"إغلاق المعبر يعني أن أفقد قدمي الثانية" شهادات لبي بي سي من مرضى ومصابين في رفح    ما الذي قاله مدرب نهضة بركان بعد الانتصار على الزمالك المصري؟    كرة اليد.. اتحاد طنجة يتأهل لربع نهائي كأس العرش    دفاتر النقيب المحامي محمد الصديقي تكشف خبايا مغربية عقب تحقيق الاستقلال    جهاز الإحصاء الفلسطيني: مقتل أكثر من 134 ألف فلسطيني وأكثر من مليون حالة اعتقال منذ نكبة 1948    مدرب بركان يشيد بالفوز على الزمالك    إبراهيم صلاح ينقذ "رين" من خسارة    لقاء لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بفاس حول الحصيلة المرحلية للعمل الحكومي    الانفصاليون في كاتالونيا يخسرون غالبيتهم أمام الاشتراكيين بقيادة سانشيز    طقس الإثنين.. أمطار رعدية مع هبوب رياح قوية بهذه المناطق    خلاف مروري بساحل أكادير يتحول إلى جريمة دهس مروعة (فيديو)    بلينكن يحذر إسرائيل من "الوقوع في فخ القتال مع حماس والانزلاق إلى الفوضى إذا لم يكن هناك خطة لحكم غزة في مرحلة ما بعد الحرب"    إقليم العرائش يستعد لاحتضان الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي ماطا للفروسية    المنتخب المغربي للتنس يتوج بطلا لإفريقيا    رصيف الصحافة: سمك فاسد في "جامع الفنا" يودع 3 أشخاص الحراسة النظرية    الجيش المغربي ونظيره الأمريكي ينظمان الدورة ال20 من مناورات "الأسد الإفريقي"    مطلب ربط الحسيمة بشبكة السكة الحديدية على طاولة وزير النقل    النصيري في ورطة بإسبانيا وعقوبة ثقيلة تنتظره    تفاصيل محاولة فرار "هوليودية" لمغاربة بمطار روما الإيطالي        "إيقاعات تامزغا" يرفع التحدي ويعرض بالقاعات السينمائية الأسبوع المقبل    باريس سان جيرمان يودع مبابي أمام تولوز بالدوري الفرنسي الليلة    وفاة 5 تلاميذ غرقا بأحد شواطئ الجزائر    جيتكس إفريقيا المغرب 2024.. وكالة التنمية الرقمية في خدمة النهوض بالابتكار والتكنولوجيا الجديدة    عاصفة شمسية قوية تنير السماء بأضواء قطبية في عدة دول    حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن التجربة الديمقراطية؟    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    أسعار الطماطم تقفز بأسواق المغرب .. ومهنيون: تراجع الإنتاج وراء الغلاء    معرض الكتاب.. لقاء يحتفي بمسار الأديب أحمد المديني    افتتاح فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الدولي للأركان بأكادير    "أسبوع القفطان".. فسيفساء من الألوان والتصاميم تحتفي بعبق الزي المغربي    "كوكب الشرق" أم كلثوم تغني في مهرجان "موازين" بالرباط    توقعات أحوال الطقس غدا الاثنين    الدرهم يرتفع بنسبة 0,44 في المائة مقابل الأورو    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب سواحل المكسيك    اليوتوبر إلياس المالكي يمثل أمام النيابة العامة    الصويرة : دورة تكوينية لفائدة أعوان التنمية بمؤسسة إنماء    المغرب الفاسي يبلغ نصف النهائي بفوزه على المغرب التطواني    الحسيمة تحتضن مؤتمر دولي حول الذكاء الاصطناعي    الإمارات تستنكر دعوة نتنياهو لها للمشاركة في إدارة غزة    طانطان.. البحرية الملكية تقدم المساعدة ل59 مرشحا للهجرة غير النظامية    عرض "قفطان 2024" في نسخته الرابعة و العشرين بمراكش    ورشة حول التربية على حقوق الانسان والمواطنة    مذكرة توقيف تلاحق مقدم برامج في تونس    بعد إلغاء حفل توقيع رواياته.. المسلم يعد جمهوره بجولة في المدن المغربية    الصين تطور أول نظام للهيدروجين السائل المركب بالسيارات من فئة 100 كيلوغرام    مركز متخصص في التغذية يحذر من تتناول البطاطس في هذه الحالات    ماذا يقع بالمعرض الدولي للكتاب؟.. منع المئات من الدخول!    النخبة السياسية الصحراوية المغربية عنوان أطروحة جامعية بالقاضي عياض    عائلات "المغاربة المحتجزين بتايلاند" تنتقد صمت أخنوش وبوريطة    الأمثال العامية بتطوان... (596)    العنف الغضبي وتأجيجه بين العوامل النفسية والشيطانية!!!    القضاء المغربي يصدر اول حكم لصالح مواطنة اصيبت بمضاعفات صحية بسبب لقاح كورونا    المغرب يسجل 26 إصابة جديدة ب"كورونا"    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    الأمثال العامية بتطوان... (595)    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالمحمدية بؤر سوداء وسلوكات استغلالية وانتظارات...
