عبر المغرب، أمس الثلاثاء، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عن " انشغاله العميق " بخصوص حالة الجمود التي تعرفها مفاوضات السلام بالشرق الأوسط. وقال السيد محمد لوليشكي السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، إن المغرب " يعبر عن انشغاله العميق إزاء حالة الجمود الذي تعرفها كافة الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى إحياء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين". ودعا المنتظم الدولي إلى إبداء "الصرامة والفعالية" من أجل خلق مناخ ملائم لاستئناف المفاوضات وتفادي كل ما من شأنه أن يعرقل هاته المحادثات وخاصة التدابير الأحاذية الجانب من إسرائيل. وتعرف مفاوضات السلام حالة من الجمود منذ شتنبر الماضي بسبب رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية. وبعد أن أعرب عن قلقه إزاء تزايد العقبات التي تعرقل استئناف مفاوضات السلام، شدد السيد لوليشكي على أن هذا القلق "لن يضاهيه سوى اعتقادنا الراسخ بكون مسلسل السلام يعد الاختيار النهائي الذي يجب أن يؤدي إلى سلام شامل وعادل يضمن الحقوق المشروعة وأمن دول المنطقة". وأضاف أن "المغرب يتابع بتفاؤل المبادرات العديدة التي تقوم بها الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي في هذا المجال"، معبرا عن أمله في أن تساهم هذه الجهود في استئناف المفاوضات "على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام وخارطة الطريق ". كما عبر السيد لوليشكي عن أمله في أن يمكن موقف المجتمع الدولي الداعم لتحقيق سلام شامل وعادل، الشعب الفلسطيني من استعادة حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف. ومن جهة أخرى انتقد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية الرامية لتهويد القدسالشرقية، وتشويه طابعها الفلسطيني، في انتهاك صارخ لقرارات الأممالمتحدة. وأبرز السيد لوليشكي أن "المغرب، ومن خلال رئاسة صاحب الجلالة للجنة القدس، يجدد قلقه العميق ويدين الممارسات غير الشرعية لقوات الاحتلال الاسرائيلية في القدسالشرقية الهادفة لتغيير طابعها القانوني، والديموغرافي والديني"، داعيا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته بإلزام إسرائيل وقف مثل هذه الممارسات، واستئناف المفاوضات. وحسب السيد لوليشكي فإن "هذه المقاربة كفيلة بخلق زخم جديد والحفاظ على روح التوافق والتضامن الضرورين لتحقيق السلام الذي ننشده جميعا". كما نوه السفير بالإرادة التي تحذو الدول العربية لإرساء سلام واقعي وحقيقي، مذكرا بالإلتزام الراسخ للمملكة "بالعمل من أجل التوصل إلى تسوية عادلة ونهائية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني".