ميراوي محذرا طلبة الطب: سيناريو 2019 لن يتكرر.. وإذا استمرت المقاطعة سنعتمد حلولا بخسائر فادحة    رصيف الصحافة: إحداث ملعب ضخم في منطقة بنسليمان يثير مخاوف الإسبان    القوات المسلحة الملكية.. 68 عاماً من الالتزام الوطني والقومي والأممي    المداخيل الجمركية ارتفعت إلى نحو 28 مليار درهم خلال أربعة أشهر    انقلاب سيارة يخلف إصابات على طريق بني بوعياش في الحسيمة    وزير العدل يعلن إجراء محادثات أخيرة مع جمعية هيآت المحامين حول قانون المهنة قبل طرحه في البرلمان    المكتب المديري لأولمبيك آسفي يرفض استقالة الحيداوي    وزير التربية متمسك بالمضي في "تطبيق القانون" بحق الأساتذة الموقوفين    تصفيات مونديال 2026.. هذا موعد المباراة التي ستجمع المنتخب المغربي بنظيره الزامبي    "إسكوبار الصحراء".. هذه تفاصيل مثول لطيفة رأفت أمام محكمة الاستئناف بالبيضاء    الفرنسي أوليفيي جيرو يعلن رسميا رحيله عن ميلان إلى "الدوري الأمريكي"    الأمثال العامية بتطوان... (597)    جماهري يكتب: هذه الحكومة لا بد لها من درس في الليبرالية...!    جائزة أحسن لاعب إفريقي في "الليغ 1" تعاكس المغاربة    "أطلنطاسند" تطلق منتوجا جديدا يستهدف المقاولات الصغرى والمهن الحرة    تنظيم الدورة ال23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية "التبوريدة"    اليابان عازمة على مواصلة العمل من أجل تعاون "أوثق" مع المغرب    الجمعية المهنية تكشف عدد مبيعات الإسمنت خلال أبريل    الاتحاد الأوروبي يرضخ لمطالب المزارعين ويقر تعديلات على السياسة الفلاحية المشتركة    أضواء قطبية ساحرة تلون السماء لليوم الثالث بعد عاصفة شمسية تضرب الأرض    النيابة العامة التونسية تمدد التحفظ على إعلاميَين بارزَين والمحامون يضربون    أمن ميناء طنجة يحبط تهريب الآلاف من الأقراص الطبية    "التسمم القاتل".. ابتدائية مراكش تؤجل المحاكمة وترفض السراح المؤقت للمتهمين    المركز الثقافي بتطوان يستضيف عرض مسرحية "أنا مرا"    أحزاب الأغلبية ترشح التويمي لخلافة بودريقة في رئاسة "مرس السلطان"    أوكرانيا تقر بالنجاح التكتيكي لروسيا    صحيفة "ماركا" الإسبانية: إبراهيم دياز قطعة أساسية في تشيكلة ريال مدريد    المندوبية العامة لإدارة السجون تنفي وجود تجاوزات بالسجن المحلي "تولال 2" بمكناس    طقس الثلاثاء.. عودة التساقطات المطرية بعدد من الأقاليم    رشيد الطالبي العلمي في زيارة عمل برلمانية لجمهورية الصين الشعبية    الطلب والدولار يخفضان أسعار النفط    هام لتلاميذ البكالوريا بالناظور.. هذه هي تواريخ الامتحانات والإعلان عن نتائجها    شح الوقود يهدد خدمات الصحة بغزة    المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة يحتفي بالسينما المالية    الزمالك يشهر ورقة المعاملة بالمثل في وجه بركان    إضراب وطني يفرغ المستشفيات من الأطباء والممرضين.. والنقابات تدعو لإنزال وطني    سي مهدي يثور في وجه بنسعيد    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    الارتفاع يطبع تداولات بورصة الدار البيضاء    الأساطير التي نحيا بها    الدرس الكبير    السينما في الهوامش والقرى تشغل النقاد والأكاديميين بالمعرض الدولي للكتاب    هل انفصلت فاطمة الزهراء لحرش عن زوجها؟    