نشر في محمدية بريس يوم 11 - 10 - 2016

موقع مدينة «المحمدية» استراتيجي، فهي تتوسط أهم مدينتين في المغرب، غربا وعلى بعد 20 كلم من العاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء قطب الصناعة والمال والأعمال، وحوالي 70 كلم شرقا عن العاصمة الرباط، مركز القرار السياسي. فضالة مدينة الجامع الأبيض أحد المعالم التاريخية للمدينة في عهد السلطان محمد بن عبد الله في سنة 1773. ثم المحمدية في عهد المغفور له الملك محمد الخامس، الذي أطلق عليها اسم المحمدية أثناء زيارته لها في سنة 1960 بمناسبة تدشين معمل سامير.
موقع مدينة «المحمدية» استراتيجي، فهي تتوسط أهم مدينتين في المغرب، غربا وعلى بعد 20 كلم من العاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء قطب الصناعة والمال والأعمال، وحوالي 70 كلم شرقا عن العاصمة الرباط، مركز القرار السياسي. فضالة مدينة الجامع الأبيض أحد المعالم التاريخية للمدينة في عهد السلطان محمد بن عبد الله في سنة 1773. ثم المحمدية في عهد المغفور له الملك محمد الخامس، الذي أطلق عليها اسم المحمدية أثناء زيارته لها في سنة 1960 بمناسبة تدشين معمل سامير. ومن 249 ألف و805 نسمة حسب الإحصاء الوطني ل2004 إلى ما يقارب 400000 نسمة. وتوسعت رقعتها الجغرافية في كل الاتجاهات (ست جماعات: اثنتان حضريتان وأربع جماعات قروية). يعبرها مئات الاشخاص يوميا، بواسطة مختلف وسائل النقل الكثيرة، باعتبارها ممرا رئيسيا بين العاصمتين أو من وإلى المدينة للعمل في مصانعها الكبرى أو الصغرى البالغ عددها 176 وحدة صناعية منها 29 للنسيج و57 مصنعا للبتروكيماويات و56 للصناعة البلاستيكية والإلكترونية. ومن أهم هذه المصانع شركة «سامير» لتكرير البترول و«سنيب» لإنتاج المواد الكيميائية و«محطة توليد الكهرباء و«معمل الكتبية» الخاص باللحوم الحمراء والبيضاء وإنتاج النقانق. وعدد من المصانع الصغرى لإنتاج الأجهزة الإلكترونية المنزلية والأواني البلاستيكية وقطع غيار السيارات... أو للبحث عن الهدوء في مقاهيها الشاطئية أو تلك المتواجدة بساحة المدن المتوأمة.
أزمة إدارة أم أزمة إرادة... تجربة تتآكل رغم امتدادها الحكومي
يتساءل العديد من الفاعلين في مختلف المجالات عن «أزمة المحمدية» كل المنافذ تكاد تكون مغلقة مشاريع موقوفة التنفيذ سواء التي تم إنجازها أو التي بدأت الأشغال بها خلال تجارب سابقة، سلوكات غير مبررة وتجاوزات غالبا ما يتم تبرير عدم ملامستها كممثلين لساكنة المحمدية، إذا كانت تعني قطاعات أخرى بأنها ليست من اختصاص المجلس، وإن كان من حق المنتخبين المرافعة فيها عن الساكنة. قضايا كبرى تتعلق بمصير شريحة عمالية كبيرة لم تستأثر باهتمام المجلس، تلوت في السماء وفي الأرض كما في البر وفي البحر، نظافة غير عامة وتهميش الفاعل الجمعوي من الاستشارة وإبداء الرأي، غياب لجنة السير والجولان التي تستدعى من رئيس المجلس للتداول في شأن السير بالمدينة وعلامات التشوير والاكتظاظ وضغط السير الذي تعرفه معظم شوارع المدينة وأزقتها واقتراحها على المنتخبين غياب استراتيجية محددة المعالم في الشأن الثقافي والبيئي والتنموي والمجالي...
