دعا رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني الخميس بمراكش، إلى تحسيس الأطفال بحقوق الإنسان في سن مبكر، لضمان أجيال صاعدة تحترم هذه القيم وتضطلع بحقوقها الكاملة ويكونون مواطنين صالحين. وقال الوزير، في تصريح صحفي خلال زيارة لمدرسة "الجبل الأخضر" بالمدينة الحمراء التي خصصت، على غرار كافة المؤسسات التعليمية عبر المملكة جزء من الحصص المدرسية الصباحية للنهوض بقيم ومبادئ حقوق الإنسان، "إن أطفال اليوم هم رجال الغد، وتحسيسهم في وقت مبكر بحقوق الإنسان، يمكن من جعلهم مواطنين صالحين". وأوضح بلمختار أن هذه المبادرة، المنظمة بمناسبة الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الذي انطلقت أشغاله اليوم الخميس بمراكش، لها قيمة رمزية "قوية"، بالنظر إلى أن للأطفال أيضا واجبات يجب أن تحترم، وفي المقام الأول الحق في التعليم. وأضاف أن هذا الحق أصبح اليوم ليس فقط شرعيا بل قانونيا، نظرا لكونه يندرج ضمن مقتضيات الدستور، موضحا أن كافة الفاعلين المعنيين مطالبين بالعمل حتى لا يكون هناك طفل محروم من حقه في التعليم. وشدد السيد بلمختار على المسؤولية الكبيرة التي يتحتم أن تضطلع بها الأسرة في هذا الميدان، مضيفا أن التحديات الواجب رفعها لا تقتصر فقط على ما يتعلق بولوج الأطفال إلى التعليم، لكن، كذلك، نجاحه في المدرسة التي يجب أن تكون مصدر تحفيز. من جهته، قال الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، السيد عبد العظيم الكروج، إن أحد الاستثمارات الأكثر أهمية المنجزة من قبل المغرب هي تلك المتعلقة بتربية الأجيال الصاعدة وتحسيسها بكل ما هو مرتبط بحقوق الإنسان والمواطنة. وأضاف السيد الكروج أن نظام التربية الوطنية حقق عدة مكتسبات في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان، سواء على مستوى المقررات، والنظم البيداغوجية، والكتب المدرسية، أو الحياة المدرسية بصفة عامة. وأكد الوزير أن أحد أهداف هذه المبادرة، التي تم إعطاء انطلاقتها بمناسبة منتدى مراكش، جعل من النهوض بثقافة حقوق الإنسان ممارسة يومية بالنسبة للتلاميذ، مضيفا أن تنظيم هذا المنتدى من قبل المغرب هو اعتراف بالجهود التي تبذلها المملكة من أجل تكريس ثقافة حقوق الإنسان على جميع المستويات. من جهته، قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد إدريس اليزمي، إن أزيد من ستة ملايين طفل مغربي في جميع الأقسام بالمملكة تحاوروا اليوم حول حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه اهتموا بهذه الحقوق ليعلمونها. وأضاف السيد اليزمي أن "هذه اللحظة ستخلف أثرها في مناهجهم المدرسية وربما تكون بداية الوعي المدني والوطني لدى مسؤولي ومواطني الغد". من جانبه، أكد المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، المحجوب الهيبة، أن هذه المبادرة ليس لها فقط قيمة رمزية، بل أيضا بعد أساسي مرتبط بتعليم حقوق الإنسان في المدارس بواسطة النظم البيداغوجية الحديثة الكفيلة بتمكين الأطفال من اكتساب مبادئ وقيم هذه الحقوق. واعتبر أن هذه التربية أساسية، حيث يجب أن تكون بشكل تفاعلي، وبطريقة تجعل الطفل يتجاوب مع أستاذه، وتساهم أيضا في تكوينه الشخصي في مجال حقوق الإنسان. وأبرز السيد المحجوب الهيبة أنه يوجد بالمغرب الوعي والقدرة للنهوض بتعليم حقوق الإنسان، مضيفا أن المدرسة مطالبة بالمشاركة في النهوض بثقافة حقوق الإنسان إلى جانب الفاعلين الآخرين المعنيين، من ضمنهم الأسرة والإعلام. تجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم أنشطة تربوية تمحورت حول حقوق الإنسان، اليوم الخميس، بأزيد من عشرة آلاف مؤسسة للتعليم عبر المغرب، بمشاركة حوالي 8ر6 مليون تلميذ، وذلك بمناسبة احتضان المملكة للدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الانسان (27 - 30 نونبر الجاري بمراكش). وتأتي هذه المبادرة تتويجا لسلسلة من أنشطة تربوية في موضوع قيم ثقافة حقوق الإنسان، كانت دعت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني إلى تنظيمها بشراكة مع اللجنة التحضيرية للمنتدى، بهدف تكريس مبادئ وقيم حقوق الإنسان، باعتبارها إرثا إنسانيا مشتركا، وإبراز وجاهة اختيار المغرب لاحتضان هذه التظاهرة الدولية الهامة. وتروم هذه المبادرة التربوية تعزيز الدينامية التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في مجال تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، من خلال مراجعة وتنقيح 122 كتابا مدرسيا من المضامين المنافية لمبادئ وقيم حقوق الإنسان، وتكوين الأساتذة والمكونين في مجال حقوق الإنسان، وإدراج المقتضيات الدستورية المرتبطة بحقوق الإنسان في منظومة التربية، بالإضافة إلى خلق وتعزيز شبكة تضم حوالي 5000 ناد لحقوق الإنسان والمواطنة.