توجت فعاليات الدورة الثانية لموسم الولي الصالح سيدي عبد الرحمان، اليوم الثلاثاء، بتنظيم موكب "النحيرة" الشعبي الذي انطلق من مقر بلدية المدينة عابرا عددا من شوارع المدينة وصولا إلى ضريح الولي الصالح حيث أقيمت مراسيم الذبيحة. وقد غصت جنبات شوارع وأزقة عبور موكب "النحيرة" بجماهير غفيرة من ساكنة المدينة وزوارها لتتبع أطوار هذا الحفل التقليدي بطقوسه العريقة على إيقاعات الحضرة الحمدوشية التي يرجع تاريخها إلى قرون مضت. وظل سكان قلعة السراغنة منذ القدم يحافظون على هذا التقليد ويحترمون طقوسه في أبسط جزئياته عبر تنظيم احتفالات وحلقات دينية وأمسيات قرآنية وأذكار، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذا إقامة استعراض للخيول وإبراز مهارات ركوبها والتنافس في سباقاتها الشعبية (التبوريدا) واختيار الذبيحة، وتقاسم الطعام مع المشاركين في الموسم من مختلف القبائل المجاورة. وفي هذا السياق، أكد السيد نور الدين آيت الحاج رئيس المجلس البلدي لمدينة قلعة السراغنة أن المجلس عكف هذه السنة على تطوير هذا الموروث الحضاري حتى يضمن له الاستمرارية في ظل مواكبته لروح العصر من خلال تنظيم تظاهرات موازية تعرف بالتراث المحلي الأصيل وتكشف عن أبعاده الثقافية والحضارية لدى الأجيال الصاعدة. وأوضح السيد آيت الحاج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يتم العمل على تطوير الموروث المحلي عبر تنظيم لقاءات فكرية وتاريخية لإظهار ما يحمله من دلالات ثقافية وحضارية، والحفاظ على تقاليد المجتمع في ألعاب الفروسية والفنون الشعبية. واستقطب الموسم، على مدى ثلاثة أيام، نحو 250 ألف زائر تابعوا، حسب المنظمين، فقرات برنامجه المتنوعة ومن بينها ألعاب الفروسية التقليدية والحلقات الشعبية الموزعة على مختلف فضاءات المدينة، وعلى الخصوص مسرح الهواء الطلق بدار الثقافة وساحة الحديقة الأندلسية. كما شهدت دار الثقافة تنظيم ندوة علمية حول تاريخ السراغنة وأصول قبائلها واستقرارها وانتشارها في عدد من مناطق المملكة منذ العهد الموحدي مرورا بعدد من الحقب التاريخية ومن بينها على الخصوص فترة الاستعمار الفرنسي ومقاومة القبائل له. وشارك في هذه التظاهرات 15 مجموعة فولكلورية تمثل مختلف مناطق المملكة من ضمنها الأقاليم الصحراوية، و47 مجموعة من فرق الخيالة بمجموع 700 فرس مغربي أصيل.