مصر تُهدد بإنهاء "كامب ديفيد" إذا لم تنسحب إسرائيل من رفح    فيلم الحساب يتوج بالجائزة الكبرى في برنامج Ciné Café    تراجع صرف الدولار واليورو بموسكو    نقابة تُطالب بفتح تحقيق بعد مصرع عامل في مصنع لتصبير السمك بآسفي وتُندد بظروف العمل المأساوية    لماذا قرر حزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم أن لا يخوض الانتخابات في إقليم كشمير؟    "إغلاق المعبر يعني أن أفقد قدمي الثانية" شهادات لبي بي سي من مرضى ومصابين في رفح    إبراهيم صلاح ينقذ "رين" من خسارة    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    مركز متخصص في التغذية يحذر من تتناول البطاطس في هذه الحالات    العنف الغضبي وتأجيجه بين العوامل النفسية والشيطانية!!!    الأمثال العامية بتطوان... (596)    القضاء المغربي يصدر اول حكم لصالح مواطنة اصيبت بمضاعفات صحية بسبب لقاح كورونا    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدير الفني لمهرجان تيميتار: المهرجان جريء لأنه لا يخضع لهوى الجمهور
نشر في نبراس الشباب يوم 08 - 07 - 2009

إبراهيم المزند هو المدير الفني لمهرجان تيميتار المخصص بشكل رئيسي للثقافة الأمازيغية، والذي تحول إلى فضاء لاجتماع موسيقيي العالم. يستقبل هذا المهرجان كل عام أكثر من 600 فنان ، ويتابعه أكثر من نصف مليون متفرج، وقد تم اختياره مؤخرا، من طرف دليل التنوع الثقافي “المغامرون الثقافة”، كواحد من بين مائة فاعل في التنمية الثقافية المستدامة.
أصبح إبراهيم المزند، بعد عشرين سنة من العمل النشيط في الميدان الثقافي، مرجعا لا يمكن الاستغناء عنه في البرمجة الموسيقية العالمية وفي تنظيم أضخم الملتقيات الفنية، وهو يشتغل بالإضافة إلى ذلك كمستشار فني لعدد من المهرجانات الوطني والدولية، ويقدم، منذ سنة 2007، برنامجا أسبوعياً تحت إسم “أطلس أزوان” على موجات “راديو بلوس” أكادير.
تم اختيار إبراهيم المزند مؤخراً للإشراف، على عملية انتقاء الفنانين، على مستوى المغرب العربي والشرق الأوسط، الذين ستوجه لهم الدعوة للمشاركة في الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية في بيروت في الفترة الممتدة 27 شتنبر إلى 06 أكتوبر 2009.
حاوره: هشام منصوري – نبراس الشباب.
ماهو جديد المهرجان هذه الدورة؟
المهرجان حاول الحفاظ منذ الدورة الأولى وإلى حدود اليوم، على خطه التحريري المتمثل في شعاره “الفنان الأمازيغي يحتفي بموسيقى العالم”. هذه مسألة مهمة جدا لأننا نحرص على أن تكون لتيميتار شخصية تميزه، وهذا بالضبط ما منحه الشهرة عالمية والسمعة الطيبة التي يحظى بهما من لدن المختصين. أغلبية الفنانين الذين نستدعيهم يشاركون لأول مرة في المهرجان بل وفي المغرب أحياناً، وهذا أمر لا نشاهده في كل المهرجانات.
ماذا عن الأشكال الغنائية؟
طبيعة الفضاءات الثلاث تجعل من تيميتار موعداً سنوياً متميزا، فساحة الأمل مخصصة لموسيقى الجماهير الغفيرة كالريغي وباقي الأصناف الفنية التي تصنع أجواء الحماس والإحتفالية. فضاء بيجاوان مخصص للموسيقى الشبابية كالفيزيون والراب والهيبهوب والإلكترونيك والديدجي، وهي أشكال موسيقية جميلة تستقطب الشباب بشكل كبير وتخلق سمراً ليلياً طويلاً نسبياًّ. أما مسرح الهواء الطلق فهو فضاء الموسيقى الحميمية والأصوات العذبة التي تتطلب نوعاً من القرب مع الجمهور.
المهرجان، كما ترى، ليس شعبويا ولا نخبويا فهو يمس جميع الأشكال الموسيقية والشرائح العمرية والطبقات الإجتماعية.
