في الملتقى الأول حول الصحراء بالجهة الشرقية نظرا لتنامي الاحتجاجات الشعبية، والانتفاضات الجماهيرية للصحراويين ضد البوليساريو، وتسلط الجزائر التي تستهدف إسكات كل صوت صحراوي حر، يدافع عن حقه في تقرير مصيره، بعيدا عن الوصاية، في سبيل البحث عن مخرج لمعاناة ساكنة مخيمات تندوف، واعتبارا لما تعرفه القضية الوطنية اليوم، من تحديات، ومخاطر، تضع الجميع أمام مسئولياته، وتوقظ من كان في غفلة، أو سبات، أو جهل، أو تجاهل، أو تقصير، من أجل نصرة القضية الوطنية الأولى، حيث بات الأمر يستدعي تغيير منهجية العمل في الدفاع عن الوحدة الترابية، بالانتقال من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، من هذا المنطلق، نظمت جمعية تيارت، ومنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، المعروف اختصارا ب:" فورساتين"، بشراكة مع الرابطة الوطنية العامة للأشراف بالمغرب والخارج، والاتحاد الوطني والدولي لمناصرة الحكم الذاتي، الملتقى الأول حول الصحراء بالجهة الشرقية، تحت شعار" من أجل دعم الانتفاضات الشعبية ضد البوليساريو، وفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بمخيمات تندوف. يأتي اختيار الجهة الشرقية من المملكة المغربية لتنظيم هذه الفعاليات، نظرا لأهميتها كجهة تقع على الحدود المغربية/ الجزائرية، وأيضا لدقة اللحظة التاريخية التي ينظم فيها هذا النشاط، حيث يأتي بتزامن مع الاحتجاجات التي تعرفها مخيمات تندوف، والتي تتحمل فيها الجارة الجزائر المسؤولية التامة، خاصة أنها أصبحت تتفنن في قتل الصحراويين، بمناسبة، أو بدونها، مما يستوجب العمل على تسليط الضوء على حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تورطت فيها الجزائر والبوليساريو، وفضح تردي الأوضاع الإنسانية لساكنة المخيمات، وتعبئة الجهود لتحسيس الرأي العام الوطني والدولي بهذه الأوضاع. تميزت أشغال الملتقى بالجلسة الافتتاحية التي تناول خلالها رؤساء، وممثلو الهيئات المنظمة، أهداف ومرامي تنظيم الملتقى، والتي تتمثل في تسليط الضوء على حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتردي الأوضاع الإنسانية لساكنة مخيمات تيندوف، وتعبئة الجهود لتحسيس الرأي العام الوطني والدولي بالواقع الإنساني والحقوقي هناك. بعد ذلك، عرفت الجلسة الثانية عدة مداخلات، انصبت جلها على الحديث عن انتفاضة 1988 بمخيمات تندوف، وأسباب اندلاعها، وأبطالها، ونتائجها، حيث تطرق نور الدين بلالي الإدريسي، وهو قيادي سابق في جبهة البور يساريو، وأحد القياديين الذين قادوا انتفاضة 1988 بمخيمات تنيدوف، إلى حجم التعذيب، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي مارستها قيادة البوليساريو على كل المشاركين في الانتفاضة، وبسط في مداخلته أهم الأحداث التي عرفتها مخيمات تنيدوف، والعوامل التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة آنذاك بالمخيمات. في مداخلة بيات الزيغم، وهو ممثل سابق لجبهة البوليساريو، ومن الأطر التي شاركت في انتفاضة 1988، ربط بين الأحداث الدائرة حاليا بالمخيمات في كل من أوسرد، والسمارة، وبوجدور، والاحتجاجات الشعبية، بالحدث التاريخي الهام، والمتمثل في انتفاضة 1988، وما حققته من مكاسب مهمة للصحراويين بالمخيمات، والتي فتحت أمامهم إمكانية العودة إلى أرض الوطن، والقدرة على تحدي قيادة البوليساريو، واعتبر بيات الزيغم انتفاضة 1988، محطة مهمة فتحت أمام الصحراويين عدة خيارات للوصول لحل لقضية الصحراء، واعتبر أن خيار الحكم الذاتي يأتي من بين الخيارات التي تتوج هذا المسار الطويل لملف الصحراء. مداخلة الدكتور عبد الهادي مزراري، ركزت على مدى حضور انتفاضة 1988 في الإعلام الوطني والدولي، مستغربا كيف لا تهتم وسائل الإعلام الوطنية بهذا الحدث التاريخي البارز، ولا تحاول الدولة المغربية تبني ملف ضحايا انتفاضة 1988 بالمخيمات، والتي تعتبر ورقة رابحة للمغرب، إن تم التعامل معها بما يقتضيه هذا من أهمية، قد تغير معادلة ملف الصحراء لصالح بلادنا، واستنكر التعتيم الحاصل للانتفاضات الأخيرة التي شهدتها المخيمات بداية 2014، والتي لم تحظ باهتمام كبير من كل الوسائل الإعلامية الوطنية، إلى جانب غياب أي تغطية إعلامية دولية لهذه الأحداث، واعتبر عبد الهادي أن جبهة البوليساريو، أصبحت تتآكل من الداخل، وأن أطروحاتها بدأت تفقد مصداقيتها داخليا وخارجيا. بعد ذلك، استمع الحاضرون لشهادات حية من ضحايا انتفاضة 1988 بمخيمات تندوف، ويتعلق الأمر بكل من المحجوب الإدريسي عسكري سابق بجبهة البوليساريو، والدكتور سيداتي دافا العائدين إلى أرض الوطن.