قدم الوفد المغربي المشارك في اجتماع المؤتمر الثاني عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي المنعقد حاليا في بيروت تجربة المغرب في مجال إصلاح المنظومة التربوية مبرزا انخراط المملكة في مسلسل إصلاح منظومة التربية والتكوين والتعليم العالي منذ عشر سنوات. وفي مداخلة أمام المؤتمر أبرزت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي أن هذا الاصلاح تمثل في إعادة هيكلة الجامعات المغربية وإيلائها الاستقلالية المادية والمعنوية وإشراك الفاعلين والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين في مجالسها ليجعلها أكثر انفتاحا على محيطها وكذا اعتماد نظام الاجازة والماستر والدكتوراة المبني على نظام الوحدات والتقييم المستمر. وأكدت السيدة العابدة أن من أهم نتائج هذا الاصلاح الذي اعتمده المغرب التوجه نحو مهنة المسائل الجامعية مع إحداث الاجازات المهنية والماستر المتخصص التي ستتضاعف أعدادها في أفق الاربع سنوات المقبلة (2012 ) وفق منهجية الاعتماد والتقويم ووضع معايير للجودة ودعوة الجامعات للعمل في إطارها . وأكدت أن الوزارة ساهمت أيضا في المبادرة الوطنية لتكوين 10 آلاف مهندس في أفق 2010 كما أنها تساهم في تكوين طلبة في ميادين الخدمات المرحلة وتكوين 3300 طبيب سنويا في السنوات المقبلة استجابة لمتطلبات المجتمع وسوق العمل. وفي ما يخص البحث العلمي قالت كاتبة الدولة إن الحكومة المغربية تبنت استراتيجية وطنية إلى حدود 2025 للنهوض بالبحث العلمي والتنمية التكنولوجية جددت من خلالها الاولويات الموضوعاتية وركزت على ربط البحث العلمي بالمشاريع التنموية القطاعية الوطنية كالميادين الصناعية والطاقية والفلاحية والسياحية والتكنولوجيا الرقمية والمحافظة على البيئة . وأكدت أنه لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية رصدت الدولة الامكانيات المادية اللازمة وفقا للمؤشرات والنتائج المتعاقد عليها مع الجامعات مشيرة في هذا السياق إلى أن الحكومة أحدثت صندوقا وطنيا لتمويل البحث العلمي والتنمية التكنولوجية. وشددت المسؤولة المغربية على أهمية العنصر البشري في إنجاح هذه المشاريع وأنه لذلك تقرر تخصيص الامكانيات والوسائل للتكوين المستمر للعاملين بقطاع التعليم العالي. واشارت إلى أنه ووعيا من المغرب بأهمية العمل المشترك ونظرا لهيمنة التكتلات الاقتصادية الدولية والجهوية فمن الضروري تطوير التعاون في ميدان التعليم العالي بين الا قطار العربية وذلك بتشجيع تحرك الطلبة في الوطن العربي وتبادل الاساتذة الباحثين وتبادل التجارب الناجحة وتعزيز العمل المشترك في ميادين ومواضيع البحث العلمي ومن أجل الحصول على تمويلات أجنبية في ميادين البحث العلمي والتنمية التكنولوجية في إطار شبكات وتكتلات جامعية. تجدر الاشارة إلى أن الوفد المغربي برئاسة كاتبة الدولة ضم في عضويته بالخصوص الاستاذ محمد بركاوي رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء والأستاذ زاير المجيد مدير التكنولوجيا بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي.