حقق العداء المغربي محمد أحنصال خطوة هامة نحو إحراز لقبه الثالث على التوالي في ماراطون الرمال عقب فوزه بالمرحلة الثانية من الدورة 25، التي ربطت اليوم الإثنين على مسافة 5ر35 كلم، بين منطقتي خرمو وجبل الأوتفال (إقليمالرشيدية). وإلى جانب فوزه بالمرحلة (2س و49د و05ث)، نجح أحنصال (بطل دورتي 2008 و2009) في توسيع الفارق الزمني بينه وبين أقرب منافسيه إلى 17د و35ث في الترتيب العام المؤقت، محققا بذلك توقيتا مريحا سيجعله يخوض باقي مراحل الماراطون بكثير من الارتياح. وتقدم أحنصال خلال هذه المرحلة، التي تميزت بإعلان المغربي عزيز العقاد (الثالث في دورتي 2007 و2008 ووصيف بطل الدورة الماضية) انسحابه في الكلم الخامس بسبب الإصابة، على العداء الأمريكي ميكايل وارديان (2س و58د و10ث) والأردني سلامة الأقرع (3س و01د و14ث). وسلك أحنصال أسلوبا ذكيا في بداية السباق، حيث ترك المبادرة لمنافسيه إلى حدود الكيلومتر الثامن قبل نقطة المراقبة الأولى (4ر11 كلم)، التي اجتازها ثانيا إلى جانب الأمريكي وارديان في زمن قدره 26د بفارق ثلاث دقائق خلف الأردني الأقرع (23د). وعند مغادرة نقطة المراقبة، التي تميز مسارها بكثرة الحصى وبالمنحدرات والكثبان الرملية، بادر أحنصال إلى الرفع من إيقاعه ليلحق بالأقرع قبل حوالي سبع كيلومترات من نقطة المراقبة الثانية (3ر20 كلم) ليعبرانها سويا. وواصل أحنصال، بعدما تخلص من المراقبة اللصيقة التي فرضها عليه الأقرع، تقدمه بل وابتعد عن باقي المنافسين ليعبر نقطة المراقبة الثالثة والأخيرة، التي وضعت عند سفح جبل الأوتفال (3ر28 كلم) وحيدا ومنها إلى خط النهاية. وتميزت مرحلة اليوم على غرار المرحلة السابقة بالطقس الحار (36 درجة) وبتضاريسها الصعبة التي تنوعت هي أيضا بين التلال الرملية والمنحدرات وبكثرة الحصى وخاصة الصعوبات التي واجهت جل المتسابقين عند عبور جبل الأوتفال حيث كان عليهم تسلقه بواسطة حبال وضعت لهذا الغرض والمخاطر التي واجهوها عند النزول منه. ولدى الإناث، بذلت العداءة المغربية ديدي تودة، حاملة لقب النسختين الماضيتين، مجهودا مضاعفا للفوز بمرحلة اليوم وتدليل فارق الثلاث دقائق التي تفصلها عن الإسبانية مونيكا أكيليرا، الفائزة بمرحلة أمس، ونجحت في ذلك على امتداد نقط المراقبة الثلاث حيث عبرتها بفارق مريح قبل أن تفقد هذا الامتياز عند الصعود إلى جبل الأوتفال لفائدة العداءة الإسبانية المتخصصة في رياضات تسلق الجبل. وتمكنت مونيكا من تجاوز ديدي مباشرة بعد النزول من الجبل لتتقدم نحو خط النهاية الذي عبرته في توقيت 3س و57د و33ث بفارق 3د و24ث أمام العداءة المغربية (4س و00د و58ث) في حين عاد المركز الثالث للهولندية جولاندا لانسونين، صاحبة المركز الثاتني في المرحلة الأولى، (4س و12د و14ث)، ونجحت مونيكا، التي شكلت حتى الآن ظاهرة هذه الدورة في فئة الإناث، في توسيع الفارق في الترتيب العام المؤقت عن تودة إلى 6د و16ث بعدما كان بالأمس 3د و31ث وهو ما سيتطلب من العداءة المغربية بذل جهود مضاعفة إن هي أرادت الحفاظ على لقبها. وتميزت مرحلة اليوم بانسحاب العديد من المشاركين، ثلاثة منهم في نهاية مرحلة أمس وإثنين لم يتمكنوا من أخذ الانطلاقة اليوم، إضافة إلى المغربي عزيز العقاد. وفي أعقاب هذه المرحلة قال أحنصال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إنه من السابق لأوانه الجزم بالنتيجة النهائية لماراطون هذه السنة خاصة وأنه لازالت هناك ثلاث مراحل وكل شيء ممكن". وأضاف أن مرحلة اليوم كانت صعبة للغاية خاصة صعود جبل الأوتفال والنزول منه دون إغفال عامل الحرارة المرتفعة، مؤكدا في الوقت ذاته نيته الاستبسال في سبيل الدفاع عن اللقب الذي في حوزته. أما ديدي تودة فعبرت عن أسفها لضياع الفوز منها خاصة وأنها قامت بسباق جيد منذ الانطلاقة، غير أن العداءة الإسبانية، المتخصصة في رياضة تسلق الجبل، أجهضت هذا الحلم عند سفح الجبل. وأشارت تودة إلى أن حماسها لن يفتر وستعمل على بذل المزيد من الجهد خاصة وأنه لازالت هناك المرحلة الرابعة الطويلة والأصعب والتي سيتحدد في ضوء نتيجتها بشكل كبير العداءة التي ستحرز لقب هذه السنة. أما عزيز العقاد، فقال وكله حسرة، إن الإصابة حرمته من تحقيق حلم طالما راوده والمتمثل في الفوز بإحدى دورات ماراطون الرمال، مضيفا أن "مجهود أكثر من ثمانية أشهر من الاستعداد المضني والشاق تبخر في رمشة عين". وأشار العقاد إلى أن خسارته اليوم كانت مزدوجة لكون زملاءه في فريق (رحال)، الذي ينتمي إليه في هذه الدورة، سيفتقد جهوده خاصة وأنه كان يعول عليه كثيرا. وستربط المرحلة الثالثة، المقررة غدا الثلاثاء بين منطقتي جبل الأوتفال وتاوريرت موشن، على مسافة 40 كلم.