ماهي معايير نجاح أي دورة من دورات المهرجان، وهل تُراهنون على الكم؟
هناك مؤشرٌ أساسي جدًّا ويتمثل في قيمة الأسماء الفنية الحاضرة، وجودة العمل الفني المُقدَّم للجمهور. في الدرجة الثانية يأتي مدى التزام هؤلاء بحضور المهرجان، وفي حالتنا تصور انه لم يسبق أن حدث وتغيب أو اعتذر ولو فنان واحد عن الحضور، وهذا نادر في باقي المهرجانات، رغم أننا نستدعي أسماء من بلدان بعيدة جدا، وهذه السنة مثلا تجدون في البرنامج فنانين من أوزبكستان.
ثالثاً، ما أشرتم إليه، وهو كثافة الجمهور الذي لديه حكمه على نجاح المهرجان، وهنا أعتقد أننا نجحنا في خلق نوع من التواطؤ معه حيث نستدعي له أسماء يعرفها فيأتي إليها، ثم نستغل الفرصة لنقترح عليه أسماء جديدة لم تعتد أذنه على سماعها فيكتشفها لأول مرة، وهذا يُغنِي ثقافته الموسيقية ويجعله يقتنع أن الموسيقى الجيدة ليست بالضرورة تلك التي يتابعها كل يوم على شاشة التلفاز.
على علاقة بساهمة تيميتار في تربية الذوق الفني لدى الجمهور، وهذه نقطة إيجابية تُحسب للمهرجان، ألم يكن استقدام نجوم وأشكال موسيقية غير معروفة مغامرة محفوفة بالمخاطر، وهل كان اقناع الجمهور ومكتب الجمعية أمراً سهلاً؟
هذا المهرجان جريء لأنه لم يخضع لهوى الجمهور، فلو اخترنا الفلكلور أو المنوعات، لكان الأمر سهلاً جدا علينا لكنه في المقابل لن يأتي بأية قيمة مضافة لأنه لا يتوفر على شروط المشروع الثقافي، وسيتحول في نهاية المطاف إلى مخلوق بلا لون ولا رائحة يعيد ما يقدمه التلفزيون، وهذه مسألة غير صحية. أما فيما يخص جمعية تيميتار، فأنا كمدير فني أمارس عملي دون أن يفرض علي أيا كان إضافة فنان أو حذف آخر، لأن هناك ما يسمى استقلالية البرمجة الثقافية وهذا أمر جميل.
وهل هذا يُبيح للمدير الفني انتقاء الفنانين المشاركين بناءً على ذوقه الشخصي؟
أنا عاشق موسيقى قبل أن أكون مديرا فنيا، لذا تجدني لا أختار الفنانين من كاتالوغات متعهدي الحفلات، بل أتنقل باستمرار لحضور المهرجانات ومتابعة الفرق في بلدانها. في الصيف الماضي مثلاً كنت في فلسطين فاستدعيت المجموعة الموسيقية الشرقية، وفي دجنبر زرت البرازيل وهناك اقتنعت بمستوى أداء كارلينوس براون ورباعي بينجامين طوبكين، ولدي تقريبا مائة ألف كيلومتر في السنة أقطعها لمشاهدة الفنانين عن قرب وبِعيونٍ أمازيغية.
بخصوص التنويع في الأشكال الغنائية يُلاحَظ تغييب الفنان المشرقي خاصة الإناث، هل هذا راجع لضخامة التعويضات أم أنها مسألة مبدأ؟
(يضحك) المسألتين أساسيتين، فمن جهة نصطدم بالشروط التعجيزية التي يضعها بعض الفنانين والفنانات من المشرق حيث يطالبون بمبالغ خيالية جداًّ إلى درجة أن ميزانية تيميتار بأكملها لن تغطي مصاريف فنانين من هذا الصنف. ورغم ذلك فالمهرجان دأب على عادة استدعاء مجموعة شرقية كل سنة فقد استدعينا طارق الناصر من الأردن وهو فنان رائع ولطفي بوشناق، ولدينا علاقات مع أسماء محترمة جدا لديها قيمة ممتازة كمارسيل خليفة الذي شارك السنة الماضية. هذه السنة أيضاً ستعرف حضور الفرقة الموسيقية الشرقية لرام الله من الأراضي الفلسطينية. إذن كما ترى ليس لدينا موقف من الموسيقى الشرقية أو من فنان معين، بقدر ما لدينا موقف إلى حد ما من بعض الأنواع الموسيقى الهابطة التي تشبه الشهب الاصطناعية، حيث تخلق متعة آنية ثم ينساها الجميع، ونحن لا يجب أن نكون “بوقاً”ً لبعض القنوات غير الهادفة، لأننا نملك مشروعنا الثقافي ومن واجبنا الدفاع عن خصوصيتنا الثقافية، وطبعاً دون رفض الآخر، لأني دائماً أؤكد على أن المعاناة السابقة للثقافة الأمازيغية من الإقصاء، لا يجب أن تكون يوماً ذريعةً لإقصاء الآخرين.
