أخيرا أفرجت جبهة البوليساريو الانفصالية عن مصطفى سلمى ولد مولود بعد فترة اعتقال دامت 15 يوما ، وكان مصطفى سلمى قد دعا خلال ندوة صحفية بمدينة السمارة الصحراوية إلى تبني خيار الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب كحل متوافق عليه لنزاع الصحراء بين الجبهة الانفصالية والمغرب . وقال بلاغ أصدرته جبهة البوليساريو أمس الأربعاء ، أنها اتخذت قرار الإفراج عن مصطفى سلمى " تلبية لنداءات ومطالب الدول والمنظمات الإنسانية " ، وأضاف البيان أن " قرار الإفراج عن مصطفى سلمى اتخذته السلطات الصحراوية في بلدة المهيريز المحررة " . وتعليقا على الإفراج عن ولد سلمى قالت مصادر إعلامية مغربية إن إطلاق سراح مصطفى سلمى يعد انتصارا لحقوق الإنسان ، وانتصارا لمصطفى سلمى نفسه ، مشيرة إلى أن هذا الإفراج سيفتح الباب أمام الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف كي يعبروا عن آرائهم بحرية . أما وزارة الخارجية المغربية فقد قالت في بلاغ أصدرته بالمناسبة أوضحت فيه أن الإفراج عن مصطفى سلمى " نتيجة للتعبئة القوية والفعالة لجميع القوى الحية والمنظمات الوطنية والدولية المتمسكة بالمبادئ السامية لحقوق الإنسان " ، واعتبرت ذلك نتيجة للضغوط التي مورست على الجزائر بالنظر " إلى مسؤوليتها القانونية والسياسية التي لا تقبل الجدل في هذا المجال " . وذكرت مصادر إعلامية مغربية إن البوليساريو اقتادت بالفعل مصطفى سلمى صباح أمس نحو منطقة المهيريز وأطلقت سراحه هناك في مكان مجهول ، بينما تضيف ذات المصادر أن السلطات المغربية رفضت تأكيد خبر الإفراج إلى حين تأكيد مصطفى سلمى بنفسه خبر إطلاق سراحه . وتعليقا على خبر الإفراج ، قال المحجوب السالك ، زعيم تيار " خط الشهيد " المعارض لجبهة البوليساريو، إن إطلاق سراح ولد سيدي مولود " فضيحة وهزيمة سياسية لقيادة جبهة البوليساريو، ونصر لولد سيدي مولود، وما يدعو إليه " . وأوضح السالك، المقيم بمدينة بلباو بإسبانيا، أن إطلاق سراح ولد سيدي مولود تم " بضغط من الجزائر التي تعرضت للكثير من المشكلات بسبب توالي المظاهرات أمام السفارات والقنصليات الجزائرية في العالم للمطالبة بإطلاق سراحه " ، على حد قوله. ورجح السالك عودة ولد سيدي مولود إلى المغرب " لمواصلة كفاحه من مدينة السمارة لإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده، رغم أن إطلاق سراحه يعطيه القوة والشرعية ليتحرك داخل المخيمات»، بحسب رأيه وأضاف السالك أن " قيادة البوليساريو ستضع أمامه الكثير من العراقيل إذا بقي داخل المخيمات، ولا أستبعد أن تدبر عملية اغتياله " .
