31 دجنبر الجاري)، الذي يعد أكبر تظاهرة فنية وثقافية على مستوى القارة الإفريقية. وعلم لدى وزارة الثقافة أن المغرب سيشارك خلال هذا الحدث الكبير بحشد من الفنانين والصناع التقليديين الذين سيعملون على التعريف بمختلف أوجه وتجليات التراث الفني والثقافي بالمملكة. وأوضح المصدر ذاته أنه سيتم خلال هذه التظاهرة تقديم نظرة عن غنى وتنوع التراث والثقافة المغربيين من خلال الموسيقى والفنون التشكيلية والثقافة الحضرية ومعارض الصناعات التقليدية والخياطة التقليدية، مشيرا إلى أن وزير الثقافة السيد بنسالم حميش سيحضر حفل افتتاح المهرجان الذي ينطلق بعد غد الجمعة. ويعرف المهرجان العالمي للفنون الزنجية مشاركة دولية مهمة. وتم اختيار دولة البرازيل ضيف شرف المهرجان لكونها بلدا يضم أكثر من 80 مليون شخص من ذوي الأصول الإفريقية. وكما هو الشأن بالنسبة للبرازيل، فإن المغرب ظل على الدوام مرتبطا بالقارة الإفريقية، ليس فقط من خلال المعطى الجغرافي، وإنما أيضا من خلال المعطى التاريخي الضارب في القدم. وأفاد بلاغ لوزارة الثقافة بأنه "في هذا السياق، فإن العلاقات المغربية السنغالية المتجذرة عبر الزمن، والتي تحاول المشاركة المغربية التأكيد عليها، هي ما يفسر حضور المملكة في جميع الأحداث الكبرى التي تحتضنها دولة السنغال الشقيقة". وفي سنة 1966، شكلت الدورة الأولى للمهرجان العالمي للفنون الزنجية (1-24 أبريل)، التي نظمت بمبادرة من مجلة الحضور الإفريقي "بريزونس أفريكان" والجمعية الإفريقية للثقافة لليوبولد سيدار سنغور، حدثا غير مسبوق في التاريخ الثقافي للقارة الإفريقية. وحسب الرئيس-الشاعر سنغور، فإن الأمر يتعلق ب"التوصل إلى تفاهم أفضل بين الدول والأعراق، والتأكيد على مساهمة الفنانين والكتاب السود في مختلف التيارات الفكرية العالمية، وتمكين الفنانين السود من مختلف الآفاق من التفاعل مع نتائج أبحاثهم".وعرفت الدورة الأولى للمهرجان التي كانت تحتفي أيضا بالاستقلال الذي حققته البلدان الإفريقية آنذاك، مشاركة رموز أدبية وفنية خلال ذاك العهد من قبيل أندريه مالو، وإيمي سيزير، وجين برايس مارس، ودوك الينتون، وجوزيفين باكر، ولنغستون هيوغس وآخرين غيرهم. كما عرفت تلك الدورة حضور كافة الفنون بما فيها الموسيقى والفنون التشكيلية والأدب والرقص والسينما، انضاف إليها الفولكلور الإفريقي بمختلف تلاوينه. سنوات بعد ذلك، ستنظم الدورة الثانية للمهرجان الذي تجاوز النطاق الوطني ليشمل مجموع القارة الإفريقية بلاغوس (نيجيريا) سنة 1977. وأعدت لجنة التنظيم برنامجا غنيا ومتنوعا لهذه النسخة الثالثة من المهرجان التي تروم تقديم إشعاع فني وثقافي والاحتفاء بمرور خمسين سنة على استقلال العديد من الدول الإفريقية. وهكذا، سيشتمل المهرجان على جملة من الفعاليات التي تندرج في إطار الفنون المرتبطة بالعمارة التقليدية، والحرف والصناعات اليدوية، والفنون التقليدية، والفنون البصرية، والسينما، والرقص، والتصميم، والأدب، والأزياء، والموسيقى والغناء، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والمسرح. وإلى جاب ذلك، ستنعقد على هامش المهرجان منتديات وجلسات حوار ثقافي وفكري تتمحور حول إسهام العالم الزنجي في بناء الحضارة العالمية، وتتوزع على عدد من المواضيع تهم، على الخصوص، "إسهام الشعوب السوداء في مجالي العلوم والتكنولوجيا" و"مواطن الشتات الإفريقي جغرافيا، وسكانيا، وتاريخيا، وسياسيا" و"مشاركة الشعوب السوداء في الحروب التي أدت إلى إرساء دعائم العالم الحر" و"النهضة الإفريقية ومكانتها في إطار عملية إدارة شؤون العالم" و"ومناهضة الشعوب السوداء للهيمنة والاستعباد". وسيعرف حفل الافتتاح تنظيم عرض راقص ضخم يشارك فيه 2500 راقص يرسمون "المغامرة الرائعة للشعوب الإفريقية".