوره غيرة من المفكرين الذين يصل بعضهم إلى قناعة النقد من أجل النقد. "الآن رحل الجابري دون صخب تاركا هذا العقل تقريبا على نفس حالته التي لا تنبئ بخير" تضيف الصحيفة. وأشارت إلى أن الجابري نجح في أن يكون له نصيب في قامة فكرية عربية كقامة ابن خلدون، الذي أخضعه العديد من الباحثين فى كل أنحاء العالم للدرس والاستمتاع بنظرياته، مبرزة أنه تميز أيضا بشفافية "حين نقل ما يجوب بعقل المثقف الذي يراجع نفسه دوما فيما يتخذه من خطوات للقارئ".