تتبنون شعار “الفنان الأمازيغي يحتفي بموسيقى العالم”، وهذا ينبني على مفارقة، إذ يضع الموسيقى الأمازيغية دون العالمية من جهة، ويغيب الإحتفاء بالفنان الأمازيغي من جهة أخرى. ماهو ردكم؟
يمكنني أن أؤكد لكم على أن الموسيقى الأمازيغية دخلت فعلياً الآن في شبكة الموسيقى العالمية، وجزء كبير من هذا الإنجاز تحقق بفضل تيميتار، فمنذ بدء هذا المهرجان بدأ يتقاطر على مدينة أكادير مدراء المهرجانات العالمية ورؤساء شركات الإنتاج لمتابعة ولقاء الفنانين المتميزين، ومن بينهم الفنان الأمازيغي. إذاعات كبيرة من حجم البيبيسي عملت على نقل التظاهرة بما فيها حفلات بعض الفنانين الأمازيغيين. من آخر نتائج هذه الحركية أن مجموعة أودادن ستسافر مباشرة إلى ماليزيا يوم 7 يوليوز بعد أن شاركت في تنزانيا مؤخرا، وكل سنة نعمل على أن تشارك مجموعة موسيقية أمازيغية في مهرجان Marseille Babel Med musique الذي يعد أحد أكبر أسواق الموسيقى العالمية، وقد حضرته مجموعة أمارك فيزيون قبل سنتين، وأيضاً امغران، وكل هذا بفضل شهرة تيميتار.
وكيف يمكن في نظرك الرفع أكثر من درجة عالمية الموسيقى الأمازيغية؟
هناك شرطين أساسيين للوصول إلى حركية موسيقية حقيقية، يجب أولا ضرورة تشجيع إنشاء الفرق الموسيقية لكي تكون كثيرة عدديا. ثانيا يجب الاشتغال أكثر على مستوى السوق المحلي وبنوع من الحذر. هناك أسماء واعدة كالرايس سعيد أوتاجاجت وهو بالمناسبة من بين اكتشافات مهرجان تيميتار، وبالمناسبة فقد عاد مؤخرا من جولة شملت فرنسا وهولندا واللوكسمبورغ.
هذه السنة ستعرف بدورها حضور عدد كبير من المحترفين ومدراء المهرجانات جاؤوا لمتابعة الفنانين، ولدينا انتاجين موسيقين سيتم تقديمهما يوم 2 يوليوز، ويساهم فيهما فنانون من أكادير ويتعلق الأمر بكل من فولان وخالد البركاوي والحسين الباكير وفريد فُولاحي ورشيد زروال ومجيد بقاس والمهدي. المشروع الأول سينجز مع برازيليين، والثاني مع فنانين من فرنسا والأرجنتين، وهذا بدعم من “الشركة الفرنسية للمؤلفين والملحنين والمنتجين الموسيقيين” SACEM، وسيتم تقديم عرضين موسيقيين، الأول يوم 2 يوليوز بتيميتار والثاني يوم 7غشت بفرنسا. هناك مشاريع أخرى بين فنانين مغاربة وبرازيليين. كتوأمة وقعناها مع مهرجان باريس ستشارك بموجبها حادة أوعكي وشريفة وألاد بنعكيدة يوم 4 شتنبر بمهرجان Ile de France.
