نظرا لأهمية منطقة ثمسمان الواقعة بالريف الأوسط، على مر الحقب والعصور، وما صنع رجالها الأشاوس من ملاحم و بطولات بلغ صيتها الأفاق، ولاسيما ذلك الدرس المثالي الخالد الذي لقنه الريفيين لقوات الاحتلال خلال عشرينيات القرن الماضي. أقدم وفد صاحبه أساتذة التاريخ من فرنسا و باحثين من إسبانيا و نشطاء مساء الأربعاء 06 أبريل 2016، على زيارة منطقة ثمسمان، والتي استمرت إلى يوم الخميس، حيث قام الوفد بزيارة مجموعة من المواقع التاريخية بدأ بمركز ثمسمان (بودينار) باعتباره مركز الاحتلال الإسباني سابقا، وإلى حدود الساعة لا تزال مجموعة من البنايات الكولونيالية موجودة مثل المستشفى و القيادة و مركز المياه و الغابات حاليا، ومشاهدة موقع أدهار أوبران ومحكمة مولاي موحند بأفراس، وقد زار الوفد السوق الأسبوعي "رخميس ن ثمسمان" الذي يعود إلى حقبة قديمة والذي تم إعادة بنائه إبان فترت الاحتلال الإسبان للريف، وهذا الأخير يعتبر من أقدم و أكبر الأسواق في الريف، ويحافظ على تراث مادي حضاري فريد من نوعه، خاصة عرض الصناعة التقليدية المحلية، كصناعة الفخار، الحلفاء والدوم، و الحدادة وغيرها. مباشرة بعد عودة الباحثين من السوق توجهوا إلى موقع دحر الغزو الكولونيالي بأنوال، ثم إلى مقر الجنرال سلفستري، و إلى معسكر جبال ماميس، ثم كانت الوجهة إلى أقدم موقع بالريف لكونه يعود إلى الريف القديم، حولي القرنين السابع و السادس قبل الميلاد، وهو موقع الفنقيين بسيدي أدريس، كما تؤكد ذلك دراسات أركيولوجيا حديثة. كما استغرب الوفد الفرنسي الإسباني بلامبالاة الدولة المغربية التي أهملت مواقع تاريخية مهمة من شأنها أن تجعل من الريف و ثمسمان بالخصوص قبلة للسياح من كل أرجاء المعمور. في ختام الجولة الدراسية و الاستكشافية، نظمت مأدبة غذاء على شرف الأساتذة الباحثين، و للذكر فإن هذه الزيارة أشرف عليها نشطاء و باحثين من المنطقة. وضرب الموعد على أساس عمل علمي مشترك بين مؤسسات فرنسية إسبانية و جمعيات ثقافية بالمنطقة، تهدف إلى توثيق التراث بشقيه المادي و اللامادي، و تسليط الضوء عن المعمار الكولونيالي بالمنطقة.