الفريق الاشتراكي يدعو الرئيس إلى طاولة الحوار عبر مذكرة لتجاوز الأزمة
يلاحظ المتتبعون للشأن المحلي أن الوضع غير مستقر وغير سليم وأن التجربة بدأت تتآكل ويتساءلون عن وعود استحقاقات شتنبر وما تحقق منها وعن من يدبر الشأن المحلي للمدينة ومن يتخذ القرارات وهل القرار يؤخذ داخل مكتب المجلس أم خارجه كما تساءل المهدي مزواري منسق الفريق الاشتراكي بالمجلس البلدي في ندوة صحفية نظمها منتخبو حزب الاتحاد الاشتراكي يوم الثلاتاء 9 غشت، مؤكدا في ذات الآن على أن المسؤولية يجب أن ترتبط بالمحاسبة، وليس بما يريده الرئيس وما يريده المنتسبون إلى حزبه. وتساءل منسق الفريق عما إذا كان هناك مجلس لتصريف الأعمال، بدليل أنه -ولحدود الساعة- لم يجب عن عدد من القضايا التي استأثرت باهتمام متتبعي الشأن المحلي، داعيا الطرف الأغلبي المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية إلى طاولة الحوار بعد أن وجه منتخبو الاتحاد الاشتراكي مذكرة إلى رئيس المجلس تتضمن حلولا ومقترحات للخروج من الأزمة التي تعيشها المدينة، مستبعدا أي محاولة من فريقه لفك الارتباط مع المكون الأغلبي، لأن المحمدية اختارت قوتين إصلاحيتين البيجيدي والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في استحقاقات شتنبر 2015.
في دورة استتنائية أعضاء من الأغلبية ينسحبون
سجل متتبعو الشأن المحلي أنه في يوم الاثنين 14 مارس انسحب 15 عضوا ينتمون إلى المكون الأغلبي البيجيدي احتجاجا على ما اعتبروه تجاوزات رئيسهم في دورة استتنائية بعد أن سجلوا حضورهم. وقد برر أحد المنسحبين من الدورة موقفهم بسبب خروج رئيس المجلس عن مبادئ حزب العدالة والتنمية.
غياب تتبع القطاعات الحكومية
رغم ما تعانيه أغلب القطاعات العمومية ذات الأهمية الكبرى بالنسبة للساكنة كالتعليم والصحة على سبيل المثال من مشاكل كثيرة من اكتظاظ وخصاص وتجاوزات خطيرة في بعض المؤسسات الخصوصية، فإن مجلس بلدية المحمدية لم يكلف نفسه دعوة رؤساء هذه القطاعات من خلال برمجة نقط في جدول أعمال دوراته كما يسمح بذلك القانون المنظم للجماعات، للاستفسار واتخاذ ما يراه المنتخبون مناسبا من أجل مساعدة المؤسسات العمومية من جهة وحماية المواطنين من تجاوزات بعض أصحاب المؤسسات الخصوصية من جهة ثانية.
حكم قضائي يلزم بلدية المحمدية بأداء 5 مليارات و200 مليون درهم
قضت المحكمة الابتدائية بتغريم جماعة المحمدية 5 مليارات و200 مليون درهم كتعويض وأتعاب بسبب فسخ عقدة من جهة واحدة لفائدة الشركة المكلفة بجمع النفايات «تيكميد» في إطار التدبير المفوض في عهد التجربة الجماعية السابقة 2003 بمبررات اعتبرها عدد من المتتبعين والمهتمين تتنافى ومضمون دفتر التحملات الملزم للطرفين. ما يتداوله بعض المنتخبين على الخصوص هو إعادة نفس المشكل مع الشركة الحالية بعد أن راسل رئيس المجلس الحالي الرئيس المدير العام يطلب منه التدخل وإلا «سيجد نفسه مضطرا لفسخ العقدة «بسبب ما ذكره في الرسالة خلل في دفتر التحملات، غياب المسؤولية (كذا)... ومن المعلوم أنه وبموجب هذه الاتفاقية بناء على دفتر التحملات، فإن المحمدية ملزمة بأداء مبلغ يتراوح معدله الشهري ما بين 250 مليونا و300 مليون درهم شهريا للشركة المكلفة بجمع النفايات. أي 3 مليارات و300 مليون درهم سنويا بناء على وزن أطنان النفايات التي جمعتها.
