أكد فاعل جمعوي أن طائر " الحسون " بقلعة السراغنة والمعروف ب"طائر الملوك" ، يعد من أحسن أصناف الطيور المغردة بالمغرب من حيث الصوت والشكل. وأوضح مصطفى تيسير رئيس جمعية قلعة السراغنة لتربية الطيور المغردة والمحافظة على البيئة ضمن تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة احتضان هذه المدينة لأول مرة للبطولة الوطنية في صنف طائر الحسون الويداني ، نسبة إلى منطقة الويدان بمراكش ، أن هذا الطائر الجميل يواجه حاليا جملة من التحديات المهددة بانقراضه. وأجملها مصطفى تيسير في ما يتعرض له طائر الحسون من مخاطر استعمال المبيدات الكيماوية والصيد العشوائي والتهجير وهي عوامل تساهم مجتمعة ، إلى جانب ظاهرة الجفاف ، في التعجيل بانقراض هذه الفصيلة من الطيور المغردة التي كانت تؤثث بساتين وحقول منطقة السراغنة وتجعل منها منتزهات طبيعية خلابة. وأضاف أن طائر الحسون ،الذي حمله الأمويون من الشام إلى الأندلس ومن الفردوس المفقود إلى المغرب ، عرف بطائر الملوك ، لما يمتاز به من رونق وبهاء في مظهره المكسو بألوان متناغمة تجمع بين بني وأصفر وأزرق وأحمر ، وفي ما يصدح به من تغاريد بديعة وصافية قابلة للتطور والتحسن من خلال قدرته الخارقة على التأقلم مع كل الطيور المغردة مثل "المالينوا" و"الفلاوتا" من فصائل الكناري والحسنية ( العندليب) ومحاكاتها بل والتفوق عليها في الأداء. وحسب رئيس الجمعية فإن هذه التظاهرة التي تنظم لأول مرة بمدينة قلعة السراغنة ، جاءت أولا ، لإشاعة ثقافة الاهتمام بالطيور المغردة التي تعني الحفاظ على التوازنات البيئية ، وثانيا ، لرد الاعتبار لمنطقة السراغنة المعروفة منذ القدم بطيورها التي أصبحت اليوم عملة صعبة ونادرة في ظل التحولات والإكراهات الطبيعية المؤثرة إلى حد بعيد في تقليص عدد هذه الفصائل من الطيور المغردة وتشجيع الشباب على تربيتها وحمايتها من الإنقراض ، مشددا على أن الجمعية تطالب بتصنيف " الحسون " ضمن الطيور المهددة بالإنقراض. وعرفت هذه البطولة التي توجت نتائجها بتوزيع جوائز رمزية و تشجيعية على الفائزين في منافسات أحسن الطيور المغردة من صنف الحسون الويداني ، مشاركة 23 جمعية لمربي الطيور من مختلف جهات المملكة بما يزيد عن 60 طائرا متباريا. ومن جهة أخرى أكد عبد الحق الزهويلي رئيس الجامعة المغربية لعلم الطيور أن طائر" الحسون الحر " المتعارف عليه بأسماء محلية متعددة في عدد من مناطق البلاد ، هو من الطيور المتميزة بقدرتها الخارقة على محاكاة غيرها من الطيور في ترديد ما تصدح به من تغاريد ، لكنها تبقى قابلة لتطوير أدائها من قبل الحرفيين المتخصصين في تلقين هذه الأصناف تغاريد جديدة وصافية من الشوائب. وأبرز أن الجامعة تسعى إلى إقامة شراكات مع الجمعيات المهتمة بحماية الطيور على الصعيدين الوطني والدولي قصد الاستفادة من التجارب المحلية والأجنبية في هذا المجال وخلق حدائق للطيور بالمناطق المؤهلة لاحتضانها مثل قلعة السراغنة لإشاعة ثقافة بيئية متوازنة في أوساط الأجيال الصاعدة. وعن خاصية طائر " الحسون الويداني " لاحظ يوسف لعريني رئيس لجنة حماية هذا الطائر ، أنه يتميز بمحافظته على " تقاسيم " تغاريده كما هي في الطبيعة ، فضلا عن إمكانية إزالة ما يشوبها من عيوب ( نشاز ) من قبل الحرفيين وذلك عبر التقنيات المتعارف عليها لدى مربي الطيور والتي أصبحت متطورة حاليا باستخدامها للحاسوب في تلقين الطائر تغاريد خالية من الشوائب العالقة بمحفوظاته والناتجة عن تأثره بما تردده طيور أخرى من حوله. وعلى صعيد آخر دعت الجمعيات المشاركة في هذه التظاهرة إلى ضرورة العمل على رد الاعتبار لطائر الحسون ومراجعة بعض القوانين التي تعود إلى عهد الحماية والتي تتعامل معه مثل تعاملها مع جحافل الجراد أو الطيور المهددة لمحاصيل المزارع والحقول مع سن قوانين جديدة تروم تشجيع توالد وتربية هذه الفئة من الطيور المغردة ووقف نزيف تهجيرها وصيدها دون قيود أو شروط.