يمثل المستشفى الاقليمي بتاونات حالة نشاز بالمقارنة مع باقي المستشفيات بل حتى بالمقارنة مع باقي المرافق العمومية اخرى اقليميا ووطنيا، فغياب المداومة الليلية وغياب العمليات الجراحية الكبيرة وغياب اغلب التخصصات (طب العيون...) نتيجة النقص الحاد للموارد البشرية وانعدام بنك الدم به وتعرض الاقليم للاقصاء الممنهج من طرف المديرية الجهوية للصحة بعد حرمان الاقليم من اطباء وممرضين منهم الطبيب الجراح بعد توصل الجهة ب4اطباء جراحين (2للحسيمة و1لتازة و1 لكرسيف) وحرمانه ايضا من سيارة الاسعاف قدمت للاقليم كرسيف (حسب بيان نقابات صحية)، بالرغم من ذلك يعتبر المستشفى الاقليمي والذي هو في حالة استعجالية من المرافق الاكثر حيوية من خلال ما يقدمه من خدمات مصيرية بالنسبة للوافدين عليه وفي حالات مستعجلة حيث يتطلب توفير الظروف المناسبة والسهر عليها من طرف الاطباء والممرضين اولا والمسؤولين بالادارة ثانيا لتقديم كافة المساعدات والتسهيلات لهم لانقاذ حياة المواطنين. الا ان واقع المستشفى الاقليمي بتاونات بالرغم مما ذكر يسهر على تقديم الخدمات بتفاني وتضحية بعض الاطباء والممرضين خاصة بقسم المستعجلات وبعض الاقسام الاخرى من خلال تقديم المساعدات والعلاجات سواء بالمستشفى الاقليمي اثناء المداومة اوبمقرات عملهم الحقيقية (بالمستوصفات والمركز الصحية) بعد انتهاء المداومة التي نظمت بتدبير المحكم من طرف المندوب الاقليمي (المكلف) في غياب وقلة الموارد البشرية. كما يعرف المستشفى الاقليمي بروز عدة مظاهر بين الفينة والاخرى ويعرف احداث يجب الوقوف عليها بتمعن وتصحيحها حتى يقوم المرفق بالدور المنوط به. وخاصة ماوقع يوم الاحد الماضي (16يونيو2013) بعد منتصف الليل بعد تعرض سيدة لنزيف حاد بعد الولادة الطبيعية تطلب تدخل الطاقم الطبي الذي اتصلت به المولدة المداومة والذي رأى ان حالتها تتطلب نقلها لفاس على وجه الاستعجال لكن غياب سيارة الاسعاف دفع الطبيب الى استدعاء الطاقم الطبي وشبه الطبي من البيت التي لبت الدعوة في غياب تام للمسؤولين الاداريين وخاصة المكلفين بالمداومة رغم توفرهم على سكن وظيفي (وجود 4 سكنيات وظيفية وسط المستشفى) بهدف تقديم الخدمات للطاقم الطبي المداوم او للمواطنين. وبالرغم من اتصال الطاقم الطبي للمداوم عبر الهاتف الذي ظل يرن اكثر من مدة لانقاذ المريضة من الموت المحقق لكن المسؤول رفض الرد، مما اضطر الطاقم الطبي الى كسر اقفال باب مختبر التحليلات لجلب اكياس الدم وكذلك باب قسم العمليات الجراحية لاجراء العملية والتي كللت بالنجاح، كما ان غياب سيارة الاسعاف الوحيدة من المستشفى يطرح اكثر من تساؤل بالرغم ان المريض او عائلته هو من يدفع ثمن التنقل الى فاس (ما بين250و300درهم) دون وصل دفع المال، بالرغم ان السيارة الاسعاف تستهلك من الوقود ذهابا وايابا اقل من 150درهم. ولولا تضحية الاطقم الطبية يوم الاحد الماضي وسرعة تصرفها لما انقذت السيدة ذو19سنة وفي غياب الاطر الادارية (المداومة) والمفروض حضورها كل لحظة ووقت لتقديم الدعم المادي والمعنوي سواء للطاقم الطبي وللمريض. فهل الادارة الغت نظام مداومة الاداريين بالمستشفى وترك الامر للاطقم الطبية؟ كيف سيتصرف الطاقم الطبي في الحالات المستعجلة في غياب مداومة الادارة؟ اليس السكن الوظيفي شيد للمداومين ليكونوا قريبا من المستشفى والتدخل العاجل في الحالات المستعصية لتقديم الخدمات للمواطنين وللاطباء والممرضين؟ يبقى التساؤل الكبير لماذا يرفض الاداريون الاستقرار بالسكن الوظيفي؟؟؟