سنوات عديدة مرت على مشروع تزويد ساكنة منطقة : ( كير الأوسط ) بالماء الشروب... فقد تم حفر بئر ارتوازية عميقة ، أكد كل المتدخلين والاختصاصيين الذين عاينوها ، بأنها تختزن كميات هائلة ، وذات جودة عالية.. ثم قامت الجهات المعنية - موازاة مع ذلك - بإحداث شبكة للتوزيع ، وبالإشراف المباشر على تكوين جمعية ، عهد إليها بتشغيل المضخة وصيانتها... غير أن مكتب هذه الأخيرة ، لم يستطع - مع مرور الأيام - مجاراة مستلزمات ومصاريف الوقود وقطع الغيار .. وعجز كذلك عن إيجاد حلول للمشاكل الهامشية ، التي كانت تطفو إلى السطح من وقت لآخر... مما أدى في نهاية المطاف ، إلى حرمان عشرات المواطنين ، إضافة إلى تلاميذ و أطر مؤسسة " الإمام الغزالي " الإعدادية ، من نعمة مقدسة ، جعل الله منها كل شيء حي...و دفعهم - منذ ما يربو عن سنتين - إلى الاستعانة بآبار ، لا تبعد غالبيتها عن حفر الصرف الصحي إلا بأمتار معدودة .... وإلى تنظيم مسيرات و وقفات احتجاجية ، عبروا من خلالها عن مشاعر تذمرهم وإحباطهم........ وإذا كانت القريتان ، قد استبشرتا خيرا ، في مستهل الخريف المنصرم ، بعد أن راجت أنباء مفادها ، أن الجماعة الأم ، رصدت غلافا ماليا ، قدر ب 19 مليون سنتيم ، لربط مستودع المضخة بالكهرباء ، و أن المجلس الإقليمي سيتولى توفير المبلغ الإضافي ، الذي تتطلبه صفقة الأشغال..... فإن اليأس سرعان ما عاد ليدب في النفوس من جديد ... بل و أدى طول الانتظار و انسداد الأفق ، إلى فتح الباب على مصراعيه أمام الإشاعات والتأويلات والتخوفات... فهل سيشهد المستقبل المنظور ، انفراجا في هذه الأزمة الإنسانية المزمنة و الغامضة ؟؟؟