انتشرت بين عدد من القنوات الفضائية الموجهة للجمهور العربي الناشئ عموما و المغربي خصوصا العديد من الأفلام الكرتونية التي تحتوي على بعض العبارات والمشاهد الدخيلة التي تعرض بين طيات هذه الأفلام، وهي عبارات ذات إيحاءات جنسية خادشة للحياء و أحيانا داعية للشذوذ ، خصوصا فيما يتعلق بالديكورات الكرتونية والحركات التي يقوم بها أبطال الرسوم، وحسب ما أكده العديد من الخبراء في مجال علم النفس الإعلامي والتربوي فإن أغلب التفاصيل الموجودة في هذه الرسوم لها معنى يراد غرسه في عقول الأطفال ويتم عرضها بطريقة جد مدروسة كي تصبح كالسم في الدسم. ومن بين هذه الرسوم : يونغ جوستيس فيلم الرسوم المتحركة يونغ جوستيس يحمل مشهدا مرعبا يشوش على أذهان الأطفال قبل عيونهم، حيث يظهر في أحد المقاطع البطل يقبل أخته من فمها بطريقة جنسية، بينما يطلب منه صديقه التوقف ويذكره بالنسب بينهما وأنها أخته وليست عشيقته، غير أن بطل الفيلم يواصل تقبيل أخته غير مبال بتحذير صديقه. ميكي ماوس إذا كانت بعض الرسوم التي تم إنتاجها في سنوات ماضية تكتفي ببث إيحاءات جنسية وكلمات قبيحة، فإن سلسلة ميكي ماوس وصلت إلى حد دعوة الأطفال إلى الشذوذ الجنسي وممارسة الجنس جهارا ، ومن يبحر على شبكة الإنترنت يمكن له أن يرى مقاطع لميكي ماوس وهو يحمل عضوا تناسلي في يده. هومر سيمبسون إنه فيلم كرتوني موجه للأطفال أساسا، وهو مسلسل ناقد و ذو بعد سياسي و اجتماعي و عاطفي يتعلق بالمجتمع الأمريكي. ورغم أن شخصيات المسلسل طريفة خصوصا أنها تعتمد على أطفال سيمبسون لكن السلسلة تضم الكثير من المشاهد الخارجة عن الأدب وتتعمد استعمال الألفاظ البذيئة و الإيحاءات الجنسية و الطرق اللا تربوية حيث أظهرت بعض حلقاته ايحاءات جنسية صريحة. جيمي نيوترون داد يعتمد المسلسل على نمط تربوي غربي وتبدو بعض العادات التي يتحدث عنها ليست مقبولة بالمرة في مجتمعاتنا العربية . كما أن الحوار الذي يكون بين الأب و أبنائه يضم بعض العبارات ذات الإيحاءات الجنسية و أحيانا بعضها يدعو للشذوذ. شريك عرف هذا الفيلم إقبالا كبيرا في كل أجزائه و هو فيلم يسرد قصة حب بين وحش و أميرة، و يشجع هذا الفيلم على قيم التواضع و المحبة إلا أن النكت التي يتداولها شريك و صديقه الحمار تعتبر بذيئة بشكل كبير و تحتوي على مزاح مبطن بإيحاءات جنسية و في بعضها سب للرب و الدين. هذا الفيلم منتشر بشكل كبير و يعرض بشكل يومي في بعض القنوات العربية كما أن ألعابه موجودة في كل محلات الألعاب و الأدوات المدرسية و الحقائب. سبونج بوب هذا المسلسل معروف في العالم العربي و يعرض بشكل يومي في بعض القنوات العربية منذ عدة سنوات، كما توجد ألعابه في كل المحلات و المكتبات. السيئ في هذا الفيلم أن الشخصيتين اللتين تلعبان دور البطولة الإسفنجة و صديقها يجسدان ثنائيا يدعو إلى الشذوذ و ذلك بسبب العلاقة المنفتحة بينهما و التفاهم الذي يدخل حسب مشاهد الفيلم في إطار العلاقة الحميمية. ويظهر في إحدى لقطات السلسلة كلام فاحش باللغة الإنجليزية ويتم ترجمته حرفيا إلى اللغة العربية، كما أن إحدى المشاهد تظهر زواج بطل هذا الفيلم بآخر، ناهيك عن المشاهد التي لا تتلاءم مع سن الأطفال. ولاشك أن الحديث يطول حول هذه الأفلام وآثرها على الأطفال وعلى سلوكياتهم. وحول الآثار التي تخلفها هذه الأفلام التي تروج لفكر الشذوذ والإباحية بين الأطفال المغاربة اتصلت "نون بريس" بالباحث المغربي في مجال القيم " بدري عبد الخالق" الذي أكد أن الاختراق القيمي لمجتمع الأطفال بلغ أوجه خصوصا بعد الموجة الإعلامية الجديدة ومع ظهور برامج الأطفال سواء المتحركة أو المصورة، واصفا المشاهد التي يشاهدها الطفل في الرسوم المتحركة والتي تتضمن لقطات خليعة وإيحاءات جنسية مباشرة بالمسؤولة عن تدمير السلوك القيمي للطفل . ووصف المتحدث ذاته الاختراق المهول للمنظومة القيمية للطفل المغربي من خلال الرسوم المتحركة بالأمر الخطير، لاسيما وأن الدراسات أثبتت أن تأثير مسلسلات الكرتون على الأطفال يكون تأثيراً تراكمياً لا يظهر تأثيرها مباشرة وإنما يأتي على الأمد البعيد بعد أن يستمر الطفل في المتابعة والمشاهدة ومن ثم ينتقل للتطبيق في كثير من الأحيان ويضيف الباحث بدري بأن ذلك عادة ما يتم في غفلة من الآباء الذين لا يلتفتون عادة لانتقاء المواد التي يشاهدها أطفالهم .