احتلال المجال البحري والبري العموميين وأودية وغابات طالها النسيان
بالمحمدية شواطئ كثيرة: شاطئ مونيكا وشاطئ لاكورنيش وشاطئ مانيسمان، وشاطئ الصابليت وميموزا.. مفتوحة في وجه العموم لكن ليست بالمجان ما عدا بعض المساحات القليلة التي قد لا تحتمل أراضيها الرملية سياجا وكراسي وموائد، وواد النفيفيخ أحد فروع نهر أم الربيع الذي يعبر المدينة من الناحية الشرقية ويصب في الصابليت وواد المالح في الناحية الغربية هو أيضا يمتد إلى نهر أم الربيع ويصب في لافاليز الذي تم إغلاقه لدواعي أمنية وغابة وادي المالح المهملة وأخرى ببني يخلف وحدائق تفتقر للصيانة والتتبع وأخرى تم الإجهاز عليها بالرغم من الإعلان عنها في تصميم التهيئة وتحويلها إلى عمارات. وأشجار تم غرسها قديما على طول بعض الشوارع الرئيسية.
انتشار الأسواق واحتلال الملك العمومي
ظاهرة أسواق المحمدية المنتشرة أمام مساجدها وفي عدد من شوارعها وأزقتها. أمام مساجد المدينة البالغ عددها حوالي 21 مسجدا، باعة محترفون شبه مستقرين وراء عرباتهم يجهرون بأثمنة بضائعهم ويرددون كلاما متناغما لجلب المتبضعين وآخرون يظهرون بين الفينة والأخرى متنقلين بين هذه المساجد خلال أوقات الصلوات باستثناء صلاة الفجر. وبشكل لافت للانتباه أمام مساجد السعادة، مالي، الحرية، رياض السلام، الراشيدية، الشباب ومسجد البلدية بشارع القاضي التازي .وبأماكن أخرى أيضا أسواق كثيرة: سوق الجملة بحي المصباحيات وبما كان يعرف باسم سوق الأحد القديم وأمام حمام القدس بالحسنية وعلى بعد أمتار من المقر السابق للمركز اللغوي الثقافي الفرنسي سابقا وبشارع المقاومة ووسط درب مراكش أمام حمام الكيحل وعلى مسافة طويلة بشارع الحرية الممتد من مسجد مالي إلى تقاطع شارع موناستير وأمام زنقة ديور دوشمان وبمحيط السوق البلدي خصوصا مداخله حيث طفحت بنايات عشوائية وبديور دكالة، والسقاية، وديور لكرم، وبداخل القصبة بجوار الجامع الأبيض.. حيث تعم الفوضى في احتلال الملك العمومي من جهة وإزعاج الساكنة من جهة ثانية.. احتلال للملك العمومي وقلق السكان القاطنين بهذه المناطق المتضررين بشكل مباشر بهذا الضجيج الصعب احتماله حيث الضجيج، الصراخ، بقايا خضر وفواكه، بقايا سمك، تحرش، سرقة، غش، روائح كريهة، كلام ساقط، تجاوزات، غياب المراقبة، عشوائية، شلل في حركة المرور، احتلال ممرات الراجلين والسائقين... صحيح أن بعض المبادرات النادرة أسفرت عن نتائج إيجابية غير أنها لم تستمر لأنها لم تأت ببديل، كما أنها لم تأخذ ببعض النماذج على مستوى بعض بلدان الجوار كفرنسا وإسبانيا وبلجيكا على سبيل المثال أو على المستوى الوطني (نموذج سوق السلك بالمعاريف بالدار البيضاء). وقد تم طرح فكرة أسواق منظمة بمختلف مناطق المحمدية ذات الكثافة السكانية تخضع لمراقبة مصالح حفظ الصحة وتحصيل الجبايات الحضرية والنظافة.
تحت إشراف المجلس البلدي يستفيد منها الجميع ويفتح الباب امام كل من أراد مزاولة هذا النشاط شريطة خضوعه لمعايير أهمها احترام المكان والزمان وتأدية حقوق الجبايات. وهو ما سيسمح بالقضاء نهائيا على ظاهرة الباعة غير المستقرين إداريا. ويساعد في التخفيف من القلق والمعاناة و»الحكرة» جراء ما تعيشه ساكنة المحمدية من تلوث بيئي في السماء كما في الأرض.