لا يجب أن ننسى أن هذه المنهجية في الإشتغال تشكل نافذة مطلة على الإحتراف باعتبار أن اللقاء مع الآخر يطور من طبيعة عمل الفنانين و يخلق ديناميكية واستفادة اقتصادية لهؤلاء الفنانين لأنهم لا يذهبون من أجل السياحة.
على علاقة بالموسيقى والمال أنت تساهم بشهادة العارفين بالميدان في فتح الأسواق أمام الفنانين المغاربة عبر اقتراحهم على بعض المهرجانات على سبيل المثال. هل هي بداية ابتعادك عن الإدارة الفنية للمهرجانات وولوجك غمار عالم الأعمال ؟
(يبتسم) أولا إلى حدود الساعة تبقى الأسواق مشروعا غير جاهز. أما بالنسبة للفنانين الذين أساهم في إرسالهم كمستشار فني وليس كمدير أعمال.
مثلا مجموعة “فاس سيتي كلان” ستشد الرحال إلى الغابون، “ومازاغان” ذهبت إلى موريتانيا وعدد كبير من الفنانين أرسلهم إلى مهرجانات دولية دون أن يعرفوا حتى أني من قام بذلك. المهرجانات تتصل بي وتطلب مني كمستشار أن أقترح عليهم أسماء من المغرب، وهو ما حدث لي يوم 4 و 5 شتنبر حيث اتصل بي مهرجان باريس كي أساعدهم فقمت ببرمجة أربعة فرق مغربية من فن الشيخات، منها من علم أني من اقترح ومنها من لم يعلم لحد الساعة. همي الوحيد هو صنع حركية موسيقية للفنانين المغاربة ومساعدة المهرجانات على حسن الإختيار. مساعدة الفنان بالنسبة لي أولوية، وهذا أمر أحاول أن أقوم به ما استطعت ولو بإيجاد أماكن للتمرين للفرق التي لا تتوفر على مقر لذلك.. لكن هذه أمور شخصية وأنا لا أريد أن أدخل في خطاب اجتماعي.
إلى أي حد تعتقد أن بإمكان العلاقات الشخصية المساهمة في إدخال الموسيقى المغربية إلى الإحتراف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؟
هذه مسألة أساسية جدا، يجب أن نطور أنفسنا وأول شيء يجب القيام به هو إعادة النظر في طريقة إدارتنا للأعمال وتدبيرنا لأمور الفن، وهذا يحتاج دعماً من مؤسسات الدولة لم تضع برنامجا لدعم الترويج لحد الساعة. في دول أخرى تقوم هذه المؤسسات بالضغط ويصل هذا إلى حد إرسال بعض المجموعات الفنية مع التعويضات التي يكون أدناها توفير تذاكر للسفر.. الدعم مسألة أصر عليها لكني أشترط عدم دخول الخطاب الإجتماعي على الخط لأن الفنان لا يجب أن يتسول.
ثانيا يتحتم على هذا الفنان بدوره أن يتكيف مع السوق العالمية لأن طبيعة الإشتغال خارج البلاد لا تشبه العمل المحلي. ثالثا يجب تجاوز الضغط الذي تعرفه السوق العالمية إذ هناك عدد كبير من المجموعات الغنائية، وفي أوروبا مثلا عندما يحتاج منظم مهرجان مجموعة أمازيغية يجدها هناك فيفضل أن ينادي عليها تفاديا لمصاريف إضافية من قبيل تذاكر السفر. هناك شيء آخر لا يقل أهمية وهو على علاقة بتطوير الإعلان إذ على الفنان الباحث عن العالمية أن يملأ السوق بشكل كبير، ولتحقيق هذا المبتغى يتوجب عليه تفادي الإشتغال وحيدا فهذا نمط متجاوز.. الفنان اليوم يجب أن يكون لديه مدراء عمل.. هناك فنانين غربيين يشتغلون فرقياً من ثلاثين فرداً منهم مدير الأعمال و المكلف بالإشهار، والمكلف بالإعلام وغيرهم...
