أكد المشاركون في يوم دراسي نظمته جمعية ( أزير لحماية البيئة )، مساء أمس السبت بالحسيمة، على ضرورة خلق محميات بحرية من أجل حماية أصناف السمك المصطادة لضمان استمرارية الموارد البحرية بسواحل البحر الأبيض المتوسط. وأجمعوا خلال هذا اللقاء، الذي خصص لتقديم نتائج البحث العلمي الذي أنجزته الجمعية حول موضوع "الخصائص البيولوجية والايكولوجية للمنطقة البحرية الممتدة بين رأس كيلاطيس ورأس سيدي احسين"، على أن خلق محميات بحرية يعتبر فضاء مناسبا للحفاظ على الثروة السمكية، وبالتالي وفرة الإنتاج والمخزون السمكي الذي أصبح في تراجع تدريجي والمساهمة في حماية بعض الأنواع من الأسماك التي أصبحت معرضة للانقراض وتوفير المزيد من فرص الشغل. وأكدوا على ضرورة العمل على تطبيق القانون لمحاربة جميع أساليب الصيد البحري غير المستدامة، منها الصيد بالجر الذي يدمر الأعماق البحرية ويقضي على بيض الأسماك، وكذا على أعداد هائلة من صغارها، والصيد بالشباك العائمة التي تستعمل لصيد السمك من نوع (أبو سيف) غير أنها تتسبب ولكن في الوقت نفسه قتل جميع أنواع الكائنات البحرية الكبيرة (الحيتان والدلافين والسلاحف البحرية وأسماك القرش) . ومن أساليب الصيد المحرمة دوليا، الصيد بالمتفجرات (الديناميت) الذي ينتشر على السواحل الجرفية على امتداد المتوسط المغربي، والصيد بواسطة "سلفان النحاس" الذي يلوث الحياة بالبحر، وصيد الأسماك الصغيرة دون الحجم القانوني الذي يؤدي إلى نقص وتراجع المخزون السمكي، والصيد بالغوض بدون مراقبة والذي يسبب بدوره في القضاء على بعض الأصناف المستقرة التي تعيش في نفس المكان كسمك الميرو على سبيل المثال . وتعتبر المناطق الشاطئية، حسب بعض المتدخلين، الأماكن الوحيدة التي تختارها الأسماك من أجل التوالد والتكاثر ، مبرزين أن تلوث هذه المناطق بسبب الزيوت المحروقة والبنزين والنفايات الصلبة والسائلة ينعكس سلبا على عمليات الصيد البحري برمتها . وفي هذا السياق، أوضح رئيس جمعية ( أزير لحماية البيئة ) السيد محمد أندلسي أن هذا البحث العلمي يدخل في إطار مشروع التدبير المستدام للماء والنفايات المنزلية الصلبة والثروات السمكية الطبيعية (2008-2010) لخمس جماعات قروية (أولاد أمغار وبودينار وأيت مرغنين وتمسمان وتزغين) والذي تم إنجازه في إطار شراكة ما بين الجمعية وجمعية ( تسغناس للثقافة والتنمية) بالناظور، وجمعية ( مؤتمر التعاون من أجل السلام) الاسبانية بغلاف مالي يناهز 985 ألف و793 أورو من تمويل الاتحاد الأوروبي. ومن الأنشطة التي تم إنجازها في إطار هذا المشروع بناء سوق للسمك على مساحة تقدر بألف و90 متر مربع ، ويضم 120 محلا ، وبناء محطة بيولوجية لمعالجة المياه العادمة بالسوق نفسه، وتجهيز غرفة التبريد وإنتاج الجليد، ووضع شبكة للمياه الصالحة للشرب بقرية سيدي موسى، وتنظيم حصص التكوين لفائدة 12 مدرسة ابتدائية وإعدادية في التربية البيئية، وطبع كتاب خاص للتربية البيئية . كما تم تكوين 600 بحري بين كيلاطيس وسيدي حساين في القانون البحري والبيئة البحرية والتسيير الإداري والمالي للتعاونيات وقانون السلامة البحرية، ووضع آلات جر القوارب ، وتوزيع أدوات الصيد والسلامة البحرية على 600 مستفيد، واقتناء شاحنة مجهزة بآلة التبريد لنقل الأسماك، وإنجاز دراسة من أجل خلق محمية بحرية.