روائح غريبة تنتشر أحيانا في الأجواء وانتشار رماد أسود فوق أسطح المنازل والعمارات
ما تنفته أغلب الوحدات الصناعية ال176 من دخان كان سببا في انتشار أمراض متعددة كالربو والحساسية وبعض الأمراض الجلدية بسبب ارتفاع في مؤشر الرصاص والزئبق في هواء المدينة ومياه شواطئها. وبالرغم من عدم وجود دراسة فإن عددا من نساء ورجال التعليم على الخصوص يثيرون بين الفينة والأخرى ما يلاحظونه من آثار سيئة على صحة تلامذتهم. ويشتكي السكان كثيرا من روائح غريبة تنتشر أحيانا في الأجواء من مداخن مصانع النفط والبيتروكيميائيات ومن انتشار رماد أسود فوق أسطح منازلهم والعمارات وفي محيط المصانع، اتضح فيما بعد بشهادة بعض الخبراء والمختصين وجمعيات أنه ناتج عن احتراق الفحم الحجري لتشغيل المفاعلات الحرارية لإنتاج الكهرباء بالمركب الحراري بالمحمدية.
إهمال غير مبرر لبنايات ثقافية كبيرة وأخرى تحولت لأماكن للتبول
إهمال فسره العديدون بأنه مقصود موضحين أن اصحاب هذا الاختيار الخاطئ طبعا، يعتقدون بأن هذه المنجزات بما أنها ليست من صنعهم ولا من تفكيرهم وبالتالي، فلا شأن لهم بها، بما أنها محسوبة للاتحاديين (مسرح السي عبد الرحيم بوعبيد، دار الثقافة سيدي محمد بلعربي العلوي، المركب الرياضي والترفيهي المصباحيات، حديقة المصباحيات.. دور المطالعة) كمنتخبين تحملوا مسؤولية تدبير الشأن المحلي خلال فترات معينة (1983-1997) استطاعوا بكفاءاتهم وحسهم الوطني وتعاليهم عن المصلحة الضيقة، أن يكون همهم هو إعادة الاعتبار للمجال الثقافي للمدينة من خلال بناء وتشييد وتنظيم ملتقيات وطنية ومحلية. مسرح عبد الرحيم بوعبيد الذي تحول إلى فضاء للطلب مقابل واجب الكراء ودار الثقافة محمد بلعربي العلوي التي أصبحت تفتقر إلى أدنى ما يفترض أن يكون في مؤسسة داع إشعاعها الثقافي والتربوي والتنشيطي في فترات سابقة.. ليس لغياب الكفاءات بل لعدم إكثرات من توالى على تدبير الشأن المحلي خلال الولايات الثلاث السابقة. وعلى مساحة تقدر ب60.000م2 تم تخصيص ما يقارب 27.900م2 لإنجاز مشروع ترفيهي ضخم تم الإعلان عن اسمه «المركب الرياضي والترفيهي المصباحيات» لإنجاز مستودع، ملعب كرة القدم، مطعم، قاعة الاجتماعات، 4 ورشات، قاعتين للتوثيق وللتربية البدنية، جناحين لغرف النوم مخصصة لمبيت 600 فرد ذكورا وإناثا، مسرح في الهواء الطلق، مسبح مستودعين للرجال والنساء، ملاعب للرياضة، مرافق رياضية أخرى وبنايات إدارية ومنزلين للمدير والحارس باعتماد مالي يقدرب61.000.500 ده. إهمال آخر يطال المسبح البلدي الذي يفتح مرة واحدة في كل سنة ولمدة لا تقل عن أسبوع تخصص أيامه لاجتياز امتحان ما يسمى بمعلمي السباحة يسهر عليه مسؤولو الوقاية المدنية.
ومنذ ما يزيد عن 12 سنة تقريبا، تم إحداث دكاكين عبارة عن «صناديق» لم يكتمل بناؤها بعد، بشارع المرابطين أمام المسرح ودار الثقافة من طرف المجلس البلدي ما قبل الأخير، حيث ظلت «هذه الصناديق» بدون أبواب، فقط حيطان من الإسمنت، مما جعلها تتحول إلى أماكن للتغوط والتبول في شارع عُرِف، في عهد التجربة الاتحادية، بشارع المركب الثقافي، حيث مسرح عبد الرحيم بوعبيد ودار الثقافة سيدي محمد بلعربي العلوي.