عدم تنسيقكم مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، هل هو نابع من تباعد في الأفكار والقناعات؟
لا، ليس لدينا أدنى موقف سلبي من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالعكس فنحن وقعنا معاً اتفاقية وسبق واشتغلنا في بعض المشاريع خلال الدورة السابقة. هناك فقط غياب مشروع مشترك هذه السنة، هذا كل ما هناك. أعتقد أن لدينا اهتمامات مشتركة، فنحن يمكن أن نفيد فيما هو فني وهم فيما يخص البحث الأكاديمي، لذا يمكننا توقع تعاون أكبر مستقبلاً.
لاحظ المبحرون على شبكة الأنترنت عدم اشتغال موقع المهرجان عكس السنة الفارطة، وأثناء البحث في محرك البحث يحيلك على مدونة تسمي نفسها “الموقع الرسمي لمهرجان تيميتار”.
أشارككم الرأي، لدينا في الحقيقة نقص في هذا الجانب، ولسنا المسؤولين عنه إذ هناك شركة مكلفة بهذه المسألة، وهذا سؤال يمكنكم طرحه على مديرة المهرجان.
ثلاث خشبات، ألا يطرح هذا مشكلة صعوبة الإختيار أمام متذوقي أصناف موسيقية مختلفة؟
أنا شخصيا أعاني وأستمتع في نفس الآن بهذا الوضع الذي أعتبره في آخر المطاف مسألة ايجابية ومن بين مؤشرات النجاح. هناك حلين إذا أردنا أن نحسم في الإختيار، الأول جعل المهرجان مؤدى عنه، وحينها ستختار ولن تندم على عدم التوجه إلى خشبة أخرى لأن المجانية تجعلك ترغب في امتلاك كل شيء. الحل الثاني أن ننقص من عدد الخشبات، وهذا لن يرضى به الجمهور، وهو حل سيء لأن الضغط سيكون مهولاً على الخشبة الوحيدة. الحياة في النهاية اختيارات، وعلى الإنسان أن يتجرأ ويختار، ونحن نحب الجمهور الذي يأتي وفق قناعة واختيار، أما جمهور الصدفة فلا يهمنا.
هل اتخذتم تدابير أمنية احتياطية تفاديا لما وقع في موازين بالرباط؟ وهل من خطة للحد من إزعاج اللصوص وبعض المشردين للجمهور؟
يبقى مهرجان تيميتار من أرقى المهرجانات وأنظفها وطنيا. لدينا عدة اجتماعات دورية مع رجال الأمن. لكن يجب على الجمهور أن يعي أنه يمكن أن يساهم في حفظ المن، وأنا أوجه رسالة إلى الشباب خاصة وأطلب منهم أن يفكروا ويعتبروا في كل لحظة أن أن من بين الحضور أمهاتهم وأخواتهم . على الإعلام بدوره أن يساهم في العملية لأن التركيز على الأمور السلبية، باعتبارها تجد نوعا من الصدى، يخلق الرعب ويساهم في سجن الجمهور في بيته. هذا مجتمع فيه اللص والمهندس والتلميذ، ولا يجب أن يوثر شخص واحد أو أقلية قليلة على حرية مائة ألف متفرج، وإذا اقتضى الأمن يجب استدعاء رجال الأمن.
ظاهرة كثرة المهرجانات الموسيقية في المغرب، هل هي ظاهرة صحية في نظركم؟
هي مسألة صحية وإيجابية جدا بكل تأكيد إذ تعطي صورة جيدة عن المغرب محليا ودوليا. شيء رائع أن يستعمل الجمهور فضاءاته وأن تلتقي كل الشرائح الإجتماعية وتتابع نفس السهرات. لكن هذا لن يمنعني من القول على أن المؤسسات والجهات المنظمة والجهات يجب أن يكون لديها مشروع ثقافي موازي، أولا تربويا بتطوير الحس الموسيقي في المدارس والمؤسسات، وثانياً عبر خلق مشاريع ودعم مؤسسات ثقافية. يجب تطوير المعاهد والمؤسسات والمدارس والمركبات الثقافية وتنمية الحس الفني لدى المواطنين، إذ لا يعقل أن الأغلبية من الموسيقيين الشباب لا يتعلمون الموسيقى منذ صغر سنهم، فهذا يحدث في سنوات متأخرة نسبياً.
للتواصل مع المحاوِر: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.