تحت شعار "المستثمرون شريك أساسي لتحقيق التنمية الإقتصادية بالجهة الشرقية" عقد إئتلاف مستثمري شمال شرق المغرب لقاءه التواصلي السنوي بفندق ميركور بالناظور وهي محطة شكلت فرصة لاستعراض الحصيلة السنوية التي قام بها المكتب الإداري من جهة و بسط مجمل المشاكل والإكراهات التي تؤرق المستثمرين ونشكل عقبة أمام النهوض بمنطقة الشرق على غرار جهات أخرى. هذا وقد عرف برنامج اللقاء مداخلات وعروض أطرها كل من السيد رئيس الإئتلاف مصطفى بوحلالة و السيد الكاتب العام أحمد محاش و السيد خالد نيبو عضو المكتب الإداري، كما شهد هذا اللقاء حضور وسام الدخيسيعن مجلس جهة الشرق مكلفة بتتبع ملف الإستثمار. اللقاء كان مناسبة للتواصل بين المكتب الإداري لائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب والأعضاء المستثمرين المنتمين لأقاليم الشرق إستعرض من خلاله رئيس الإئتلاف السيد مصطفى بوحلالة المسار الترافعي الذي إنخرط فيه الإئتلاف و المواقف التي عبر عنها خلال كل الإجتماعات التي عقدها مع المسؤولين في مقدمتهم السيد عامل الإقليم و السيد رئيس جهة الشرق و السيد المدير العام لإدارة الجمارك وما خلصت إليه هذه اللقاءات من نتائج رغم محدوديتها فإنها تشكل خطوة مهمة بالنظر إلى ما تحقق على أرض الواقع في ظرف سنة فقط أهمها تأهيل ميناء بني أنصار لاستقبال الحاويات لأول مرة منذ إنشاءه وانفتاح الإدارة العامة للجمارك من أجل الإنصات لانتظارات المستثمرين وتعبيرها عن الرغبة للبث ومعالجة مجموعة من المشاكل التي تستوجب العلاج. مشيرا إلى التحول التدريجي الذي تشهده نقطة التفتيش ببني أنصار بالرغم من إستمرار بعض الممارسات التي يستوجب وضع حد نهائي لها في أقرب الآجال بهدف تنزيل حقيقي للرؤية الملكية على أرض الواقع وتمكين المنطقة من شروط النهضة و تعزيز الجاذبية الإقتصادية وتنشيط الرواج التجاري. ودعا رئيس الإئتلاف كافة المستثمرين إلى مواصلة التعبئة لكسب الرهان و تحقيق المزيد من المكتسبات معتفادي التبخيس وعدم السقوط في المغالطات التي ينفث سمومها أعداء النجاح والمتربصين بأهداف الإئتلاف. وتنويرا للحاضرين أشار السيد الرئيس إلى مجموعة من المؤشرات التي تعكس حدوث تغيير إيجابي من خلال عدد الحاويات التي إستقبلها ميناء بني أنصار على مدار سنة واحدة والبالغة حوالي 2500 حاوية كما أن ارتفاع عدد الأعضاء والمنتمين إلى الإئتلاف من 13 إلى 226هو إشارة قوية على وعي وقناعة المستثمرين بأهمية توحيد الصفوف والإنتظام داخل الإئتلاف باعتباره فضاءا يحتضن جميع الإنتظارات و يسعى لإيجاد الحلول والمقترحات التي من شأنها تحسين وضعية الإستثمار بالمنطقة. ومن جهته أكد السيد أحمد محاش بصفته الكاتب العام للإئتلاف على ضرورة إستمرار إئتلاف مستثمري شمال شرق المغرب في القيام بالأدوار المنوطة به خاصة و أن الأشواط التي قطعها مكنته من كسب تجربة و حصيلة مشرفة في التعاطي مع مشاكل و معاناة المستثمرين و الترافع لدى الجهات المسؤولة التي أضحت واعية تماما بشرعية الملف المطلبي الذي يتبناه الإئتلاف منوها في هذا الصدد بما قام به كل من السيد عامل الإقليم والسيد رئيس جهة الشرق والسيد المدير العام لإدارة الجمارك مشكورين من مواكبة دائمة و اهتمام بوضعية المستثمرين من خلال تدخلاتهم في أكثر من مناسبة لمعالجة و تسوية الحالات التي أحيلت عليهم من طرف الإئتلاف مما يعكس رغبتهم لإعطاء دفعة قوية لاقتصاد المنطقة وإنجاح المرحلة. وأشار السيد أحمد محاش إلى مجموع المشاكل التي تثقل كاهل المستثمرين وتنذر بتراجع القطاع في حال إستمرارها من بينها عدم احترام إدارة الجمارك ببني أنصار