من مدينة الزهور والرياضات الأنيقة إلى مدينة الإسمنت بامتياز
المدينة تختنق بسبب ما عرفته من تشييد وبناء مهول لعمارات سكنية أغلبها للرئيس السابق لمجلس بلدية المحمدية، حتى أصبحت تسمى مدينة «المحمدية الإسمنتية « بدلا من مدينة «الزهور والرياضات الأنيقة» فريق صاحب الكرة الذهبية فرس واعسيلة وحدادي والمرحوم الرعد الطاهر وأخرون في شباب المحمدية وفريق الحسين والرئيس المرحوم الركراكي وكلاوة وعباوي... في اتحاد المحمدية، يتخبطان في قسم الهواة. كل الأراضي التي كان من الممكن أن يترافع فيها أصحاب القرار السياسي المحلي لتكون فضاءات خضراء وملاعب القرب تحولت إلى عمارات سكنية. وتتأسف الساكنة على محيط ساحة المدن المتوأمة «البارك» الذي تغيرت ملامحه الجميلة كمتنفس للنزهة إلى عمارات من 8 طوابق حجبت الرؤيا ومحت جزءا من تاريخ بيئة سليمة لا يدرك أثرها إلا أبناء فضالة خلال حقبة الستينات والسبعينات والثمانينات.. على غرار معالم ثقافية أخرى تحولت إلى عمارات هي جزء من تاريخ مدينة السلطان محمد الخامس.. ونذكر هنا ثلاث سينمات «ريكس» بمنطقة المرسى و»ميامي» بالمدينة السفلى و»النجاح» بالعاليا الوحيدة التي وإن طالها النسيان والإهمال فهي لم تهدم بعد لتتحول إلى عمارة.
جمعيات مدنية تشكو الإقصاء
وجهت جمعيات مسؤولة مذكرة بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني المهتمة أساسا بتدبير الشأن المحلي، إلى المجلس الجماعي تدعوه فيها إلى تعزيز آليات الديمقراطية التشاركية ومبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة عبر إحداث الآليات التشاركية للحوار والتشاور العمومي بمنهجية تشاركية مع الجمعيات المحلية الفاعلة في الساحة كما تنص على ذلك الفصول 12 و13 و139 من دستور المملكة وهي فصول تمكن الجمعيات من حقها في تتبع ومراقبة وتقييم أشغال الجماعات الترابية واقتراح نقط في جدول أعمال الدورات. وقد تأسفت عن إقصاء رأي المجتمع المدني وعبرت عن أسفها الشديد مما آل إليه الوضع الثقافي بالمدينة وعن إقصائها رغم نداءاتها المتكررة ومرافعاتها في أكثر من مناسبة. وقد سجل عدد من الفاعلين الجمعويين في بيان لهم رفضهم للإقصاء غير المسؤول الذي طالهم في ما يسمى بصيفيات المحمدية المنظم مؤخرا من طرف المجلس البلدي لمدينة المحمدية خلال الفترة الممتدة ما بين 11 غشت و05 شتنبر 2016. وقد شهدت قاعة الاجتماعات بمقر المجلس البلدي بمناسبة حفل اختتام صيفيات المحمدية احتقانا في وسط فنانين وإعلاميين وفاعلين جمعويين عبروا فيه عن استنكارهم وغضبهم تجاه المجلس بسبب إقصائهم غير المبرر من المشاركة في المهرجان.
ملفات كبرى تخص المدينة كانت محطة مرافعات بالبرلمان
ما يناهز 543 سؤالا كتابيا أغلبها عن مدينة المحمدية همت مختلف المجالات من طرف النائب البرلماني الإتحادي مهدي مزواري. ومن أهم المواضيع القوية التي استأثرت باهتمام المواطنين وخاصة الفاعلين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين والجمعويين:
أ) إعادة إسكان دور الصفيح سنة 2013، تم لأول مرة إيفاد لجنة برلمانية للتحقيق في تأخر وتعثر العملية.
ب) نقل مشكل سامير إلى البرلمان من خلال عدد من الأسئلة الشفوية وطلب إجراء تحقيق إلى رئيس الحكومة حول الموضوع ومحاكمة المتورطين في الاختلاسات وتهريب الأموال.
ج) موضوع المستشفى الإقليمي ولمدة سنتين عبر عدة لقاءات مع وزير الصحة توجت بالاتفاق على بدء الإنجاز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.