للقيمة المصرح بها في الفاتورة وغياب تصور لتحفيز المستثمرين من خلال خفض قيمة التعريفة. إضافة إلى تباين التعريفة وارتفاعها مقارة مع موانئ أخرى مغربية. وفي كلمة السيد خالد نيبو التي عكست شهادة حقيقية عن واقع الإستثمار جرد هذا الأخير رزمة المشاكل التي لا تزال مطروحة أمام المستثمرينوالموضوعة على مائدة المسؤولينأبرزهاعدم تنفيذ مقترحات ومبادرات أعلنت عنها الإدارة العامة للجمارك فيما يتعلق بمراجعة قيمة التسعيرة وغياب منهجية موحدة في قراءة المساطر وتطبيق القوانين مثلما ماهو جاري به العملفي مينائي الدارالبيضاء و طنجة.وطالب في هذا الصدد السيد المدير العام لإدارة الجمارك بضرورة التعجيل بتنفيذ هذه المقترحات التي تم الإتفاق عليها في لقاءات مع إئتلاف مستثمري شمال شرق المغرب وبذل مجهودات مضاعفة لتنزيل رؤية وفلسفة جلالة الملك لتحفيز الإستثمار بالمنطقة قصد مساعدتها للخروج من دوامة ومستنقع القطاع الغير المهيكل الذي عرفت به الجهة الشرقية منذ عقود من الزمن. واعتبر السيد خالد نيبو مسألة عدم توفير الموارد البشرية المؤهلة داخل إدارة المارك ببني أنصار إحدى العقبات التي تقف في وجه الإستثمار بالنظر لعدم خبرة وقدرة العاملين الحاليين على مستوى التعشير في معالجة ملفات المستوردين على الوجه المطلوب وإعمال الليونة مع المستثمرين باعتبارهم شركاء وليسوا مهربين. وحول مستجدات الحظيرة الصناعية بسلوان أوضحت وسام الدخيسي عن مجلس جهة الشرق مجمل المراحل التي قطعها مشروع إحداث منطقة صناعية تتوفر فيها شروط الجاذبية الإقتصادية وتتيح فرص الإستثمار للعاملين في هذا المجال. وفي هذا الصدد أكدت أن أشواطا مهمة تم إنجازها في هذا الشأن خاصة بعد الإجتماعات التي عقدتها اللجنة المكلفة بالمشروع تحت إشراف السيد عامل إقليمالناظور من أجل إخراج دفتر التحملات الخاص بالحظيرة الصناعية والقيام بكل الدراسات الخاصة بطبيعة المشاريع وعدد مناصب الشغل المحتملة وطلبات الحصول على الوعاء العقاري الذي تم تحديد تسعيرة حددت في 260 للمتر المربع. موضحة أن الوتيرة تسير بشكل جيد قصد إنطلاق هذا المشروع في ظروف محفزة ومناسبة. وتفاعلا مع المداخلات والعروض التي قدمت كان للمستثمرين الحاضرين فرصة لتناول الكلمة ومناقشة مجمل المشككل تعبيرا عن انشغالاتهم وقلقهم المتزايد إزاء حاضر ومستقبل الإستثمار في المنطقة على ضوء المعيقات الإدارية و المسطرية و استمرار بعض الممارسات التي تؤثر بشكل سلبي على وتيرة النشاط التجاريوتؤثر على مردودية وإنتاج مجموعة من المنشئات الصناعية التي أغلقت أبوابها مما انعكس بدوره على فرص الشغل، كما عكست المناقشات المستفيضة للمستثمرين الحاضرين لواقع قطاع الإستثمار وعيهم الجماعي وقناعتهم الراسخة من أجل المساهمة في تعزيز اقتصاد المنطقة معبرين عن نيتهم الصادقة لبناء أواصر الثقة مع كافة المتدخلين بما فيهم إدارة الجمارك التي طالبوها بمزيد من الإنفتاح والليونة وتحسين الخدمات وتأهيل أطرها و موظفيها بما يتناسب مع موقع المنطقة ومؤهلاتها الإستثمارية. وفي الختام أعرب المكتب الإداري لائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب عن عزمه القيام بمبادرات جادة ومسؤولة لدى الإدارة العامة للجمارك من أجل إيجاد الحلول المناسبة للعديد من المشاكل الآنية كما سيعلن عن برنامجه النضالي واللترافعي للمرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن انخراط السيد العامل في مشروع إصلاح وتطوير إقتصاد المنطقة يعد إحدى الضمانات الهامة التي تنبني عليها رؤية واستراتيجية الإئتلاف في دفاعه عن المستثمرين و في مساهمتهم لتنمية المنطقة.